الرئيسية > آراء > اللوحة الفنية التي سقطت في أنياب التماسيح. لقد أحل الله البيع و حرم التدليس و التزوير.
19/02/2019 16:30 آراء

اللوحة الفنية التي سقطت في أنياب التماسيح. لقد أحل الله البيع و حرم التدليس و التزوير.

اللوحة الفنية التي سقطت في أنياب التماسيح. لقد أحل الله البيع و حرم التدليس و التزوير.

عمر أوشن – كود//

الخبر الذي نشرته أمس كود عن تلاعبات و مافيات في الإتجار في التشكيل و اللوحات  للأموات و الأحياء مادة محرمة في الصحافة و النقد و سوق الفنون الجميلة و الفن المعاصر..

محرمة بسبب الجهل الكبير الذي يلف الموضوع و قلة من يختص في هذا المجال ثم لأن الصحافة تبحث اليوم عن  الخبر السهل لا عن المتعب و تهراس الراس..

و لا شيء يمنح الشهرة و المال بسرعة مفرطة أو الخراب و الضياع و التيه بأقصى سرعة مثلما يحدث في التشكيل و الصباغة الفنية..

كثير من الفنانين عاشوا فقراء محطمين مهمشين مسحوقين كادحين بينما كانت لأعمالهم المكانة الرفيعة و درت الاموال الطائلة بعد وفاتهم..

الأسماء عديدة..

عاشوا في الصقيع و الغبار و الفقر فيما نالت لوحاتهم لاحقا النجاح و الشهرة و بيعت و تباع بمبالغ هائلة في سوق لا أحد يحدد ميزان معاملاتها و تبقى تحت رحمة شياطين الظل التي تحرك اللعبة و تمتص مجهود و عبقرية و جنون من ماتوا في النسيان..

جيلالي الغرباوي كان واحدا منهم بعد أن مات ذات يوم بارد بداية السبعينات  على مقعد في حديقة بباريس..

عاش وحيدا يتيم الأبوين و أمضى فترة من حياته في دير تومليلين ناحية أزرو ثم في فاس و الرباط التي أنهى حياته متنقلا بينها و باريس..

كلما ضاقت به باريس يعود الرباط و كلما ضجر في عاصمة المملكة و دخل أنفاق الانتحار هرب إلى فرنسا باحثا عن هواء آخر يحميه من الديبريسيونالتي عرف خلال دوراتها مستشفيات الامراض النفسية والعقلية..

الغرباوي واحد من الكبار الذي تصلح حياته و مساراته فيلما للسينما بكل عناصر الدراما المتوفرة في التيه الكبير الذي عاشه..

عباس صلادي فنان رسام آخر من مراكش..كان يدخل مستشفى إبنالنفيس مثل فان كوخ  في أشد لحظات الفقر والمرض النفسي فيما والدته تبيع لوحاته بثمن بخس تافه في جامع الفنا..

صلادي سيؤسس أسلوبا خاصا به ..صباغة غرائبية لا هي سوريالية و لا إنطباعية لكنها أكيد تحمل جنون مبدع كبير..

و حينما تنظر إلى الكتبية كما تخيلها تشعر بالدهشة وإفتتان الخيال .صومعة مائلة أم حيوان أسطوري خرج من حلم ؟..

الصالاديزم سيعرف لاحقا بعد وفاته توقيعات مزورة مغشوشة ومخدومة مفبركة بإسمه مثلما حصل مع آخرين..

هذه هي التجارة الحقيقية في البشر و في الفنانين أحياء كانوا أم أمواتا..

محمد الدواح الذي عاش معنا في الرباط و رحل مبكرا بعد غرق في الادمان و الجنون لن يكون أسعد حظا من سابقيه..وكان عرضة للإتجار فيه و هو حي قبل أن يموت ذات يوم شعر بالإختناق في حافلة تنقله الى جحر يسكنه في تمارة الشاطئ..طلب بهدوئه المعهود من السائق أن يتوقف لينزل من الباص ..و لما نزل قبل محطة وصوله ..لفظ أنفاسه الأخيرة..

من محمد علي الرباطي الفنان الطنجاوي الذي بدأ مسيرة التشكيل المعاصرعام 1927 إلى اليوم عرف المغرب فنانين و فنانات إبتسم لهم الحظ وولدوا في خرقة حرير بيضاء و بدون مواهب متميزة يملكون و لا هم يحزنون بينما لقي آخرون الضياع و الحرمان و النكران و سرقة كدهم و أعمالهم و نبوغهم مقابل لا شيء تقريبا..

خليل غريب في أصيلا سيرفض منطق السوق و البيع و يختار صوتا صوفيا خاصا به كفنان بارز يحطم الأصنام و النمطية.

مقال كود ..ذكرني بمقالة كنت نشرتها في الايام الأولى لنيشان..عن سوق التشكيل و من يتحكم فيه و من هم السماسرة و من هم الضحايا..

لكن صاحب غاليري في الرباط وقتذاك غضب مما كتبت ..

عرفت ذلك من فنان صديق مشترك بيني و بين الراحل الدواح..

مثل ما حصل في العقار و اللهطة على الأراضي و الثروات و نهب القطع الأثرية كما ور د في رواية “القوس و الفراشة ” لمحمد الأشعري هذا السوق إخترقته أياد وسخة فعلت فيه ما يفعله ” شارونيار” طائر العقاب في جثث منسية: الغش و التزوير و التدليس و النصب و الإحتيال في مجال قل فيه من يعرف الحرفة و يميز بين الغث و السمين..

و هكذا جمعت الأموال الطائلة على حساب من ماتوا في فقر مدقع و حالات جنون لم تعالج .

و لا أعتقد أن محمد الدريسي سينجو من جشع الملهوطين و مضاربة المضاربين السماسرة.

من يملك لوحات الدريسي اليوم.؟ هل هم فرنسيون أم مغاربة أو شركاء؟.

سأعرف في فترة من دروس محمد شبعة في معهد الصحافة أن التشكيل علاج للأزمات النفسية كما جربته جماعة الدار البيضاء حينما خرجت ترسم في الشارع أول مرة في زمن كان الرسم فيه حراما و خروجا عن الملة ..

و المعروف اليوم عند المتتبعين للتشكيل المغربي  أن العملة المزيفة الرديئةالمدرحة لا زالت تؤثث صالات و فيلات و فنادق أثرياء آخر ساعة ..بدو سقطوا سهوا على موضة شراء الأعمال الفنية فتلقفتهم  أنياب التماسيح.

الأيادي النظيفة قليلة جدا في السوق. و الله يجعل الغفلة ما بين البائع والشاري..

قيمة الفن معرضة للسيبة و العلاقات العامة و باك صاحبي و عصبية القبيلةو عندما يكون للنقد التشكيلي على قلة ممارسيه  رأيا في الأعمال و الأسماء فالقضية كأنها عملية إنقاذ للقيمة الفنية من التلاعب.

خليل المرابط  من المراجع المؤسسة  وقد دشن عمله بكتاب رفيع عن التشكيل و الهوية  صدر عن دار نشر فرنسية قبل سنوات طويلة.

اللهم كثر نقاد الفن حتى يفرشون و يفضحون العصابات ..

 

موضوعات أخرى

26/04/2024 06:00

الأميرة ديال بريطانيا حزينة بزاف.. صاحبها السابق لقاوه ميت فأوطيل فميريكان

26/04/2024 04:00

عسكري إسرائيلي سيفط تصاور ديال “القبة الحديدية” لإيران.. المخابرات قولباتو بفوكونط ديال بنت بوكوصة