الرئيسية > آراء > الصحافي الذي أذاع أصوات المهمشين في سنوات الرصاص. شاعر في الاستوديو..مساء الخير عبد اللطيف بنيحيى..
14/03/2018 09:33 آراء

الصحافي الذي أذاع أصوات المهمشين في سنوات الرصاص. شاعر في الاستوديو..مساء الخير عبد اللطيف بنيحيى..

الصحافي الذي أذاع  أصوات المهمشين في سنوات الرصاص.  شاعر في الاستوديو..مساء الخير عبد اللطيف بنيحيى..

عمر أوشن-كود//

كنت أحب أن تكون هذه الشهادة على شكل مقالة كرونيك يقرأها في الصحافة عبد اللطيف بنيحيى..

أن أحتفل معه و أبوح له بطريقتي..

أنأكتبها و أنشرها بعيدا عنه و يفاجئ بقراءتها في صحيفة كود أو في جريدة أخرى قبل هذه الندوة..ثم يقول ..

آآه عمر عاد كأنه طوى الزمن طويا..عاد الى ما كتبه تقريبا منذ ثلاثين سنة أو أكثر أو اقل لا أحسب الوقت..أخشى و يرهبني النظر الى الروتروفيزور..

كما حصل لي قبل ثلاثين سنة تقريبا حينما كتبت عن عبد اللطيف بنيحيى الذي عرفته من صوته عبر ليالي إذاعة طنجة. ربما أفعل الآن نفس الشيء اليوم رغم أن مياها كثيرة جرت تحت الجسر.

كنت عاشقا كبيرا لعبد اللطيف بنيحيىو للإذاعة و أناطالب جامعي في الرباط بالمعهد العالي للصحافة ..أقيم في الحي الجامعي و أعاني من أرق الشماليين الطنجاويين.. الفياق بالليل و النوم في الصباح و تقريع مرة مرة من إدارة المعهد على الغياب الذي لا يبرره سوى أني سهرت مع خالد مشبال او عبد اللطيف الفؤادي أو عبد اللطيف بنيحيى حتى أضعت حصة الدروس البئيسة . الصديق سعيد كوبريت سيلتحق بالفريق في فترة لاحقة.

الطنجاويون معروفون بهذا العشقالليلي ..هل هو كسل أم شيء آخر..تلك حكاية أخرى. حينما تشرع إذاعة طنجة منتصف الليل كأنني آخذ حبات مهدئة و ارتااااح..

أضع الراديو الصغير قرب راسي و أنا محاصر في غرفة أشاركها مع ثلاثة آخرين ينامون مجتهدين باكرا و يتركونني في ورطتي أبحث عن عبد اللطيف بنيحيى لينقذني من الضجر و الأرق..

لم يكن ساعتها آنذاك لا تلفونات ذكية و لا شبكات تواصل إجتماعي و لا فايسبوك و لا هم يحزنون. كل نهار ورزقو حسب ما تجود به برامج الإذاعة.

في تلك الفترة عرفت عبد اللطيف بنيحيى ..

و لم أر وجهه و صورته أمامي عن قرب و أتحدث إليه حديثا عابرا لأسمعذاك الصوت الذي أعرفه و آلفته هل هو هونفسه و نبراته و لحنه الشمالي سوى في فترة لاحقة.

عبد اللطيف كاتب فنان وجد نفسه في الإذاعة ..

ماذا ننتظر من مبدع شاعر يشتغل في الصحافة؟؟

سيحاول أن يوازن بين المنزلتين .. أن لا يخون العشيقة: الشعر و الأدب و الموسيقى بعلاقة غرامية أخرى مع الإذاعة بما تتطلب من مجهود مهني يختلف ..الضيوف ..المحاورات ..التسجيل..إعداد البرنامج ..أنت الآن تخاطب الشعب كله و لا تكتب لنفسك وحدك معزولا في مكتبك..

هكذا سيستمر بنيحيىيلعب على الحبل و يمشي بحذر دون أنيهويمثل لاعب سيرك …

الإذاعة كانت عنده و لا تزال ليست ثرثرة عابرة كما نسمع اليوم..

ليست إملاء الفراغ الآتي.

ليست صراخا و هرولة و لا تقليدا مصطنعا.

ليست إنشاء و فذلكات و نمطية مسطحة..

الإذاعة حب و تلقي مع المستمع.. فيه إفتنان حواس و إلتزام و إحترام ذكاء المستمع و متعة و إعلام و ثقافة و تهذيب وإكتشاف مواهب..

لقد غير الفهم للعمل الإذاعي كما سبق أن فعل مع التدريس..

تمرد على أسلوب الدرس في التعليم حينما كان في إعدادية الزيتونة مدرسة المعلمين القديمة و ملحقة إعدادية القصبة داخل المدرسة الإيطالية و درس الشباب في تلك الفترة عروة بن الورد و بدر شاكر السياب و هنري ميلير..

مقررات التعليم كانت و لا زالت تشكو من فقر.. أول من يثور عليها الشعراء الحقيقيون و الصحافيون و الأدباء والحالمون.محمود عبد الغني معي ليعزز موقفي.

