الرئيسية > آراء > دفاعا عن أغاني سعد لمجرد! الأغاني بريئة ولا يمكن أن نأخذها ونعاقبها ونحظرها بجريرة صاحبها
21/09/2018 09:00 آراء

دفاعا عن أغاني سعد لمجرد! الأغاني بريئة ولا يمكن أن نأخذها ونعاقبها ونحظرها بجريرة صاحبها

دفاعا عن أغاني سعد لمجرد! الأغاني بريئة ولا يمكن أن نأخذها ونعاقبها  ونحظرها بجريرة صاحبها

حميد زيد – كود ////

لست من المعجبين بأغانيه.
وقد كنت أعاني دوما منها. حين يحضرها الصغار معهم إلى البيت. وحين تنتشر في الأسواق. والحانات. والمقاهي. وفي كل مكان.
وحين تحاصرني في الشارع.
وفي التاكسي. وتعتدي علي. وترغمني على أن أستمع إليها. وأنا لا أرغب في ذلك.
وتفتح الراديو فتجدها. وتجد سعد لمجرد.
لكن أغانيه تبقى بريئة.
ولا يمكن أن  نأخذها بجريرة صاحبها.
وليس من حق أحد أن يعاقبها. أو يمنعها. أو يحظرها.
كما فعل هيت راديو. وراديو دوزيم.
ودائما. وحين يرتكب فنان أو كاتب جريمة. يثار مثل هذا النقاش. رغم أن القضاء لم يصدر حكمه في قضية لمجرد بعد.
وقد تكون أغانيه مظلومة. وقد تكون أكبر من صاحبها.
وهناك حالات كثيرة مثل سعد لمجرد.
لكن لا أحد مثلا استطاع أن يمنع الناس من مشاهدة أفلام رومان بولنسكي. المتهم منذ عقود باغتصاب طفلة لا يتعدى عمرها الثالثة عشرة.
مع حالة العود. ودائما ضحاياه من القاصرين.
ولا أحد استطاع أن يمنعهم من الاستماع إلى أغاني بيرتران كونتا. نجم مجموعة الرغبة السوداء. والذي قتل ممثلة فرنسية مشهورة.
وقد حاولوا.
وحاول عدد من الفمينست. ومن الصحفيين. ومن المؤسسات الإعلامية.
لكن أغاني تلك المجموعة. ولأنها قوية. فقد قاومت المنع. ومازال الناس يستمعون إليها.
وفي الأدب أيضا أمثلة كثيرة.
ومن يستطيع اليوم أن يمنع الناس من قراءة أعمال الماركيز دو ساد. الصادمة. والبورنوغرافية. والعنيفة. الذي حكم عليه بالإعدام بتهمة ممارسة العنف على بائعات هوى. وبتهمة اللواط. قبل أن يفر من السجن. كما اتهمته الخادمات في البيت بتعريضهن لتعذيب جسدي رهيب.
وهل يجرؤ أحد اليوم أن يشكك في قيمة كتبه الأدبية. باستثناء ميشال أونفري. طبعا.
ومن يمنع  كتب سيلين بسبب عنصريته ومعاداته الفاضحة لليهود.
ومن هذا الذي يجرؤ ويحظر على الفرنسيين إبداعات واحد من أهم كتابهم على مر التاريخ.
ومن هذا الذي يمنع اليوم كتب أوسكار وايلد. وهو الذي سجن بتهمة المثلية الجنسية وإقامة علاقة مع شاب.
ومن أوقف محبي فكر لوي ألتيسير من الاستمرار في قراءة كتبه، رغم جريمة قتله زوجته.
وهل نحظر في جامعاتنا على طلب الأدب العربي دراسة شعر السليك بن سلكة والشنفرى وتأبط شرا وعروة بن الورد، لأنهم كانوا صعاليك، ويقطعون الطريق، ويغيرون على الناس، ويسرقون إبلهم.
فبأي حق اتخذ هيت راديو وراديو دوزيم هذا الموقف، ومن منحهما هذه السلطة.
فأغاني سعد لمجرد ليست له.
بل للناس.
ومنذ أن أطلقها وهي حرة. ولا يمكن سجنها. ولا يمكن حظرها.
ولن يستطيع أحد أن يمنعها. مهما ارتكب صاحبها من جرائم.
وإذا كانت تمتلك مواصفات الأغاني الجيدة.
وإذا كان تتوفر على مواصفات الأغاني التي لا تموت
فسيظل المستمعون يرددونها.
رغما عن المنع.
ورغم كل الجرائم التي يكون صاحبها قد ارتكبها في حق النساء.
لكننا نحب الخلط.
ولا نميز بين الفنان وفنه. ونعتبرهما شيئا واحدا. كما كانت تفعل النازية. وكما فعل الشيوعيون مع شعرائهم وكتابهم وفنانينهم.
مع أني مقتنع أن كل أغاني سعد لمجرد ستذهب مع الوقت. وهو الوقت الذي سيلغيها من الوجود
ولن يعود لها أثر.
بينما من الظلم أن نمنعها.
وأن نأخذها بجريرة صاحبها.

موضوعات أخرى

26/04/2024 20:32

رئيس اتحاد العاصمة صدم الكابرانات: المغاربة استقبلونا مزيان وكنشكروهم وغانلعبو الماتش مع بركان

26/04/2024 19:58

حرجو البيضي.. يوسفية برشيد خلصو اللاعبين فالشهور اللي كيتسالو ودايرين تيار تصحيحي فالنادي

26/04/2024 19:30

مارلاسكا: فرق عمل من الرباط ومدريد خدامين على فتح مكاتب الجمارك التجارية لمليلية وسبتة وعلاقتنا مع المغرب مثالية