عمـر المزيـن – كود الرباط//
في أول خروج له بعد تمرير مشروع قانون مجلس اللغات بالأغلبية بلجنة التعليم والثقافة بمجلس النواب، وإلحاق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى المجلس الوطني للغات، قال الكاتب والناشط الأمازيغي، أحمد عصيد، أن هناك مبالغة كبيرة في الحديث عن الوضع الجديد للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باستعمال كلمات مثل “إغلاق” و”نهاية اركام”، والحقيقة أن الأمر يتعلق بانتقال على مستوى الهيكلة والوصاية.
وأوضح عصيد، في تصريح لـ”كود”، أن المعهد أحدث بظهير ملكي واشتغل تحت وصاية القصر الملكي وبميزانية من القصر، واليوم سيحتفظ بنفس الإسم وسينتقل الى وصاية المجلس الوطني للغات.
وأشار إلى أن المعهد “لن تبقى له الاستقلالية المالية والإدارية السابقة، حيث سيصبح الآمر بالصرف هو رئيس المجلس الوطني للغات، ولكن الصلاحيات التي حددها القانون الجديد للمعهد تظل هي نفسها في إطار المجلس، وكذا أنشطته في مجال البحث الأكاديمي في اللغة والثقافة الأمازيغيتين”.
وأبرز عصيد أن المعهد سيساهم في وضع السياسات اللغوية من منطلق تمثيلية مديره بالمجلس، ولكنه يظل الإطار المرجعي الوحيد عند الدولة في موضوع الأمازيغية، وإن كان سيشتغل في شكل مديرية تضم مجموعات البحث، ذلك لأن المجلس الوطني سيعتمد في سياسته على رأي المعهد في موضوع اختصاصه.
وأضاف عصيد أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سيعتمد على أكاديمية اللغة العربية فيما يخص العربية، مشيرا إلى أن معهد التعريب سيتم تذويبه وذمجه في الأكاديمية.
وتابع في ذات التصريح قائلاً: “ما ينبغي أن يعرفه الناس هو أن سياسة الأمازيغية قد تحددت من خلال عمل المعهد منذ تأسيسه، فهو الذي اقترح حرف تيفيناغ، وحدد منهجية تدريس اللغة الأمازيغية وكون الأساتذة ووضع المعاجم وحسم في قواعد النحو والصرف والتركيب، وحدد ما ينبغي تصحيحه علميا في تاريخ المغرب وجمع ودون آلاف الصفحات من التراث الشفوي، وهي الأمور التي سيتم اعتمادها في تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية مستقبلاً”.