هشام نوستيك-كود//
بديت ندير ركن التعارف مع جيراني فالحي. الألمان بطبعهم باردين، ماشي جنسيا أقصد، أقصد فالتعامل، ولكن هاد الطلبة المسيحيين مختالفين. عندهم طيبوبة ودفئ فشكآل، تاتحس أنه ماشي نفاق، ناس ملاح، خصوصا لبنات. أنا نشطت وبانت ليا فيهم، ماشي جنسيا أقصد، قلت هادي خطة ربانية، جابني الله سبحانه وتعالى تا لهنا باش ندير الدعوة، حامل كتاب الله، مْسْلّْح بابن تيمية، وطريقي مستقيم.
وليت عاصر عليهم، تانقلب على أي فرصة باش نجبد معاهم النقاش. هوما كانوا تايتجنبوا الدخول فنقاشات دينية. ما كنتش عارف علاش، ولكن عرفت من بعد. خلي تاتجي وقتها. أنا كنت ما مفاكش، باغي نقربلها ونزيد ندخّْل الناس للإسلام.
أنا، كمسلم فديك الوقت، كنت واثق من ديني، واثق أن أي حاجة تانعرفها على المسيحية من خلال الإسلام، فَرَاها صحيحة حتما. لذلك كنت تانقلب على الإقناع، ماشي على الحوار، لأن المسلم قليل فاش تايتحاور. عموما للي تايآمن أن عندو الحقيقة المطلقة، تايكون عندو هدف واحد هو يقنعك. أول فرصة ذهبية جاتني، لقيت واحد “الڤيكتيم” – الضحية – تايطيب فالكوزينة وتايتسنا الماكلة تْوْجْد. جيت رْيّْحت معاه وبديت نْنْبش. زيّْرتو ما لقا تا شي مخرج باش ما يدخلش معايا فحوار/محاولة إقناع. الطريقة للي استعملت معاه كانت مْبْرهْشَة، ساذجة، وعامرة جهل، ولكن كنت تانشوف راسي عبقري فداك الوقت. الطريقة للي استعملت هي نفسها للي ممكن يستعمل أي مسلم، مشحون بما تعلمه في المدرسة والمسجد والشارع.
– نتا تاتآمن بالله ياك؟
– إيه طبعا تانآمن
– تاتآمن بالرسل للي أرسلهم لينا؟
– همم.. طبعا
– تاتآمن بالكتب السماوية؟
– كتب سماوية؟
– التوراة والإنجيل والقرآن
الزبور ما كنتش عارف شنو هو عندهم
– التوراة.. همم.. أوكي.. أنا ما تانآمنش بالقرآن
– ولكن تاتآمن بالإنجيل؟
– نعم أنا أصدق الإنجيل
– أوكي مزيان! التوراة نزلات على موسى والإنجيل نزل على عيسى والقرآن نز..
قطع ليا هدرتي
– ما نزل والو على المسيح
– ياك قلتي تاتآمن بالإنجيل؟
– نعم ولكن الإنجيل ما نزلش على المسيح
– شنو؟! منين جا إذن؟
– تكتب من بعد المسيح
هنا عقلي الإسلامي المبرمج مشا ديريكت للسيناريو ديال التحريف
– تاتهدر على هاد الأناجيل لي كاينة؟ نعم هادو حنا الله أخبرنا بالتحريف ديالهم. أنا تانهدر على الإنجيل للي أنزل الله على عيسى
الألماني دار فيا شوفة فيها التعب والشفقة، حيت عرفني شاد الأمور بطريقة “عوجة”، خاصني بزاف دالخُشيبات، وغادي غير نسخسخو يلا كمل معايا
– حنا ما تانآمنوش أن المسيح نزل عليه كتاب من السماء. المسيح ما كتب والو وما نزل عليه والو. الأناجيل تكتبات من بعد
– لا راه هذا هو المشكل. راه كاين الإنجيل ديال المسيح. الله شرح لينا هادشي كامل فالقرآن
– إسمع، خصني نمشي للأسف، نقدرو نكملو الحوار مرة أخرى
– أوكي نهدرو بالتفصيل المرة الجاية، حيت كاين بزاف ديال لحوايج فالقرآن خاصك تعرفهم
مشا الألماني، رجعت أنا لبيتي وراسي بدا يزنزن عليا. آش تايخرمز هاد خونا؟ قال ليك ما كاينش الإنجيل ديال عيسى!