لقد تربى جيل بكامله على راديو القاهرة و جيل آخر مع “هنا لندن” و دقات بيغ بين..وفريق آخر مع راديو فرانس انترناسيونال و إذاعات إسبانيا .

لكن ظلت إذاعة طنجة منبر من لا منبر له و صوتا متميزا إستثنائيافي المشهد العام..لاتنسو أنها سنوات رصاص..مغرب تلك الفترة ليس هو مغرب اليوم..

عبد اللطيف بنيحيىفتح عيني و خيالي على ثقافة الشمال أنا الذي ولدت هنا في طنجة و كنت أجهل تفاصيلها…الموسيقى و العيطة الجبلية و العروسي و السريفي و الكرفطي و قرى جبالة و علماؤها و المكونات الاتروبولوجية للمنطقة و البحر.. البحر… البحر و البحارة ..

رفقته تنقلك الى عالم ايمنغواي و” العجوز و البحر” .. صباح الخير يا بحر .. و قبله .. .شيوخالطرب..معنا في الاستوديو..أكثر من محطة..

ثم يقرب لك الشخصيات الهامشية و تاريخ المدينة و سوق الداخل و القصبة و مرشان و شارع الحرية و الميناء و عقبة فرانسيس والدرادب و جبل الكبير و عمران المدينة و ساحاتها و مساجدها و كنائسها و قصصها و زوارها و كتابها …

المرابط و محمد شكري و بول بولز و جين بولز رفيقته التي ماتت مبكرا في مالقا و الشاعر جاك كيرواك و الروائي ووليام بوروز و باقي مجانين جيل” البيت ” جيل التيه الذي مر من هنا ..رسامون و شعراء و كتاب جاؤوا يبحثون عن هواء نقي غير الهواء الذي خنقهم في بلدانهم.

بنيحيى خالط و عاشر بعضهم عن قرب .

حينما نشرت خبر الندوة على صفحتي في الفايس وجدت بعد دقائق تعليقا جميلا من أصدقاء صحافيين..

كتب لي محمد عمور الصحافي البارز مدير الإعلام في قناة بين سبور الرياضية مايلي: أسالوه عن علاقته بالموسيقى الاندلسية..خبير..

أضافت بشرى مازيه صاحبة برنامج الكلام لمرصع: عن مولاي أحمد لوكيلي على الخصوص..

جاوب الرايس عبد اللطيف..

في حديثي قبل أسبوع مع عبد اللطيف بنيحيى على الهاتف قال لي انه يحتفظ بمقال بورتريه عنه كنت نشرته في جريدة أنوال في تلك الفترة و كنت مكلفا بالملحق الاعلامي..

طبعا لا أتذكر ما كتبت لكن كنت أكيد قلتأني معجب جدابهذا الصحافيالإذاعي الذي جعلني لا أشعر بالغربة في الرباط .

الراديو ليس لعبة..الراديو آلة مدمرة..

في مراحل الانتقال الديمقراطي كان الراديو حاضرا بقوة في بلدان كثيرة..جارتنا إسبانيا خير نموذج..

الراديو طريق نحو الانتقال الديمقراطي..نحو الحداثة..

الإذاعة و الصحافة معبر.. سكة و قنطرة نحو ما يمكن أن نسميه ثورة ثقافية.

لست ممن يقدسون الماضي على حساب الحاضر..و يتباكون على الزمن لكن أشعر أن الإذاعة اليوم مثلها مثل الصحافة و السياسة و الاحزاب و الموسيقى و الغناء يعيشون ساندروم “لاميديوكراسي ” كما عبر عنها باحث غربي كندي .

غريب و مفارق ما يقع .

الجيل الجديد ليس أقل ذكاء و إبداعا.. لكن الهواء العام فاسد.

من سنوات لم أعد أسمع الراديو سوى في الويب أو في التاكسي. و مرات كثيرة أطلب من تاكسي درايفير السائق أن ينقص أويطفئ الاصوات المزعجة .

البضاعة الرديئة تقتل البضاعة الجيدة.. هل هو قانون الطبيعة .. لاأدري ؟

رفيقي و صديقي و أستاذي الرائع عبد اللطيف بيحيي لك كل المحبة و الاعتراف.

موضوعات أخرى

27/04/2024 01:00

ممثل تركي مشهور شرا مدرسة وريبها.. نتاقم من المعلمين لي كانو كيضربوه ملي كان صغير

26/04/2024 22:41

الركراكي: هاد الساعة مركز مع المنتخب وباغي ندرب فأوروبا وإذا ما كتابش غانمشي للسعودية

26/04/2024 22:24

تفاصيل حصرية على القرارات التأديبية اللي صدرات فحق مدير ثانوية “التقدم” فمولاي يعقوب اللي حصل كيتحرش بتلميذة

26/04/2024 22:00

بارون مخدرات عندو الجنسية البلجيكية شدوه بوليس الصبليون قبل ما يهرب للمغرب فعبارة

26/04/2024 21:58

مؤتمر الاستقلال.. الصراع على رئاسة المؤتمر بين قيوح والقادري كتهدد بحرب بين تيار ولد الرشيد وتيار فاس