الرئيسية > آراء > نبيل عيوش المحافظ! لو كنت إسلاميا ولو كنت أمثل السلطة والجمهور لكان نبيل عيوش هو مخرجي المفضل
28/05/2015 15:13 آراء

نبيل عيوش المحافظ! لو كنت إسلاميا ولو كنت أمثل السلطة والجمهور لكان نبيل عيوش هو مخرجي المفضل

نبيل عيوش المحافظ!  لو كنت إسلاميا ولو كنت أمثل السلطة والجمهور لكان نبيل عيوش هو مخرجي المفضل

حميد زيد كود ////

ماذا لو اكتشفنا أن نبيل عيوش هو المخرج الأكثر محافظة في المغرب.

ماذا لو اكتشف خصومه أنه منهم، وأنه يخرج أفلاما توافق نظرتهم إلى الأدب والفن والإبداع عموما.

ماذا لو عرف من يهاجمونه أنهم يحاربون ابنهم البار والمعبر عن تصورهم للفن وعن إيديولوجيتهم.

ففي الأفلام التي شاهدتها لنبيل عيوش، هناك دائما قضية وفكرة وهدف نبيل وراء القصة، وكل شيء جاهز ومنته منذ البداية.

لا مفاجأة مع نبيل عيوش، ولا توتر، هناك دائما مشروع معد سلفا، وفكرة جاهزة تصادر أي مغامرة سينمائية، وقد رأيناه يتبنى القضايا تلو الأخرى، وقد بدأ مع أطفال الشوارع، ومر على الإرهاب، وها هو اليوم يتطرق لموضوع الدعارة.

إنه لا يذهب أبعد من أرنبة أنفه، وينقل الواقع، كما هو، حرفيا.

ينقله كصحفي وليس كمبدع.

ومها بدا جريئا، فهو يبقى أخلاقوي السينما الأول في المغرب، تماما كما يرى ذلك حزب العدالة والتنمية والشيوعيون وأفلام الصناعة السينمائية الأمريكية، الذين يريدون فنا في خدمة الواقع.

فنا للجموع وللمستهلكين وليس للفرد الحر.

فنا بنظرة ثابتة لا تأويل فيها ولا دهشة ولا إمكانية للبس والتساؤل والاستغراب والخيال.

يريدون فنا نسخة طبق الأصل من الواقع.

فنا عبارة عن فكرة معلنة منذ البداية

فنا له هدف وأطروحة ولا يترك الباب مفتوحا أمام الاحتمالات

فنا يصف ولا يتخيل ولا يغامر ولا يخترع حيوات جديدة، وواقعا جديدا، وعالما آخر، ومغربا متخيلا.

الفن في خدمة المجتمع.

الفن الذي ينور.

الفن الذي يتبنى قضايا الناس.

الفن القضية.

الفن المواطن الذي صار مع عيوش فن المواطن المستهلك.

ألا يذكر هذا بالواقعية الاشتراكية وبالالتزام، وهو يظهر اليوم في صورته الحديثة، المعدلة، حيث الواقع كما هو، وحيث الكاميرا تنقله بحذافيره، خدمة لما يحتاجه السوق من بضاعة.

وهم يهاجمون نبيل عيوش يصيبونه بنيران صديقة، ويفرطون في مخرج لن يحصلوا على مثله مهما حاولوا، ويفرطون في هديتهم التي قدمت لهم جاهزة دون أن يبذلوا أي مجهود في تكوينها.

وعندما نرى كيف تنتقل عين نبيل عيوش من لقطة إلى أخرى، وكيف ترى كاميرا نبيل عيوش الأشياء والشخوص والحياة، نتأكد أنه محافظ السينما المغربية بامتياز.
وأخلاقويها.

إنه يمين السينما المغربية.

وهذه ليست سبة ولا شتيمة، بل اختيار فني له جمهوره الكبير في كل أنحاء العالم وله رواده، لكنه يعتز في كل العالم بمحافظته ونفوره من التجريب، ويدافع عن نفسه، إلا في المغرب، لا يقبل من يمثل هذا التيار الفكري والفني والإيديولوجي فنانهم، ويطردونه ويحاربونه ويمنعون فيلمه ويطالبون برحيله.

لا ترغب أفلام عيوش في اختراع الواقع.

ولا يسعى إلى خلق عالم جديد، وغير معني بالمرة بالخيال.

إنه حريص على الحفاظ على الأصل، ويصوره دائما بإمكانات كبيرة، لا تتوفر لزملائه المخرجين.

بينما السينما كما أفهما خيال

إنها الواقع، لكن ليس هو، وتظنه وأنت تتفرج أنه هو

وهذا ما لا يهتم به المخرج المحافظ

وهذا ما لا يعنيه في شيء

لأنه يعرف جمهوره، ولمن يتوجه، وهم مثله محافظون، لا يرغبون في بذل مجهود، ولا يعنيهم إلا الواقع، القريب منهم، وغير المعقد.

ولو كان إنصاف، لاعترف مهجامو عيوش بابنهم الضال، لأن معظم أفلامه، تصلح للعرض في دور الشباب، وفي مقرات الأحزاب، وفي المدارس، لأنها تتبنى قضية ولها هدف ومغزى وحكمة.

بينما غير المحافظ يسعى إلى الجمال أولا ويضعه فوق أي اعتبار، ويسعى إلى الخيال وإلى سحر السينما، الذي لا يخضع لضيق أي قضية.

والجمال والخيال حين يصدران عن مبدع كبير يخدمان في نهاية المطاف كل القضايا.
ويخدمان الحياة.

ولذلك فإن أشد ما يرعب السلطة

أشد ما يرعب الإسلامي

والشيوعي

والفاشي

والجموع

هو الخيال

وقوة الخلق

وخلق حياة أخرى

حياة جديدة

وتقليد الرب

ليس بالمحاكاة

وليس بالنقل كما هو الأصل

بل من الإفراط في الخيال

ومن الخلق من العدم

وهنا تحصل الدهشة

وتحصل متعة الفن

التي لا يوفرها لي شخصيا أي كاتب أو مخرج محافظ

ولذلك أستغرب مما يحدث

وكيف يرجم اليمينيون والمحافظون والأصوليون فنانهم

ويتركون خصومهم

في راحة بال.

موضوعات أخرى

26/04/2024 06:00

الأميرة ديال بريطانيا حزينة بزاف.. صاحبها السابق لقاوه ميت فأوطيل فميريكان

26/04/2024 04:00

عسكري إسرائيلي سيفط تصاور ديال “القبة الحديدية” لإيران.. المخابرات قولباتو بفوكونط ديال بنت بوكوصة