الرئيسية > آراء > هبة تحترق والجمهور عايز كدا والحزاقون أمام التلفزيون يأكلون البطاطا على الأريكة..
06/08/2019 16:00 آراء

هبة تحترق والجمهور عايز كدا والحزاقون أمام التلفزيون يأكلون البطاطا على الأريكة..

هبة تحترق والجمهور عايز كدا والحزاقون أمام التلفزيون يأكلون البطاطا على الأريكة..

عمر أوشن – كود//

الرؤوس المشوطة ..

على أيام قليلة يحل العيد الكبير..
كوشمار سيدنا إبراهيم..

كما كتبت مرة ولامني وحاسبني من لم يجرب معاني الكوشمار..؟؟
هبة كانت تحترق مثل كومة تبن .. تحترق والجمهور يصور فقط لتوثيق اللحظة التاريخية الدقيقة التي تكلمت عنها الحركة الوطنية طيلة 60 سنة..
في 11 شتنبر لم نر رؤوسا مشوطة ..
لم نشاهد صورا للجثث..بني آدم هناك له حرمته وقيمته حيا وميتا..
في أحداث اطاوشا وبرشلونة وباريس ولندن وكل العمليات الارهابية يحرص التلفزيون الذي يحترم نفسه ويحترم الأخلاق والأخلاقيات على تفادي نشر الرؤوس المعجونة والأمعاء التي تسيح على الأرض والدماء المتدفقة ونظرة الميت الأخيرة.
إنهم يمارسون المهنة كما هي متعارف عليها أما الصور فقد شاهدوها و تركوها في الأرشيف و في ليروش. لقد وضعوا المونتاج والتقطيع المهني والباقي لا يصلح للنشر..
لماذا تصالحنا مع الفرجة على موت الآخرين وغرقهم وحريقهم وسقوطهم من عمارة شاهقة في انتحار أو حادث جريمة.؟
يحكي لي شقيقي يونس في هولندا كيف واجه بفزع هذه المشاهد أول سنوات التجربة في مهنته بالشرطة ..وكيف كان يلزمهم العمل بهدوء و بلا خوف تاركين خلفهم العاطفة مع جثث موتى أو قتلى وقطع بشرية مشتتة في إنتحار على سكة قطار..

لكن الصور لا تخرج للصحافة لكسب مبيعات أو رغبة في إشعال إثارة و سكوب و “بوز”
الرؤوس المفصولة والأشلاء والغائط والبول والدماء في أحداث تفجيرات 16 ماي..

ونحن كنا نتفرج..

و أحيانا منا من حاول مجتهدا تبين ملامح الرأس ..من يكون؟ لمن يكون..هذا واقيلا هو فلان؟ كيشبه ليه؟؟ لا ؟؟ أكيد هو ..أعرفه .فقط في الصورة مشوط بزاف محروق ..هو من يسكن في درب قرب ساحة السراغنة ويعمل موظفا في الجمارك.؟
ذراع مفصولة عن جسد وسط ركام زجاج مكسر وغبار وسقف سقط ركاما
الموت وبيع صور الموت لمتلق يقرأ الصحيفة أو يشاهد التلفزيون وهو يحزق ويأكل بطاطا فريت و ربع حرشة مع أتاي ثم يقوم لصلاة العشاء دون شعور بتفاهة العالم..
بيع الموت تجارة من مدة وليس اليوم..هكذا كان يقول لنا العراقي الاستاذ والإعلامي الكبير زكي الجابر رحمه الله..كان يسميها بسخرية نظرية بطاطة الأريكة..
قريبا لنا تمرين سنوي مع قطع الرؤوس ..
التبعبيعة ليست طقسا في العيد الكبير فقط ..
سنواتنا وعمرنا كله تبعبيعا وبعبعة ..

 

موضوعات أخرى

26/04/2024 04:00

عسكري إسرائيلي سيفط تصاور ديال “القبة الحديدية” لإيران.. المخابرات قولباتو بفوكونط ديال بنت بوكوصة

25/04/2024 23:45

أخنوش يكشف عدد الأسر لي كتستفد من الدعم الاجتماعي المباشر: 3.5 مليون أسرة كضم 12 مليون مواطن