تركيب كود//
مدينة ولاد عياد كانت فالاصل دوار صغير بنفس الاسم مع اضافة نهار السوق: خميس اولاد عياد، بحال كاع دواور المغرب. قبل ما تدير شركة كوزيمار واحد المصنع ديال الشمندر السكري على الطريق الوطنية رقم 8 و يبداو العمال اللي جايين من الهجرة القروية من جبال الاطلس و من الدواور القريبة ف الستينات و السبعينات يبنيو ديورهم بلا تخطيط و تكبر هاد المدينة شوية باحياء متلاصقة مابينها حدود، و باسماء مولفينها ف كاع المدن المغربية و اللي بكثرة ماكتعاود مابقاوش الناس كايردو البال لمعناها الاصلي: ها حي الليمون، ها التقدم، الانبعاث و ها النصر و حي الفرح و حي الرجاء….و بطبيعة الحال حي الأمل…ولكن الأمل مشا من هاد المدينة الصغيرة اللي نقصو فيها عدد مصانع كوزيمار، و خلات فيها بنايات كبيرة خاوية و مهجورة و بقات المدينة مرتبطة غير باللي كايجي و اللي كتجيب الطريق الوطنية رقم ثمنية.
وفشهر ثمنية الفايت، نهار الجمعة 17 كانت أم نحيفة وحداها بنتها على النبوري كايقلبو على شي ظل حيث الشمس طالعة و كبيرة و الجو سخون بزاف.. مابغاوش يجلسو حدا بناية الجوندارم اللي هي اصلا قاصدين، مزال بنايات المخزن كتخلع و عندها رهبة ف هاد المناطق.. جلسو و يديهم على حنوكهم و كايشوفو ف الارض باش يتحاشاو النظرات و مايشوفوهم الناس اللي دايزين وخا قلال حيث الصهد خلا كلشي يدخل دارو.. عند سكان و اهل هاد المناطق اللي غادي عند الجوندارم و المحاكم و المخزن كايكون اصلا حشمان و خايف ومتردد ..
البنت و امها عندهم نفس الجلسة و نفس الحركات.. ولكن وخا الصهد البنت كتحاول تخبي بطرف ديال الثوب كل سنتمتر من جسدها.. كانت كتجبد فيه وكتخبي شي حاجة ف يديها و رجليها و عنقها..
ف بحال هادوك الجلسات د الانتظار كايجيب ليك الله بحال الا دوزتي ساعات وخا تكون غير دقايق.. وكل ساعة الام كتهز راسها تشوف الباب د الحديد واش تفتح ولا لا.. يالاه الثمنية و اربعين دقيقة و الشمس ولات فوق الريوس والظل قليل..الام كتعاود ف راسها شنو غادي تقول بصوت مسموع بحال الا كتخاصم مع شي حد، كتهضر ف خيالها مع الجوندارم و مع القاضي و الجيران و بزاف د الناس كتشوفهم غير هي ديك الساعة.. و خا كانت كتشوف غير ف الارض وكتحرك ف التراب بصباعها و البنت سهات مع النمل اللي دار صف من ثقبة حدا شجرة الزيتون ل شي بلاصة بعيدة…
ملي تفتح الباب مع التسعود، بان عنصر جوندارم بلباسهم المعروف ولكن مامزيرش على جسده، كان كايحاول يرخي السمطة و بفتح اكثر عدد من الصدايف باش ينقص من الصهد.. خصوصا و ان قرب بناية الجوندارم كاين قادوس مفتوح جاي مباشرة من مصنع الشمندر كايزيد يكفس الجو بريحتو..
ملي تلاقاو شوفاته مع شوفات الام .. تدهشرات و ترددات وماعرفات واش توقف ولا تجلس و نسات كاع الافكار اللي كانت كترتب وكتعاود ف راسها من الصباح.. ولكن البنت غير سمعات صوت الباب وبلا ماتهز راسها باش تشوف وقفات..
طلقات كاع الثوب اللي كانت كتزير فيه و كاتجبد فيه باش يخبي جسدها و يديها و رجليها ..
وقفات وبانو عليها اوشام كثيرة مخربقة، مشات ديريكت عند عنصر الجوندارم بلا ماتشوف واش امها وقفات واش تبعاتها ولا لا.
مشات بلا خوف بلا رهبة بلا تردد و عينيها مفتوحين.
كانت كتمشى بلا ماتشوف وراها…