هشام أعناجي ـ كود الرباط//

ضمن سلسلة “كواليس نقابية”، ننشر الحلقة الثانية، التي من خلالها نكشف جانبا من كواليس اللقاءات التي كانت تجمع عبد الإله بنكيران، زعيم حزب “العدالة والتنمية” ورئيس الحكومة  السابق، مع زعماء النقابات الأكثر تمثيلية،  والتي كشفت عن جزء من المستور في مسار طويل وشاق من الاصلاحات التي حاول بنكيران تطبيقها واصطدمت في بعض الاحيان بتعنت النقابيين.

تشكيل بنكيران لحكومته لم يكن مفروشا بالورود، ورغم أنه حاول بكل ما أوتي من وسائل وقدرات تواصلية عادت ما يوصف بأنه داهية سياسية، فمنذ أن حصل حزبه على الرتبة الأولى في انتخابات استثنائية جاءت بعد احتجاجات عارمة شهدها المغرب وبعد خطاب الملك في 9 مارس 2011 الذي دعا إلى إصلاحات دستورية وسياسية حقيقية، حمل بنكيران هم تشكيل الاغلبية وكان اول الزعماء الذين التقاهم عبد الرحمان اليوسفي والمقاوم ايت ايدر بالإضافة الى رئيس الحكومة السابق ادريس جطو.

لم يتوقف بنكيران عند هذا الحد، فقط بل عمد إلى تكثيف اتصالاته بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي رفض الدخول في تحالف مع الاسلاميين وفضل التحالف مع أحزاب الإدارة، والقصة الكل يعلمها والتي انتهت بإضعاف حزب بنبركة.

محاولات بنكيران للتقريب بين وجهات النظر بين الاسلاميين واليساريين، والليبراليين وحتى جزء من النظام السياسي أو ما يسميه البعض عندنا في المغرب بـ”المخزن”، لم تتوقف بل زاد كما كان دائما، رافعا للسقف السياسي لتحالفاته، عندما عرض على أكبر وأقدم نقابة في تاريخ المغرب الدخول للحكومة.

ويتعلق الأمر بلقاء جمع بين بنكيران والميلودي مخاريق، الأمين العام لنقابة “الاتحاد المغربي للشغل”، أقدم نقابة عرفها المغرب، حيث خاطب زعيم “البيجييدي” ود مخاريق وهو لم يتم قبوله، حين حاولت النقابة فرض شروط معينة على رئيس الحكومة آنداك.

مخاريق رفض الدخول للحكوكة، مكتفيا بالمطالبة بإبعاد حقيبة وزارة التشغيل عن  الأحزاب السياسية”.

لكن بنكيران اختار حلا وسطا، باختيار عبد الواحد سهيل  لتولي الحقيبة الوزارية من حزب التقدم والاشتراكية”.

النقابة لم تحتج على ذلك، رغم مطالبتها بنكيران بإبعاد الحقيبة عن الأحزاب السياسية، لسبب بسيط هو أن “عبد الواحد سهيل  عضو في اللجنة الإدارية لنقابة الاتحاد المغربي للشغل”.

كواليس نقابية أخرى ننشرها في وقت لاحق.