حميد زيد كود ///

كثر. كثر. هم منتخبو العدالة والتنمية في سلا.

لكنهم. وكما في كل مكان في المغرب هم غير مسؤولين عن أي شيء.

هم في سلا أكثر من المواطنين. وهم في مقاطعات سلا أغزر من أمطار أمس. وأقوى من الطوفان. وليس من حق أحد أن يحاسبهم. وقد فازوا بكل شيء. فازوا بكل سلا. وهي لهم. ويفتخرون بذلك.

وقد غرقت سلا في مياههم منذ سنوات.

منذ سنوات وسلا تعوم في بحر العدالة والتنمية.

لكنهم مع ذلك غير مسؤولين بالمرة عن سلا.

ولا يتحملون ذرة مسؤولية في ما وقع أمس.

وأبرياء. وملائكة. ومظلومون. ولا دخل لهم.

وفي كل مرة يترشحون يفوزون، وفي كل مرة هم في حل من أي مسؤولية.

والمطر الذي سقط هو مطر الله.

وعلى الوالي أو العامل أن يشفطه لوحده.

وما أجمل أن تفوز في كل مرة ولا تكون مسؤولا عن أي شيء.

وكلما طرأ طارىء يبكي منتخبو العدالة والتنمية ويبدون متأثرين، كأيها الناس، ويلعبون في هواتفهم الذكية.

ويلتقطون الصور.

كأن مدينة سلا صنعت من أجلهم.

وما أروع أن تترشح وتستفيد من ترشحك وأنت تعرف أنك غير مسؤول، وتنجح ويصوت لك الناس، لتكون دائما غير مسؤول. ويتحسن وضعك. وتترقى. وأنت دائما غير مسؤول.

وكل ما يقع في مدينتك لا علاقة لك به

والآخر هو الذي فعلها. والدولة العميقة. والسلطة. والعامل. وفساد ما قبل العدالة والتنمية. وسنوات الرصاص.

وما يثير في سلا هو كثرتهم.

ولو حمل كل منتم للعدالة والتنمية. وكل منتخب. لو حمل كل واحد منهم دلوا. لربما لم يكن ما وقع ليقع.

فما نفع الكثرة. وما فائدة الاكتساح. وأن تأخذ كل سلا. وأنت دائما غير مسؤول. وغير ضروري. ووجودك كعدمه. ويعول عليك المواطنون. بينما أنت تكتب الخواطر في الفيسبوك. وتركز كل جهودك في النيل من عزيز أخنوش. بينما عزيز أخنوش لا وجود له في سلا.

والكثرة تعوض الضعف. وتعوض نقص الكفاءة. لكنهم في سلا غير مسوولين. وكثرتهم صارت مستفزة.

نعم. نعرف كيف هو المغرب. ونعرف الدور الذي تلعبه وزارة الداخلية. وكيف تتحكم في الميزانيات. لكن الناس لم يصوتوا لكم لتقولوا لهم لا علاقة لنا بما حصل.

ولتقرأوا القرآن

هذا دور له أهله. والمغاربة يستعينون بالطلبة. وبالمقرئين وليس بمنتخبيهم. المنتخبون لهم دور محدد. وعقد مع المواطنين.

وسلا محتاجة إلى منتخبيها ليستعدوا لمثل ما حصل أمس

وليتوقعوه. في هذا المدينة الخراب. المبنية طوبة طوبة بنية مبيتة وشريرة وفاسدة.

لكن لنكن منصفين.

لقد قام حزب العدالة والتنمية بأشياء كثيرة في مدينة سلا.

وبفضلهم ظهر نوع جديد من المقاهي. نوع هجين يجمع بين المقهى والمحلبة. وتجده تقريبا في كل حي. بموكيت أخضر كأرضية.

وهم الذين يرتادون غالبا هذه المقاهي الجديدة

والمصوتون لهم

ولهم براءة الاختراع

حيث الحرشة تجاور القهوة والقهوة تجاور المسمن بالبصل والشحم والحريرة ملكة متوجة مع حارسها التمر ووصيفتها البريوات المعمرة بعطر فواكه البحر.

وتعرفهم من وجوههم

ومن أذواقهم

يشربون عصير زعزع أو لافوكا

ويطلبون معه كاليطا أو كيكا

فيتقوون

ويزدادون صلابة ومحاربة للتحكم

وبعد ذلك يطلبون براد شاي

فيخرجون هواتفهم الذكية ويشرعون في العمل وفي خدمة سكان سلا

من هواتفهم

ويتواصلون في الفيسبوك

بوجناتهم الموردة بتأثير عصير زعزع المغذي

وبأثر النعمة

والراحة

وحين تحل كارثة بسلا

وحين نغرق

ينتشلوننا

بستاهوهات إلكترونية مؤثرة

وبطوق نجاة افتراضي

ويتابعون أوضاعنا

ويتلون على أرواحنا آيات من الذكر الحكيم

ومهما حصل

يزدادون كثرة في سلا

وكلما كانوا غير مسؤولين

تزداد شعبيتهم

بين السكان

وفي كل مكان

وفي كل حي

يشربون عصير زعزع المقوي

ويتكاثرون

ولا يحاسبهم أحد

وعلامات الاستغراب بادية على الدولة

وعلى البام

الذي جرب كل شيء مع العدالة والتنمية

وعبثا يهاجمهم

لأنه لم يجرب عصير زعزع

ففيه كل السر

وفيه الخلطة العجيبة

والوصفة السحرية

التي تجعل الناس يحبونهم

ويضعون المصباح في الصندوق

كمنومين

يذهبون معهم إلى حتفهم

فرحين

وهم يغرقون

ويبلعهم الماء.

ومهما وقع

فليس من حق أحد أن يشير بالأصبع للعدالة والتنمية

إنه حزب غير مسؤول

وخلق فقط ليكتسح

وليشتكي

وليذرف الدموع

وليشرب العصائر المقوية

والكاليطا اللذيذة

وكؤوس الرايب

ويلعب في الهواتف.