الوالي الزاز -كود- العيون ////

خلف التوقيت الجديد المعتمد على مستوى ربوع المملكة المغربية، حالة إستياء كبيرة في أوساط الرأي العام الوطني ورواد مواقع التواصل الإجتماعي، لتتحول حالة الإستياء تلك بقدرة قادرة نحو المؤسسات التعليمية التي أضحت ساحاتها ومداخلها فضاءا للإحتجاجات غير المؤطرة.

مدينة العيون وعلى غرار المدن الأخرى سارت على درب الأشكال الإحتجاجية من خلال سلسلة إضرابات دشنتها ثانويات من قبيل التنمية التأهيلية وأحمد بابا والساقية الحمراء وابن بطوطة، هجر فيها التلاميذ مقاعد التحصيل العلمي، تعبيرا عن رفضهم البات للقرار الحكومي الجديد، معتبرين إياه حيفا طالهم، على الرغم من إتخاذ أكاديمية التربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء للتدابير اللازمة عبر إعتماد توقيت مدرسي يتسق في معاييره مع خصوصية المنطقة، حسبها.

مباشرة بعد اليوم الأول للإحتجاجات بتاريخ التاسع من نونبر الماضي وبحال متوجس لم تجد ولاية جهة العيون الساقية الحمراء بُدا من التحرك يوم مساء ذلك الجمعة، إذ باشرت عقد لقاء موسع حضره ممثلون عن جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، سعيا لتهدئة الأمور وإستلهام إجراءات بإمكانها التخفيف من وطأة الإحتجاجات التي قد تخرج عن السيطرة، وهي الإجراءات التي لم تجد لها من آذان صاغية لدى بعض التلاميذ وبعض المتطفلين على المؤسسات التعليمية، واللذين حوروا مفهوم الإحتجاج ضدا في الساعة المضافة لإحتجاج مُسيس يخدم أجندة معينة تمس الوحدة الترابية للمملكة.

الساعة التاسعة والنصف من يوم الإثنين الموافق للثاني عشر من نونبر ، تجمهر العشرات من تلاميذ ثانويات ابن بطوطة والحسن الثاني والساقية الحمراء بساحات المؤسسات التعليمية، مطلقين العنان لشكلهم “النضالي”، مجمعين فيه على تبخيس القرار الحكومي بزيادة الساعة، وهو التجمهر الذي سيستقطب العديدين من خارج المؤسسات التعليمية؛ يتحينون فرصة الإنقضاض على الوقفات المنظمة للتعبير عن مواقف معادية للوحدة الترابية وممجدة لجبهة البوليساريو، خاصة مع تسجيل حضور أمني إستباقي كثيف بمحيط تلك المؤسسات التعليمية.

ويوضح أحد الأطر بثانوية التنمية التأهيلية ل”كود” رفض الكشف عن هويته، أن أكاديمية التربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء، لم تمتلك حس الإستباق لمواجهة الإحتجاجات، مشيرا أنها تأخرت في التعامل مع تلك الأشكال، في حين كان بإمكان تنظيم حلقات دراسية أو لقاءات مع التلاميذ أنفسهم لتوعيتهم بوجوب ترك الأمور للجهات المختصة، وتوجيههم نحو التحصيل العلمي وعدم ترك مقاعد الدراسة، معرجا على مسألة تسييس المطالب وتحويرها التي وصفها ب”الإعتيادية” التي تعاش كل يوم سواء بالمقاهي أو بعض الفضاءات العامة، او حتى المدارس، موضحا أن من بين التلاميذ مجاهرون بأطروحتهم السياسية المعادية التي وجب التعامل معها عبر بالمؤسسات التعليمية وأنشطتها الموازية باعتبارها فضاءا للتعلم والإلتقاط.

حالة الثانوية التأهيلية ابن بطوطة بحي العودة شمال شرق العيون كانت الأخطر، عندما تمكن بعض من المحسوبين على جبهة البوليساريو من إقتحام المشهد صباح يوم أمس الإثنين وترديد الشعارات وإياها، في محاولة لإستفزاز القوات العمومية، قبل أن يتحول الإستفزاز لمواجهة مباشرة إستعملت فيها الحجارة، إذ رابطت سيارات القوات العمومية خارج المؤسسة لتتعرض لوابل من الرشق، بيد أن حالة الخروج عن القانون أجبرتها على ولوج المؤسسة في محاولة لإستتباب الأمن بعد أزيد من ساعة ونصف.

وهنا أكد إطار بالمؤسسة التعليمية ل “كود” بُعيد تلك المواجهات، أن تلاميذ المؤسسة كانوا بصدد التعبير عن موقف عبّر عنه تلاميذ المغاربة ككل، بيد أن خصوصية المنطقة وتواجد المؤسسة وسط أحد أكثر الأحياء كثافة سكانية، وفر الظروف الملائمة لبعض القاصرين المحسوبين على جبهة البوليساريو للدخول في مواجهات مع الأمن والركوب على موجة الإحتجاح، مفسرا الحالة ب”الطيش” نتيجة لصغر السن، وتأثر البعض بأطروحة سياسية معينة.
فصول مواجهة ثانوية ابن بطوطة وتحولها إلى ساحة وغى حقيقية إنتهت بعد ساعة ونصف، لكنها أعادت للأذهاب حالة ثانوية المصلى سنوات 2006 و2007، عندما إضطر الأمن آنذاك للعمل من داخل المؤسسة التعليمية، والمرابطة بساحتها.