حميد زيد – كود ////
لا يكفي أن يرغم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي كاتبه العام السيد علي بوطوالة على أن يطلب إعفاءه من مهامه، بسبب تهوره، وتحريفيته، وأدائه مناسك الحج، دون أن يخبر الرفاق بخطوته غير المفهومة، والتي تشم منها رائحة الإيمان بالله.
وكيساريين لا يشق لهم غبار، فمن الواجب والمستعجل أن يحكموا عليه بالأشغال الشاقة.
ولم لا يرسلوه إلى الغولاغ، وبعد ذلك يقومون بشنقه، كي يكون عبرة لكل طليعي يكفر بهذ اليسار العجيب، والممزوج ببعثية قومية، وكي لا يجرؤ أحد بعده على ارتكاب المحظور، و الذهاب إلى الحج.
فهكذا تكون الاشتراكية الحقة، وهكذا تكون الديمقراطية، والصرامة التنظيمية، لأن الدين أفيون الشعوب، كما قال النبي كارل ماركس.
وكما لو أن السيد علي بوطوالة لا يعرف موقف حزبه من السعودية، ومساندة الطليعة بالمقابل لمجرم اسمه بشار الأسد، ولا يعرف أن اليساري، ولكي يستحق اللقب، فعليه أن يكون كافرا، ولا يؤمن بالله.
وحتى ستالين، وبدموتيه، واستبداده، فإننا لم نسمع يوما أنه منع الشعوب المسلمة في الاتحاد السوفياتي من الحج، وقد همش الكنيسة الأرثوذوكسية، ، لكنه لم يتجرأ أن يمنع الناس من ممارسة حريتهم الدينية..
بينما يظن طليعة المغرب أن الله سعودي، ويرفضون أن يحج كاتبهم العام، كي لا يتناقض موقفهم السياسي مع شعاراتهم، ومع ممارستهم على أرض الواقع.
ويالها من طليعة هذه.
وتؤكد بالملموس أن الأسماء والألقاب خداعة في المغرب، وأن الطليعي في هذا البلد هو الرجعي.
بل لقد تغير الوضع في السنوات الأخيرة، وصار الرجعي يقبل الاختلاف، والآخر، ويتقرب من خصومه، ويستقطبهم إليه، في وقت تزداد الطليعة انغلاقا على نفسها، وتزداد عزلة، وماضوية.
ومن حسن حظنا أن هذا النوع من اليسار الداعشي هامشي، وصغير، وإلا كان الآن يشق قلوب المغاربة، ويخرج منها الإيمان، ويقبض على كل من يفكر في أداء مناسك الحج بتهمة خيانة الاشتراكية العلمية، ويرجم كل من يصلي، ويقوم بتعزير كل يميني تم ضبطه متلبسا في مسجد بالجرم المشهود.
وكم هو مؤسف أن تنتهي كل التضحيات التي قدمها “رفاق الشهداء”، وكل الاعتقالات التي تعرضوا لها، وكل المعاناة التي عانوها، إلى هذا المآل، وأن يتحول الطليعة إلى حزب يثير ضحك العالم من حوله، كونه أرغم كاتبه العام على تقديم استقالته، بسبب أدائه لمناسك الحج، التي لا تناسب يساريا طليعيا، حتى أن المرء يتساءل، لم كان كل هذا التعب، وكل هذا العناء، ولم كان كل ذلك الخروج المدوي من الاتحاد الاشتراكي، إذا كانت هذه هي النتيجة.
وأفكر في الرفاق القدامى.
وأفكر في الذين أفنوا عمرهم في هذا التنظيم السياسي
وكل الذين ضحوا
وفي الأوهام الجميلة، وفي الأحلام
وفي الإصرار على الوضوح، وفي انتقاد أصحاب البين بين
وأتساءل
أكان كل ذلك الجهد من أجل هذه الطليعة
التي أرغمت أشد خصومها على الشفقة لحالها
وأرغمت الكفار والمؤمنين على حد سواء على الضحك منها، وهم يطلعون على بيان السيد علي بوطوالة.
ولا أحد يستطيع أن يحبس ضحكته
ولا أحد يستوعب كيف بلغ الأمر بالطليعة هذه الدرجة من الهبل.
ليختلفوا في ما بينهم،
ويتابدلوا التهم
وينقسموا
ويتشاجروا حول فكرة: هل يجوز حج كاتبهم العام أم لا يجوز
ولينتصر في الأخير الجناح الراديكالي الذي يعتبر الحج حراما، بحجة أن شعائره تقام في السعودية.
يارب
يا ماركس
ما هذا.