أنس العمري -كود//
فوز الأسود كان عندو مفعول سحري على المغاربة. فبين ما قبل الأحد واليوم، تغير المزاج العام عند كلشي، بعد تلك الملحمة الكروية التي قدمها المنتخب على أرضية ملعب “الثمامة”، أول أمس الأحد، والتي توجت بفوز الأسود بهدفين دون مقابل على حساب شياطين بلجيكا، برسم الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة لنهائيات مونديال قطر.
فكأنه فتح نافذة كبيرة على فرحة استثنائية، تحول هذا الموعد التاريخي إلى مصدر للسعادة العامة موجهة الدعوة إليها من قطر إلى الجميع (أطفال، ونساء، وشباب، وشيوخ).
كلشي ناشط وكيهضر غير على الماتش بملامح تجمعها البهجة ويعلوها الانتشاء، هكذا تعكس الوجوه الحالة المزاجية السائدة حاليا.. فالكل يبدو وكأنه ما زال في حالة احتفال متواصلة، انطلقت بخروج الآلاف إلى مختلف شوارع المملكة لتقاسم سعادتهم بهذا الإنجاز، عقب إعلان الحكم نهاية المباراة، وتستمر في الارتسام على التعابير كل من تصادفه، كما لو أنه وجد ما ينسيه ويخفف عنه ولو قليلا أعباء حياة يزيد ثقلها يوما بعد آخر، في ظل ما وجهته الزيادات المتتالية في الأسعار من ضربات موجعة إلى قدرتهم الشرائية، وما خلفته شهور جائحة “كورونا” الطويلة من جراح نفسية وجسدية واجتماعية تحتاج لمثل هذه اللحظات لتندمل.
من داخل المنازل التي تغمرها البهجة وبالفضاءات التجارية والمقاهي، لم تعد تجد إلا موضوع الأسود وما فعلوه بشياطين بلجيكا يتصدر الحديث. وهذا، بأسارير وجه تبرق من شدة الفرح بالتاريخ الذي يكتبه المدرب وليد الركراكي وتركيبته البشرية بقطر، بعدما كان يخالطها الكدر.
يقول رشيد (م)، تاجر فـ كازا، “كنا فحاجة ماسة لهاد الفرحة. كنت كتحس بحالي مكدر، قبل ما تلقى راسك كتعيش واحد الشعور جميل.. سعادتك فيه لا توصف”.
وأضاف، في تصريح لـ “كود”، “دخلات بهجة كبيرة لبيوت المغاربة. وليتي كتشوف بنادم مبقاش مستريسي كيف كان.. كنت لي تلاقاه يبان ليك معصب وباغي يضارب مع راسو.. قبل ما تقلب نفسيتو بعد المباراة من حال لحال”، وزاد موضحا “كلشي دابا كيدوي غير على الماتش والملحمة لي دارت.. الناس كانت فحاجة لهاد اللحظة تفرج عليها الخنقة لي كانت فيها.. والحمد لله جات فالوقت المناسب وخلاتنا نخرجو من هداك الجو لي ولا ثقيل الواحد يواجهو كل يوم”.
الرايات والتونيات فينما مشيتي
لم يكن استمرار الاحتفالية مظهرا ملموسا فقط في الوجوه وملامح كل من تصادفه اليوم فالشارع. بل برزت أيضا، في واجهات البيوت والمقاهي والمحلات التجارية وغيرها من الفضاءات. فأعلام الوطن تزين الكثير منها، وصور وأقمصة لاعبي المنتخب الوطني، أينما وليت وجهك تجدها أمامك معروضة للبيع، هذا ولا تمر أي لحظة دون أن تصادف الكثيرين يرتدونها.
يؤكد حسن (ر)، مسير مقهى بالدار البيضاء، “زينا واجهة المقهى بالأعلام الوطنية، كما أن جميع العاملين هنا نهار الماتش كيكونو لابسين قميص الأسود”.
وهذا، يضيف حسن في تصريح لـ “كود”، ” أقل ما يمكن نديرو مساندة وتشجيعا للمنتخب لي رافع راسنا فقطر”.
وزاد موضحا “فخورين بيهم بزاف.. حينت فرحونا وفرحو ولادنا وعائلاتنا… بكينا من شدة السعادة… راه ما يمكنش تتخيل الأجواء لي كانت فالمقهى نهار ماتش بلجيكا.. كانت فرحة هيستيرية وباقة حتى لدابا..”.
وأضاف قائلا “بغيناهم يزيدو يفرحونا أكثر، وبغينا بحال هاد المظاهر تستمر.. هاد الأجواء ديال الروح الوطنية العالية والحماس كتبورش بزاف… مكرهناش تتواصل مغامرة الأسود في المونديال وتزيد الفرحة تكبر أكثر وأكثر.. راه محتاجينها دابا”.
هي إذن فرحة جاءت في وقتها يعيشها الكبير قبل الصغير، في انتظار أن تستمر كرويا بكسب الأسود معركة التأهل إلى الدور الثاني من المونديال، وأن تتكرر بالمزيد من الإنجازات وبمثل هكذا لحظات، والتي بينت موقعة “الثمامة” أن المغاربة متعطشين إليها كثيرا.