الرئيسية > آراء > ضباب ضباب وغاب الطريق. هل لا زال اليساريون واليساريات ورقة صالحة في لعب أدوار في زمن حصلت فيه تغيرات عميقة في الثقافة والمجتمع
18/12/2018 10:30 آراء

ضباب ضباب وغاب الطريق. هل لا زال اليساريون واليساريات ورقة صالحة في لعب أدوار في زمن حصلت فيه تغيرات عميقة في الثقافة والمجتمع

ضباب ضباب وغاب الطريق. هل لا زال اليساريون واليساريات ورقة صالحة في لعب أدوار في زمن حصلت فيه تغيرات عميقة في الثقافة والمجتمع

عمر أوشن – كود//

هل لازالت هناك ضرورة لهم..؟

هل لا زال اليساريون واليساريات ورقة صالحة في لعب أدوار في زمن حصلت فيه تغيرات عميقة في الثقافة والمجتمع.

حضور نخبة من اليسار في مرحلة ما سمي الإنتقال الديمقراطي واضح بالملموس ..والحالات والاشخاص والأفكار التي رافقت المرحلة لا زالت الى الآن تضخ مياهها في طاحونة الدولة..

لقد أثر اليسار في الخطاب السياسي واللغة والمصطلح والقاموس المستعمل إلى درجة وجدنا فيها خطب الملك معززة مطرزة بكلمات جاءت من الحركات المعارضة سابقا..فالخطاب الذي كان يقول مثلا الديمقراطية الحسنية  في افتتاحيات مولاي أحمد العلوي إنتقل إلى مفاهيم أخرى قادمة من حلقات نقاش اليسار وأدبياته: الإنتقال الديمقراطي.العدالة الإنتقالية.المجتمعالحداثي وحقوق الإنسان و غيرها..وقد ذهبت في هذا المنحى أحزاب يمينيةإدارية معروفة بتبعية  كبيرة لا مشروطة للدولة والسلطة ..

واضح و غير خاف أن الدولة عندنا إستفادت كثيرا من تجربة الإنصاف والمصالحة في الداخل والخارج..والصورة التي منحها دوليا حضور وجوه بارزة من المعارضة اليسارية ومعتقلين سياسيين دخلوا السجون بأحكام قمعية قاسية بسبب مواقفهم وأفكارهم كانت صورة متقدمة للمغرب وتعبيرا عن طي صفحة بداية أخرى بشجاعة نادرة قلت في تجارب مشابهة مثلما حصل في إسبانيا بعد فرانكو وجنوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية ..

اليسار الذي سعى الى المواجهة والمعارضة  في فترة إحتداد طويلة منذ الإستقلال الى بداية التسعينات سيتحول  نحو طريق آخر..الواقعيةوالمشاركة والدفاع عن الاستثناء المغربي والرغبة  ثم الشهية المفتوحة دوما لإدخال الكرموسة في الحكومات مهما كانت طبيعتها لان ” المصلحة الوطنية” تقتضي ذلك..

هنا بدأت لدى البعض رياح  الإنبطاح والاستثمار في اليسار من أجل ” التنمية الذاتية” والمصالح و شق الطريق نحو ” لاكاريير”.

يلزم الإشارة أن إنفتاح الدولة على مناضلين وطاقات من اليسار له سابقة في تجربة فرنسا وهي النموذج القريب لنا..

جيل 68 الذي خرج يثور حكم الرئيس دو كول بالكاريزم الذي يحمل هذا الزعيم سوف يتغير مع الزمن ويصير أكثر نعومة وأكثر إنفتاحا على المرونة والواقعية والليبرالية وسيشارك في دواليب الدولة والحكم ..لذلك يقال عادة: طبيعي أن تكون ثوريا ماركسيا في 20 سنة ثم تصبح ليبراليا بعد الأربعين..هل نضجت طبقتنا السياسية اليسارية الى هذا الحد..و قدمت النقد الذاتي أم كانت هناك محفزات جانبية لها سلطتها وسحرها؟.

ثم أنه من المؤكد أن تجربتنا استفادت من وجوه اليسار التي كان لها وزن و قيمة رمزية نضالية..و تحضر في البال أسماء مثل أحمد حرزني رئيسالمجلس الإستشاري لحقوق الإنسان سابقا وعبد الرحمان اليوسفي نفسه وهو يقود أول حكومة تناوب توافقي بعد سنوات من المنفى و أبراهام السرفاتي بعد خروجه من 17 سنة سجنا وعودته من فرنسا.وكانت مواقف السرفاتي الذي قاد حركة إلى الأمام تصب في مجرى المصالحة و طي الصفحة.

أما إدريس بنزكري فقد كان قائد الفريق بوجوده على رأس هيئة الإنصاف والمصالحة التي أعلن عنها الملك محمد السادس..يلزم أن ننسى ما حدثونفتح صفحة جديدة عنوانها الثقة والمشاركة..و بإختيار بنزكري الحقوقي البارز واليساري المعتقل سابقا على رأس الهيئة ربح المغرب صورة إيجابيةمضيئة لتجربته..لقد  كان إنصافا ومصالحة يقوده معتقل سياسي و ليس “عياشا” أو سياسيا تسلق وتملق..

لابد من الإشارة أن يساريين معارضين آخرين على قلتهم  فضلوا البقاء في خنادقهم باعتيار أن ما حدث هو منح شيك على بياض للدولة بدون ضمانات..

اليسار هو من صنع النخب ثقافيا وسياسيا في المغرب هذه حقيقة واضحة..ومن ينظر الى المنظمات الحقوقية وأسماء الكتاب و الصحافيين والشعراء والرسامين وعناوين المجلات الثقافية سيجد أنها كانت يسارية و تربت في تربة اليسار.

كانت الدولة يتيمة في مثقفيها..

اليوم جيل جديد صاعد وسط غموض المرحلة و إعصارات السياسة في مناطق مختلفة من  العالم..

المغرب ستصلح الرياح كما تصل الغيوم في تقلبات الطقس..

شباب السترات الصفراء بلا زعيم و لا مقرات أحزاب..لا يسار و لا يمين و لا إسلاميين و لاغالب سوى عاطفة الغضب والرفض. هي مرحلة مفتوحة على كل الإحتمالات.

الحركة الوطنية أنتهت من زمان..

اليمين إنتهى..

الإسلاميون فقدوا بكارتهم وسط لهطة المناصب..

اليسار إنتهى..كنا نغني: ضباب ضباب و لاح الطريق و نادى رفيق و لبى رفيق..

الآن وضع آخر..

ضباب ..ضباب و الطريق معتمة ..

 

موضوعات أخرى

26/04/2024 22:24

تفاصيل حصرية على القرارات التأديبية اللي صدرات فحق مدير ثانوية “التقدم” فمولاي يعقوب اللي حصل كيتحرش بتلميذة قاصر ما

26/04/2024 22:00

بارون مخدرات عندو الجنسية البلجيكية شدوه بوليس الصبليون قبل ما يهرب للمغرب فعبارة

26/04/2024 21:58

مؤتمر الاستقلال.. الصراع على رئاسة المؤتمر بين قيوح والقادري كتهدد بحرب بين تيار ولد الرشيد وتيار فاس

26/04/2024 20:32

رئيس اتحاد العاصمة صدم الكابرانات: المغاربة استقبلونا مزيان وكنشكروهم وغانلعبو الماتش مع بركان