حميد زيد – كود//
ما معنى أن نصنع رجلا اسمه حميد شباط. ونستثمر فيه. و نقويه. ونعتمد عليه. ونمنحه مدينة. ونقابة. ثم حزبا.
حميد زيد – كود//
ما معنى أن نصنع رجلا اسمه حميد شباط. ونستثمر فيه. و نقويه. ونعتمد عليه. ونمنحه مدينة. ونقابة. ثم حزبا.
ونمنحه قوة.
ونمنحه نفوذا. وأنصارا. وعلاقات. ومجدا. وهراوات. وكلابا. وجاها. ووطنية. وحماسة. وتعادلية. وميزانا. ومسيرات. وأمانة عامة. وعلما. ومن أين لك هذا. وبعد ذلك نتخلى عنه.
ما معنى أن نتعب في خلقه. وننفق عليه كل ما أنفقناه.
وبعد ذلك نفرط فيه.
أليس هذا هو التبذير.
أليس هذا هو إهدار الطاقات.
وأليس هذا تفريطا في الكفاءات. وفي الطاقات.
أليس هذا هو العبث بعينه.
و ما معنى العشوائية. وما معنى التخبط. وما معنى غياب الرؤية. إن لم يكن هي ما فعلناه في حميد شباط.
وأين هي الحكامة الجيدة في هذا التصرف غير المقبول. وغير المفهوم.
وأليس شباط ثروة.
أليس تراثا.
أليس صناعة محلية.
وفي اللحظة التي اكتمل فيها نضج حميد شباط. وصار له ما يكفي من التجربة ومن الخبرة.
نتخلى عنه.
ونتوقف دون أي تفسير مقنع عن الاستفادة منه. وتوظيفه. وتحريكه. وتدويره. واستخدامه.
وتشغيله في الانتخابات.
وقد كان إلى غاية أمس آلة شغالة.
كان ماكينة انتخابية في مدينة فاس.
كان نفاثا.
ومع أول عطل في الطريق.
ومع أول عطب يتعرض له أثناء مرور العاصفة الإسلامية.
نركنه في البيت. دون أي محاولة لإصلاحه.
ودون أن نفككه. ودون أي محاولة لعلاجه. ودون أن نأخذه إلى الميكانيكي. ولا إلى الطبيب.
مع أن شباط مقتنع أنه مازال شغالا.وفي صحة جيدة.
وأن مدة صلاحيته لم تنته بعد.
وأنه مازال قادرا على التعبئة. وعلى الإغراء. وعلى خدمة الناس.
وما زال يناور.
ومازال يسجل اللايفات ويقول لنزار بركة حشومة أصاحبي.
ومازال يهدد.
ويكفي أن نقوم بتحيينه. وبتجميله. وبوضع بعض التغييرات فيه. حتى يصبح صالحا للاستعمال من جديد.
لكننا مصرون على أوان تبديله قد حان.
وأن زمنه انتهى.
ورغم كل الجهد الذي بذلناه في صناعته.
ورغم كل السنوات التي أمضيناها في إطعامه. وفي تعليمه. إلى أن اشتد عوده.
ودون إشعار.
ودون أي كلمة. ولا أي اعتذار. نحيله على التقاعد.
ونأخذ منه النقابة. ونأخذ منه الحزب. ونأخذ منه فاس.
ونأخذ منه عبد القادر الكيحل. ونأخذ منه عادل بنحمزة.
ونأخذ منه الجراميز.
ونتركه بلا أي شيء. وبلا حزب. وبلا أنصار.
وكل الدين ضمهم إليه واعتنى بهم انفضوا من حوله.
كأنه لم يكن.
ولا عادل يتصل به.
ولا الكيحل يبارك له العيد.
ومن أين لنا بشباط آخر
من أين لنا بشباط جديد
وكم يلزمنا من الوقت كي نحصل على آخر بنفس مواصفاته.
وبنفس كفاءته.
والحال أننا نتوفر عليه جاهزا. ومكتملا. وقادرا على العمل.
ولا يحتاج سوى رتوشات قليلة ليكون جاهزا.
وليجمع الأتباع.
لكن مشكلتنا في المغرب. هي التبذير. وهي الانطلاق من الصفر دائما.
وهي غياب التراكم.