عمر أوشن – كود//

مارادونا لم يكن عبقريا في كرة القدم ولا نجما يهز مشاعر العالم..

حتى و هو يسجل في المونديال بيد الله كما سماها كان مبهرا حقا.
لكن ديغو مارادونا ليس كواريا لأنه تعاطى الكوكايين و سدد بندقية صيد على كمارة صحافي باسل أزعجه في خلوته عند زعيم كوبا..
بهذا المنطق سنمسح و نمحي قسما كبيرا من أسماء ووجوه التاريخ الفني والرياضي و من الكتاب والفنانين والموسيقيين والسياسيين الكبار.
دعوة منع أو مقاطعة أغاني سعد لمجرد تدخل في هذا الباب المكسور الفكرة .
و بما أن لمجرد تورط أكثر من مرة في تحرشات بالنساء و إتهامات باغتصاب وضرب فموسيقاه حرام وأغانيه حرام بفتوى الائمة الأربع والاربعين..
مارلون براندو كان سكيرا معربدا ومدمنا و “ميكي رورك” بطل فيلم ذبابة الحانة و جيمي هندريكس و ويثني هيوستن ومارلين مونرو كلهم مدمنون ومدمنات خمور ومخدرات فقط لا غير و ليسوا نجوم فن عالمي من الطراز الرفيع..
هذا المنطق يخرج من الخيمة مايل..يتمايل و لا يستقيم..
الخلط من جانب بين سلوك وشخصية فنان أو كاتب أو مخرج ومن جهة ثانية أعماله و إبداعاته وموسيقاه وكتبه ولوحاته..
و كثير من المبدعين كانت صورتهم عن بعد أفضل وأنقى وألمع من صورتهم عن قرب و عن كثب حين تخالطهم أو تقترب إليهم..
إسألوا أبناء و زوجات و أزواج بعض المشاهير في العالم و سترون القصة من زاوية أخرى..
ميسي لا يدافع عن فلسطين ..ميسي لاعب سيء ..وماشي لاعب كرة أصلا..
كريستيانو مسلم و يأتي الى مراكش لصلاة الجماعة ويساند فلسطين بلا قيد ولا شرط.. إذن فهو لاعب خارق للعادة و إبن حلال..
ثم ماذا سنقول عن سلوكات فرانك سيناترا مع الفرق طبعا الشاسع الهائل ..اش جاب كعو لبوعو بين سيناترا و لمجرد..

و أين الثرى من الثريا.؟
أحيانا يشعر عشاق نجم أو نجمة مشهورة بالصدمة حينما يكتشفون الوجه الآخر الخفي المريض الهش الضعيف للشخصية..
ليس هناك في البشر كائنات كاملة ملائكية ..فرجينيا وولف رمت نفسها منتحرة في مجرى نهر ..
أفلام بولانسكي و ودي آلين مفسدة للأخلاق و يلزم مقاطعتها لأن اصحابها متابعون متهمون بالتحرش و البيدوفيلية..
و الميولات الجنسية لعدد هائل من الفلاسفة والعباقرة لم تمنعهم من إبراز أعمال رائعة أبهرت الجماهير على مر التاريخ..هل نذكر جنون وانتحار عدد كبير من الفلاسفة..
كيف كانت نهاية جيل دولوز..
جماعة 26 يصلون الى سدرة المنتهى الطوب.. ثم يقتلون أنفسهم بالمخدرات القوية و يموتون..الأسماء معروفة و بكثرة..هل نقاطع ما قدموه في الفن والموسيقى..
الاقتراب إلى شخص مشهور وإلى مناطق ظله وحياته الخاصة تكشف مجاهل لم تكن معروفة..
هل نقاطع أغاني فنان من قيمة رشيد طه بسبب موقفه من الكتب السماوية و نفوره من الأديان؟
إذا كان سعد لمجرد يعاني إضطرابات في السلوك والعلاقة بالنساء فهذا معطى له أهل إختصاصه من قضاة و أطباء لكن تخلاط لعرارم فيه تعسف..

لماذا نخلط الحب بالنوى.

نسيت القول أن كلام لمجرد في أغانيه خاوي بالمعقول..

لكن المنع يمنح قيمة لأشياء لا تستحق شهرتها.