حميد زيد – كود//
محزن جدا. و مبك. ما يقوم به هذا البرلماني الحركي.
وما يعتبره ثقافة.
وما يعتبره تراثا وشعرا يتلفظ به في البرلمان. وبعد ذلك يشرح كلماته الصعبة لمتابعيه.
هو في الحقيقة سخرية من البرلمان المغربي. ومن الدولة. ومن المغاربة. ومن الانتخابات. ومن السياسة. ومن العمل التشريعي.
وما يضحك البعض.
وما يبدو غريبا ومهجورا ويصر هذا النائب على استعراضه أمام المغاربة.
فيه استهزاء بالبرلمان. وبالمواطن. وبدور المعارضة.
فيه عدم احترام لنا جميعا.
فيه استسهال للعمل البرلماني.
فيه لعب وعدم جدية و مسرحة لا مبرر لها.
فيه جهل فظيع يعتبره صاحبه معرفة.
والأخطر أن لا أحد احتج عليه.
لا أحد في هذا البرلمان المغربي قرر أن يوقف هذه الإساءة المتكررة لصورة هذه المؤسسة.
والحركة الشعبية جد سعيدة بعبد النبي عيدودي. وبمداخلاته العميقة والفصيحة.
والكل يتسلى به. ويضحك. كأننا في سيرك.
وكأن هذه هي الطريقة التي يحتج بها حزب الحركة الشعبية على عدم إشراكه في الحكومة.
وما دامت الحركة الشعبية في المعارضة. ومقصية.
فهي تناضل لتتفيه كل شيء.
وما علينا إلا نقبل منها ما يقترفه النائب عبد النبي عيدودي.
ولن يتوقف.
ولن يصمت. حتى يتم إدماجها من جديد.
وحتى تنال حصتها.
وإلا سيظل ذلك النائب الدكتور يهدد الجميع بعلمه الغزير. و بطلسماته. وبحربش. وبتلك الحركات بيده. وبكل ذلك التمثيل الذي يقوم به.
وبكل تلك اللغة.
وبكل تلك المداخلات التي لا معنى لها. ولا ضرورة.
والتي يظن صاحبها أنه يكفي أن تستعمل الكلام المهجور كي تستحق موقعك. وكي تقترح. وتعارض.
ورغم أن لا أحد يفهم ما يقول.
ورغم أن لا داعي لما يقول. فهو مصر على أن لا يتوقف.
وعلى اقتراف نفس الكلام في كل مرة.
والذي لا يسيء إليه وإلى حزبه فحسب بل إلينا جميعا.
و إلى صورتنا.
و إلى نظرتنا إلى مؤسساتنا.
وبعد أن صارت الأحزاب ضعيفة. وغير مستقلة. ولا تأثير لها.
فلنحافظ على الأقل على الواجهة.
لنحافظ على صورة ما نسميه ديموقراطية مغربية.
و لنتظاهر بأن ما يجري في البرلمان جدي. وأن معارضة هناك. وخلافات حقيقية. وفرقا.
و لنمنع برلماني الحركة الشعبية من فضحنا.
وليتدخلْ أي أحد و ليوقفه عند حده.
ليقل له كفّ.
ليقل له هذا لا يجوز في مؤسسة محترمة.
لكن يبدو أننا بلغنا حدا من السقوط ومن الخواء. لم تعد فيه حتى الواجهة تعني شيئا.
ولم تعد السمعة تعني شيئا.
وحتى الواجهة لم تعد تعني أي شيء ويمكن هي الأخرى أن نتخلى عنها.
ويمكن ألا نظل حريصين عليها.
وهذا هو الدور الذي يلعبه برلماني الحركة الشعبية بنجاح.
ولا مشكلة أن يقول ذلك النائب ما يشاء
ولتبتسمْ تلك النائبة الحركية الحسناء.
وليضحكْ محمد أوزين
وليضحك كل نواب الأمة
و لتضحك الصحافة
ولنضحك جميعا
لكنه ضحك كالبكاء.