كود من وزان /////
مع وفاة والدة رئيس الحكومة المكلف، للا مفتاحة، يتساءل سكان الشمال إن كان بنكيران سيتدخل لحث حزبه الذي يسير مدينة تطوان لالغاء اتفاقية احتكار تدبير قطاع نقل الأموات، والذي يراه المواطنون بمثابة متاجرة في الأموات ومآسي العائلات.
ويعاني العشرات من سكان مدن الشمال وباقي مناطق المغرب من اتفاقية احتكار فوتها رئيس الجماعة الحضرية لتطوان المنتمي لحزب العدالة والتنمية محمد إدعمار لفائدة شركة خاصة لتدبير مرفق نقل الأموات بمختلف مستشفيات تطوان.
الحالة الأخيرة التي أثارت استياء الرأي العام بالمنطقة تتمثل في وفاة الطفل حسام، والمنحدر من أسرة فقيرة بمدينة وزان، إذ أصرت الشركة الخاصة لنقل الأموات على استخلاص 5 آلاف درهم لنقل الجثة إلى مثواها الأخير، بالإضافة إلى مصاريف تغسيل الجثة وحفظها والتي تناهز حوالي 1500 درهم.
وتمنع السلطات الإدارية المنتخبة بتطوان سيارات الاسعاف الخاصة أو تلك التابعة للجماعات الترابية من نقل الأموات من مستشفيات تطوان، بالرغم من أن سيارات الاسعاف الجماعية تقدم غالبا في إطار مساعدة الأسر الفقيرة، وهو ما سيمكن هذه الأخيرة من توفير مصاريف هي في أمس الحاجة إليها.
وفي حالة فريدة من نوعها، يتاجر عمدة تطوان المنتمي لحزب المصباح بآلام ومآسي عشرات المواطنين من مختلف المدن المغربية، هذا الحزب الذي رفع شعار محاربة الاحتكار والقضاء على الفساد، ويبدو أن الحاجة الوحيدة التي سيقضي عليها هي جيوب المواطنين، خاصة المعوزين منهم.
وحصلت “كود” على نسخة من اتفاقية الاحتكار التي فوتت بموجبها الجماعة الحضرية لتطوان احتكار نقل الأموات، إذ تنص بالحرف على أن الجماعة “تعاقدت مع الشركة المغربية للإسعاف ونقل الأموات قصد تدبير مرفق نقل الأموات بمدينة تطوان”.
ومهدت الاتفاقية صراحة على احتكار تدبير القطاع حينما نصت على أن هذه الشركة “تعتبر وحدها المخولة بنقل الأموات داخل تراب الجماعة وخارجها، ولا يحق لأي شركة أخرى أو سيارة جماعية ممارسة هذا الأمر”.
فهل سيتدخل بنكيران لمنع حزبه من المتاجرة بمآسي المواطنين الذين يلجؤون لتطوان قد الاستشفاء ويعودون منها جثثا هامدة، ما يكلف أسرهم تكاليف مالية إضافية بسبب عقد الاحتكار الذي وقعه البيجيدي مع شركة خاصة في ظروف وصفها العديد من المراقبين بالمشبوهة ؟؟