أنس العمري – كود //

من أبرز ميزات الحكومة الجديدة أنها مؤثثة بوجوه نسائية كَادة، وعلى قدر الثقة التي توضع فيها مهما كانت جسامة المهمة التي تعهد إليهن.

“كَود” تستعرض أهم المحطات في مسارات النساء الموجودات بفريق عزيز أخنوش، و اللي من المؤكد أنهن غادي يكَولو كلمتهن في هذه الولاية، التي تعقد عليها آمال كبيرة في التغيير وفي الاستجابة للانتظارات الكثيرة الموضوعة على طاولتها.

المنصوري.. مرا بألف راجل

اللي كيعرف فاطمة الزهراء المنصوري، المعينة في حكومة أخنوش وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، على دراية كبيرة بأنها امرأة مراكشية قحة وبألف رجل. فرغم رقة أحاسيسها وطغيان الجانب الإنساني على تصرفاتها، إلا أنها حارة مهنيا وحازمة في تخطي الصعاب ومواجهة أعقد التحديات، وهو أمر لا يكون مقدرا إلا لمن يتسلح بالشجاعة وتتصف شخصيته بالقوة.

وهنا تبرز الدور العوامل التي لعبت دورا أساسيا في بناء وصقل شخصية بهذا النوع. فقد اكتسبت القيادية “البامية” كل الصفات التي جعلتها تتسلقها المراتب، ومنها الجلوس إلى كرسي عمودية مراكش في تجربة ثانية بعدما كانت أول امرأة تتقلد هذه المسؤولية في سنة 2009، من تربيتها في أسرة أرستقراطية رحمانية متشبعة بالصدق والواقعية.

المنصوري، وهي ابنة باشا مدينة مراكش، تلقت تعليمها في المدارس الفرنسية في مراكش. وامتازت هذه المرحلة بالتفوق، من تحصيل دراسي إلى آخر. فقد كان النجاح دائما حليفها بحصولها، في سنة 2000، على دبلوم في قانون الأعمال الأنكَلوسكسوني من جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. لكن قبل ذلك وبالضبط في سنة 1999، استطاعت أن تحصل على ديبلوم الدراسات المعمقة في قانون عقود الأعمال من جامعة مونبوليي الفرنسية.

أما ديبلوم الإجازة في القانون الخاص، فقد حصلت عليه سنة 1998 من جامعة محمد الخامس بالرباط، وهي التي قدمت إليه تحمل بكالوريا من ثانوية فيكتور هيكَو الفرنسية من مدينة مراكش، سنة 1994.

وقد بدأت حياتها المهنية كمحامية، وقامت بتأسيس شركة محامات متخصصة في قانون المعاملات العقارية والتجارية.

الخبرة المهنية الكبيرة التي راكمتها في مجالي المحاماة والإقتصاد جعلتها تتعايش مع 3 أمناء عامين للأصالة والعاصرة، دون أن تشذ عن الصورة التي تشكلت عنها منذ فترة إلياس العماري، وهي كونها “ضمير البام” وصوته الهادئ والحكيم، القادر على خلق التوافقات مهما بلغت الأزمة من تعقيد.

وهو ما ظهر بوضوح أكبر هذا الوجه السياسي النسائي “البامي الهوى” في مؤتمر انتخب وهبي أمينا عاما لـ”البام”،إذ  لولا حنكة المنصوري، التي كانت تضطر إلى مخاطبة الغاضبين كلما دعت الضرورة إلى ذلك، لكانت هذه المحطة نسفت.