الرئيسية > آراء > الباحث المتخصص محمد ملين يكتب: ملوك وأمراء السعودية تاريخ طويل من العزل والإقصاء والاغتيالات
20/10/2018 11:00 آراء

الباحث المتخصص محمد ملين يكتب: ملوك وأمراء السعودية تاريخ طويل من العزل والإقصاء والاغتيالات

الباحث المتخصص محمد ملين يكتب: ملوك وأمراء السعودية تاريخ طويل من العزل والإقصاء والاغتيالات

محمد نبيل ملين المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي CNRS ///

يعتبر الصّراع على السلطة من أهمّ سمات الدولة السعودية منذ ظهورها في النصف الثاني من القرن الـ 18 لا سيما بسبب عدم وجود تقاليد واضحة لانتقال الحكم. وقد أدّى ذلك إلى نشوب نزاعات سياسية وعسكرية كثيرة بين الأمراء ما جعل تاريخ هذا البيت الحاكم مليء بعمليات العزل والإقصاء والاغتيالات.

بدأت القصة سنة 1834 عندما قتل مشاري بن عبد الرحمن ابن عمه تركي بن عبد الله. لكن حكمه لم يدم إلا 40 يوما حيث تمكن ابن الحاكم المُغتال فيصل بن تركي من قتل مشاري والجلوس على الكرسي. بعد أقل من 4 سنوات عُزل فيصل من قبل ابن عمه خالد بن سعود بفضل دعم عثماني.  ومع ذلك لم يصمد طويلا حيث طرده قريبه عبد الله بن ثنيان سنة 1841. عاد فيصل بن تركي من جديد إلى السلطة بعد عامين عندما أقصى هذا الأخير.
بعد عقدين من الاستقرار النسبي، عادت الصراعات إلى الظهور إثر وفاة الأمير فيصل سنة 1865. إذ تنازع أبناءه عبد الله وسعود وعبد الرحمان على الحكم لمدة ربع قرن ما أضعف الكيان السعودي وأدى في النهاية إلى انهياره سنة 1890 عندما نفى شيوخ آل رشيد الأمير عبد الرحمان وأسرته إلى الكويت.

رجع آل سعود إلى الحكم من جديد سنة 1902 بفضل مجهودات الملك عبد العزيز. كان مما فعله هذا الأخير لتوطيد ملكه أن همّش أفراد أسرته اعتمادا على الترغيب والترهيب ليدفع بأبنائه لإدارة مفاصل الدولة الناشئة. عادات النزاعات للظهور عقب وفاة مؤسس السعودية الحديثة سنة 1953. فقد تجابه ابناه سعود وفيصل قرابة عقد من الزمن. استطاع الأول في بداية الأمر تهميش الثاني لبعض الوقت لكن هذا الأخير استطاع العودة بقوة وعزل الملك سعود سنة 1964.

رغم تقاسم السلطة بين كبار الأمراء في عهد فيصل، استمرت الصراعات في الخفاء. ليس من المستحيل إذن أن تكون عملية اغتيال هذا الملك الغامضة سنة 1975 داخلة في هذا الباب. سيطر جناح الأمير فهد (المعروف بجناح السديريين) على دواليب الحكم تدريجيا لكنه اصطدم بجناح الأمير عبد الله. وقد احتدم الصراع سنة 1982 عندما أصبح فهد ملكا لأنّه حاول عزل عبد الله من ولاية العهد. لكن موازين القوى لم تكن في صالحه. ظلت الأمور على حالها رغم بعض المناوشات حتى 2005 سنة جلوس عبد الله على العرش.

رجع صراع الأجنحة جذعة. فقد حاول الملك عبد الله بكل الوسائل قرابة عقد من الزمن منع السديريين من احتكار السلطة لاسيما عبر استحداث هيئة البيعة وإلغاء منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء (مؤقتا) ثم خلق منصب ولي ولي العهد الذي أسند إلى الأمير مقرن الذي لا ينتمي إلى الجناح السديري سنة 2014. فشلت كل هذه المساعي بطبيعة الحال.

بعد وفاة الأميرين سلطان ونايف سنتي 2011 و2012 أضحى شقيقهما سلمان وليا للعهد ممهدا السبيل لصعود نجم ابنه محمدّ لاسيما بعد تسلمه زمام الملك سنة 2015. فقد أطلق يد ابنه بشكل غير مسبوق لاحتكار السلطة وتهميش كل أجنحة البيت الحاكم بما فيهم السديريين. بدأ الأمير الشاب بعزل عمه مقرن سنة 2015 من ولاية العهد ليصبح وليا لولي العهد ثم أمسى وليا للعهد سنة 2017 بعد أن أطاح بابن عمه محمد بن نايف.

رغم كل المجهودات التي بدلها لتلميع صورته وتوطيد سلطته، راكم الأمير محمد الأخطاء والأزمات على الصعيدين المحلي والدولي كان آخرها اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وهو ما أضعفه كثيرا وجعل مستقبله على المحك. إذ بدأ الحديث عن تهميشه أو عزله حتى أن أسماء مجموعة من المرشحين بدأت تنتشر أبرزهم محمد بن نايف ومتعب بن عبد الله وأحمد بن عبد العزيز وخالد بن سلمان. لكن حصانا أسودا يمكن أن يظهر في أي وقت.

مهما يكن من أمر، فإن الأزمة الحالية لا تعدو كونها حلقة في مسلسل سياسي طويل لا يمكن التنبؤ بكل مآلاته على المدى المتوسط لأن ذلك يتوقف على مجموعة كبيرة من العوامل الذاتية والموضوعية يصعب التحكم في مساراتها المعقدة والمتشابكة.

موضوعات أخرى

26/04/2024 06:00

الأميرة ديال بريطانيا حزينة بزاف.. صاحبها السابق لقاوه ميت فأوطيل فميريكان

26/04/2024 04:00

عسكري إسرائيلي سيفط تصاور ديال “القبة الحديدية” لإيران.. المخابرات قولباتو بفوكونط ديال بنت بوكوصة