الرئيسية > آراء > من سمح ببناء محطة القامرة؟! فن معماري يمزج بين مدرستي البناء المتقشف السوفياتي. وبين غرائبية أعمال المهندس أنطوني غاودي. وبين الذوق السلطوي المستبد. وبين اللعب. وجمالية القبح
29/11/2022 19:00 آراء

من سمح ببناء محطة القامرة؟! فن معماري يمزج بين مدرستي البناء المتقشف السوفياتي. وبين غرائبية أعمال المهندس أنطوني غاودي. وبين الذوق السلطوي المستبد. وبين اللعب. وجمالية القبح

من سمح ببناء محطة القامرة؟! فن معماري يمزج بين مدرستي البناء المتقشف السوفياتي. وبين غرائبية أعمال المهندس أنطوني غاودي. وبين الذوق السلطوي المستبد. وبين اللعب. وجمالية القبح

حميد زيد – كود//

أين كانت السلطات.

أين كانت الدولة حين بنيت محطة القامرة.

هذا هو السؤال الذي أطرحه دائما على نفسي.

وإما أنها كانت غائبة.

وإما أنها فعلت ذلك بنية مبيتة من أجل إغاظة المغربي.

وجعله يخاف. ولا يحلم بأي شيء جميل. ومتقن.

لأن لا سلطة يمكنها أن تسمح ببناء محطة بهذا الشكل. وبهذه الهندسة.

إلا إذا كان هدف الدولة في ذلك الوقت هو إفزاع المغاربة.

وهو تبشيع الذوق.

وهو تنفير المغربي. وجعله يشمئز من عاصمة مملكته.

وقد جئت إلى الرباط أول مرة في تسعينيات القرن الماضي.

جئتها طالب فلسفة.

وأول ما استقبلني هو منظر المحطة المرعب. وغير المفهوم. على شكل عصارة برتقال.

بلونها الإسمنتي.

كأنها غير مكتلمة.

كأن الذي بناها. كان في نيته أن يبنيها بشكل مختلف. ولأسباب مجهولة. حصل على هذه النتيجة.

كأنه كان مرغما على ذلك.

كأنها بناء تجريبي غير ناجح.

كأنها ما بعد حداثة بذوق سيء.

كأنها فن مستقبلي متشائم هدفه استعجال النهاية.

كأنها كانت مهيأة لشيء آخر غير استقبال المسافرين والحافلات.

كأنها فخ موضوع على مدخل مدينة الرباط ليقع فيه كل زائر لها.

وقد كانت هي أول ما يمكنه أن تراه وأنت على مشارف العاصمة.

كانت القامرة هي التي تستقبلك. مانحة صورة غير مرحبة بالعاصمة.

كانت لا تشجعك على دخولها.

كأنها تقول لك عد من حيث أتيت.

وربما كان هذا هو الجمال المعماري في المغرب آنذاك . في مزيج بين مدرستي المعمار المتقشف السوفياتي. وبين غرائبية أعمال المهندس أنطوني غاودي. وبين الذوق السلطوي المستبد. وبين اللعب. وغياب المسؤولية.

لتكون النتيجة هي محطة القامرة.

الهجينة.

والممنتصرة لجمال القبح. ولعدم الاكتمال. وللنقص.

وللا معنى.

وكانت كالحة كوجوهنا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

كانت محطة القامرة تليق بسنوات الرصاص. وبالقمع.

كانت إسمنتا خالصا مسلحا.

كانت عنوانا على مرحلة.

كانت تشبه المغرب. وتشبه السفر فيه.

كانت تحديا لنا.

كانت الفكرة من وراء بنائها غالبا هي استفزاز المواطن المغربي. وجعله يكف عن النظر إلى أعلى.

كان الهدف منها ربما أن لا يتغير المغرب.

وأن لا يكون هناك أي أمل.

واليوم

بعد تدشين المحطة الجديدة الجميلة

و التي تليق بعاصمة المملكة. وبمدخلها من جهة الدار البيضاء.

مضيفة جمالا آخر على كل الأشياء الرائعة التي تحققت في الرباط.

هل يمكننا اليوم أن نسأل محطة القامرة

من بناك

هل يمكن لها أن تصارحنا وتحكي لنا كل شيء.

هل يمكن للقامرة أن تعترف و تقول لنا ما الهدف الذي كان من وراء بنائها.

ومن سمح بذلك.

ومن حرضها

وهل تسمح لنا بتنقيلها إلى مكان بعيد كي يظل يزورها كل من يتملكه الحنين إليها.

وإلى أيام شبابه.

وإلى مغامراته فيها.

وإلى حافلاتها. وأجوائها. والشقق. والغرف. المجاورة لها. والتي عشنا فيها أحلى فترات عمرنا.

موضوعات أخرى

26/04/2024 19:58

حرجو البيضي.. يوسفية برشيد خلصو اللاعبين فالشهور اللي كيتسالو ودايرين تيار تصحيحي فالنادي

26/04/2024 19:30

مارلاسكا: فرق عمل من الرباط ومدريد خدامين على فتح مكاتب الجمارك التجارية لمليلية وسبتة وعلاقتنا مع المغرب مثالية

26/04/2024 18:45

شوهة وضربة لميناء المتوسط. الخزيرات شدات 25 طن دلحشيش ودازت من الديوانا. واش كاين شي كومليس ولا ثغرة خاصو يطيرو فيها ريوس