عييت ما نبرد على راسي ما رتاحيتش. حسيت بالحڭرة، بحال يلا هو انتصر عليا فمناظرة. بقا فيا الحال، بغيت نرد ليه الصرف، بالحجج القرآنية الدامغة. لحسن الحظ كان داك النهار سبت، والطلبة تايتجمعو دائما فليلة السبت، تايشربو كْوِيسات ويْفوّْجو. قلت ما فيها باس، فسبيل الدعوة نرافقهم، والأعمال عند الله بالنِّيَّات.
تفاجأوا بيا ريّْحت معاهم، عرضو عليا الشراب رفضت وشكرتهم. هوما تايضحكو مْقْسّْرين، وأنا بحال الضبع مخبي، تانتسنا تبان شي فريسة باش نْرْجّْع بيها عزة النفس، وننتاقم لداك الأنف للي تْمْرّْغ فالتراب. تا واحد ما كان مْسْوّْق لشنو تايدور فبالي، ولكن هادشي لي عطا الله.
تسنيت تسنيت، ما جات تا فرصة، فقدت الأمل والوقت تعطل، يالله باغي نُّوض نمشي نْرْقد، واحد فيهم، غليظ ولطيف جدا، قال ليا
– من نهار جيتي وأنا باغي نسولك، شنو للي جايب مسلم لجامعة مسيحية؟
نارييي، بحال يلا كنت ميت وحييت من جديد. الرب يبارك تعب محبتك أ خويا الوزن الثقيل، هادشي علاش كنت تانقلب
– أنا مسلم، ولكن كيفما تاتعرفو، الإسلام جا يْكْمّْل المسيحية، والقرآن تكلم على المسيح وأمه مريم، وعطانا المعلومات الصحيحة
درت ليه “سقطت الطائرة في الحديقة”. ما جاوبتوش على السؤال ديالو، لأن الجواب غا يكون مضحك. شنو غا نقول ليه؟ تّْلاَّت بيا ليَّام وما لقيتش كرا رخيص وجاب الله هاد لبلاصة؟
– ما تانعرفش بزاف على الإسلام، كاين لي مختص أكثر مني، ولكن ماشي نتوما تاتقولو أن المسيح ما تصلبش؟
– القرآن تايقول أنه ما تصلبش
إبتسم الألماني وقال
– الكتاب المقدس يقول أن المسيح صلب
قلت مع راسي الله شحال زيان الحوار دابا
– تناقشت مع “شتيفن” فهاد المسألة اليوم وهو لا يعترف بوجود الإنجيل
– لا يمكن
– قال أنه لا يوجد إنجيل للمسيح وأن الأناجيل تكتبات من بعد
– صحيح
– كيفاش صحيح؟ يعني هاد الأناجيل غير مقبولة؟
– علاش غير مقبولة؟ الأناجيل الأربعة القانونية يؤمن بها المسيحيون
بقيت مشاد معاه، والنتيجة هي شي تايْشرّْق شي تايْغْرّْب. أنا هدرتي كلها من المعلومات الإسلامية للي عندي على المسيحية، وهو تايهدر من معلوماتو المسيحية. ما يمكنش نتلاقاو.
وتقول واش بغا يجيني النعاس ديك الليلة، مشا الجانب ديال الحڭرة، ولكن تحول لإحساس بالضعف المعرفي. كيفاش غا نقنع هاد الناس وأنا ما تانعرفش شنو الإيمان ديالهم. خصني نتعلم من المراجع ديالهم باش نحاربهم بسلاحهم.