عمر المزين – كود //
قال الكاتب والباحث الأمازيغي، أحمد عصيد، إن “قصة الإسلاميين مع الشواطئ تعكس مقدار الاضطراب القيمي الذي يعيشونه، فهم يعتبرون الشواطئ فاحشة وتقليدا للكفار، لكنهم في نفس الوقت يشعرون بنوع من الغربة عن مجتمعهم أيام الصيف حيث ينصرف الجميع إلى الاصطياف سواء في الجبال أو الشواطئ مما يجعلهم عاجزين عن مقاطعة الأماكن التي يرتادها المواطنون والعائلات من مختلف الشرائح الاجتماعية”.
ويؤكد عصيد، في تصريحات لـ”كَود”، قائلاً: “هؤلاء الإسلاميين لا يريدون الذهاب إلى الشواطئ بشروطها بل بشروطهم، ولهم في ذلك هدفان اثنان، الأول أن يأخذوا حقهم من الاصطياف ولا يبقوا معزولين عن الغالبية العظمى من المجتمع”.
والهدف الثاني، حسب عصيد، هو أن “الإسلاميين يحاولون استغلال الشواطئ لتمرير رسائلهم المتطرفة سواء عبر اللباس أو من خلال إقامة الصلاة على الرمال، لكن أسوأ ما يفعلونه هو التضييق على المصطافين من خلال محاولة إحراجهم سواء بنظراتهم غير الودية إلى النساء والفتيات اللواتي بلباس البحر أو عبر الصلاة جماعة بطريقة تعرقل بهجة الصيف والشاطئ وتنفر الناس”.
وذكر عصيد، في ذات السياق، أن “تنظيم العدل والإحسان كان قد حاول سابقا احتلال الشواطئ بإقامة مخيمات خاصة بأتباع الشيخ ياسين لكن القوات العمومية داهمتهم وأزالت الخيام وأبعدتهم عن الشواطئ مما جعل الإسلاميين بعد ذلك يتجنبون الإنزال في الشواطئ ويذهبون إليها متفرقين”.
كما ذكر بأن “الحسن الثاني كان قد رد بعنف على بيان لـ”رابطة علماء المغرب” خلال الستينات من القرن الماضي دعوا فيه إلى إغلاق الشواطئ ومنع لباس البحر، حيث دعاهم بصفته “أمير المؤمنين” إلى ترك تلك المواضيع لأنها تدخل ضمن السياسة العامة للدولة وأن يهتموا بشؤونهم وبتعليم الناس كيفية ممارسة الشعائر الدينية”.
وختم عصيد تصريحاته مع “كَود” بالقول: “وكان ذلك من مظاهر استعمال المؤسسة الدينية الرسمية لمواجهة التشدد الديني في مرحلة لم يظهر بعد فيها الإسلاميون بالمغرب”.
