26/04/2024 10:00
الإبراهيمي كيرد على أبواق الكابرانات: ما يمكنش الكاف يخلي الأندية الجزائرية تدير خريطة وهمية فالتونيات حيث هو أصلا معترف بمغربية الصحرا
حميد زيد-كود//
لأنه ضبطه.
لأنه كشف البنية السرية.
وفي وقت كان المخزن يعتقد أنه واضح. وأنه ليس في حاجة إلى بنية.
لا سرية ولا علنية.
وفي وقت كان فيه المخزن يفرض سلطته.
ويمارسها بوجه مكشوف.
ويعلن عن نفسه.
ويقول أنا المخزن. أنا هو. أنا السلطة. أنا كل شيء في المغرب.
أنا الدولة.
أنا المعارضة والأغلبية.
أنا معروف.
أنا في الشجر. والماء. والرأس. وفي المنزل. وفي الحزب. وفي النقابة. وفي المدرسة. وفي الدرب. وفي المقهى. وفي الحلاق. والحمام. والتربة. وفي الحائط. وفي النقش. وفي الطريق. وفي الذهاب. وفي الإياب.
أنا شفاف.
أنا واضح.
أنا هو البنية.
ولا يحاول الاختباء.
ولا يخجل مما يقوم به.
ويفعل ما يفعل وجها لوجه.
ويرى أنه له كامل الشرعية ليفعل ذلك.
خرج المعطي وقلل من شأن المخزن. واستصغره.
واعتبره بنية سرية.
واعتبره متخفيا.
وهذا مؤذ للمخزن. وفيه تقليل احترام له. وفيه جهل فظيع به.
وفيه تنقيص منه.
وبعد كل هذا العمر.
وبعد كم من قرن يضطر المخزن إلى أن يختبىء. خلف بنية سرية.
ولهذه وحدها
يمكن أن يغضب المخزن من المعطي منجب.
ولهذه وحدها يمكن له أن يحاربه.
كأن المخزن طارىء.
كأنه جاء مع الربيع العربي.
كأنه دولة لم تكن موجودة وظهرت مع الاستعمار.
كأن المعطي يظن المخزن في المشرق العربي.
كأن الأمر اختلط عليه.
كأنه يتوجه للمتلقين المشارقة.
لأنهم هناك يعانون من البنية السرية.
بينما المخزن لم يكن يوما يحتاج إليها.
وقد جعلها بفعل الممارسة والتجربة واضحة للعيان.
لأن فيه السر والعلن.
وفي كل شيء.
ولأنه ومن كثرة غموضه فهو واضح.
ومن كثرة وضوحه فهو غامض.
ولأنه في رأس المغربي.
ولا يحتاج إلى أن يبذل كل المجهود لينشىء بنية سرية.
ويملأها.
ويشغلها.
كأن المخزن بدأ للتو.
كأنه ليس مغربيا.
كأنه خارج من تحليلات قناة الجزيرة.
ومن مراكزها.
وما أغاظ المخزن أكثر.
وما جعله حانقا. ويبحث في حسابات المعطي البنكية.
ويحصي أملاكه.
هو إصرار المعطي منجب على توحيد صفوف اليسار والإسلاميين.
وإعلانه صراحة عن نيته في تحقيق الديمقراطية.
بتوظيف جماعة العدل والإحسان. واستغلال كثرة الأتباع فيها.
وباستغلال القوى الرجعية والظلامية.
وبعد ذلك.
وبعد التخلص من المخزن المستبد.
يمكن حينها فقط بناء الاشتراكية بعد التخلص من الإسلاميين.
وهذه الخطة مكشوفة.
ولا تروق للمخزن. الذي يلوم المعطي منجب لأن لم يقم بإشراكه.
ولم يضمه إلى التحالف.
ولم يقم بإدماجه في القوى الحية.
ولن يقبل المخزن طبعا أن يتم القضاء عليه دون مشاركته في هذا الحدث التاريخي.
ولن يقبل تغييبه و إقصاءه مما يخطط له المعطي مع جماعة العدل والإحسان. ومع بعض اليساريين الذي يعولون على روح عبد السلام ياسين.
فالمخزن كان حاضرا دائما في كل المحطات.
وهو الذي صنع الانتقال الديمقراطي. وهو الذي صنع الحداثة. وهو الذي صنع المد الرجعي. وهو الذي صنع الانفتاح. وهو الذي صنع العهدالجديد.
ولن يقبل أن لا يكون له دور في المستقبل.
ولن يرضى أن يتم القضاء عليه دون أن يشارك في ذلك.
ولن يرضى المخزن بأن لا تكون له مساهمة في المجتمع الاشتراكي.
وألا يكون حاضرا في المغرب الاشتراكي القادم.
وفي النظام الاشتراكي الذي سيبنيه المعطي منجيب مستعينا بالإسلاميين المغفلين.
وأن يُستبعد كأنه لا شيء.
وكأنه نكرة. ولا قيمة له. وليس فاعلا في الحقل السياسي.
ولن يسامح المخزن المعطي.
ولن يغفر له. بسبب هذا التجاهل الذي تعامل به تجاهه.
أما القشة التي قصمت ظهر البعير.
أما ما أبعد أي أمل في الانفراج
فقد كان ذلك العناق الحار بين الزميل حميد المهداوي وبين المعطي منجب.
والذي تدرسه الآن البنية السرية
وتحلله
وتحاول أن تجد له تفسيرا
وعلى ضوء النتائج التي ستتوصل إليها
سوف يكون رد الفعل المناسب.
