الكل يتحدث عن قناة فرونس 3
المغاربة جميعا يتحدثون عنها
وبعد أن كانت إلى غاية يوم أمس قناة المسنين الفرنسيين والقرى الفرنسية
صارت أيضا قناة المغاربة
فرجة ممتعة أيها المغاربة
وتأكدوا أننا وفي الوقت الذي كنا نشاهد فيه البرنامج
كان رجل مسن
وزوجته العجوز
يشخران
في بيت
في قرية فرنسية نائية
وبين الفينة والأخرى
كانت توقظهما موسيقى البرنامج التصويرية
التي اختار معدو الوثائقي
أن تكون مفزعة
زيادة في الإثارة.
*******************
ما يحز في نفسي بعد مشاهدة البرنامج، وما جعلني أغضب، هو عقم المغرب.
لقد اكتشفت أننا بلاد غير ولادة.
فخلال ما يقرب من عقدين لم نتمكن من إنجاب سوى أربعة معارضين للنظام:
أبو الحروف
وأمير الكمون
وزملاء لنا في المهنة
وخامسهم ملاكم سابق
وينقصون
ويزيدون
حسب الظروف.
فأي نظام هذا لا يعارضه إلا أشخاص معدودون على رؤوس الأصابع
وهم دائما
من يدافع عنا في فرنسا وأمريكا
بينما لا أحد منا يقول لهم شكرا على تضحياتكم
من أجلنا
ولا أحد يقدر مجهوداتهم
وبذلهم للغالي والنفيس
وبدل ذلك نشك فيهم
وفي نواياهم
وفي حساباتهم
وفي خرجاتهم
التي صارت تبدو مضحكة من فرط تكرارها.
************
القناة التي كنتم تشاهدونها يوم أمس ليست فرونس3، بل شبه لكم.
إنها إم6.
نفس طريقة العمل
نفس الخط التحريري
نفس تلفزيون الواقع
كأن فرنسا مقبلة على خوصصة ما تبقى من إعلامها العمومي.
*************
أهم ما مر في البرنامج هو قصة الجندي المغربي الذي كان يرغمه قائده على القيام بالأعمال المنزلية، والاعتناء بسلحفاته.
وهذا معروف في المغرب، ويحدث، للأسف الشديد.
لكن كان عليه أن يختار حيوانا آخر، كي تكون القصة مؤثرة.
كلبا أو قطة أو أسدا أو حمارا أو ناقة
أما السلحفاة
فلا تحتاج إلى عناية
وكل من له فكرون في البيت يعرف ذلك
السلحفاة تعتني بنفسها
وغير متطلبة
ولا تطلب منك طعاما
ولا تجوع
وتصوم
ولا تصدر أصواتا مزعجة
وهكذا
ضيع معدو البرنامج
تفصيلا
كان سيصيب النظام المغربي في مقتل.
*************
كلنا مع عودة المنفي
كلنا مع عودة أوشان
كلنا مع عودة رأسمال دانون الفرنسي
كلنا مع عودة الصحفية المرتشية إلى مزاولة مهنتها
وغدا موعدنا في وقفة أمام البرلمان
حتى يعود المنفيون
ويعود الملاكم
والضابط
ويفتح تحقيق عن السلحفاة
وعن هذا العقم المغربي
وعن بلد ونظام لم ينجبا
إلا أميرا وحاشيته
يعارضونه
ويحلم بموجة ثانية
للربيع العربي
في طبعة مزيدة ومنقّحة
خاصة بالمغرب.
***********
لا أحد في هذا البلد يعارض النظام
حزب النهج غير موجود ولم يسمع به معدو البرنامج
جماعة العدل والإحسان غير موجودة ولا أري لها
الأمير
الأمير كما دائما
كأنه هو الذي أنتج البرنامج
واختار الأسماء
وزاوية النظر
كأن ثروته
حصل عليها هدية من السماء
واحتكر بها المعارضة
والرأي
والصحافة
واشترى الزملاء
وألغى كل المنافسين.