الرئيسية > آراء > فيلم ” دالاس ” لعلي مجبود : ساعة و نصف في الجحيم. فيلم يحاول البحث له عن منتج ، لكن بعد البحث و ركوب لغة ارتياد الحانات
28/02/2015 02:00 آراء

فيلم ” دالاس ” لعلي مجبود : ساعة و نصف في الجحيم. فيلم يحاول البحث له عن منتج ، لكن بعد البحث و ركوب لغة ارتياد الحانات

فيلم ” دالاس ” لعلي مجبود : ساعة و نصف في الجحيم. فيلم يحاول البحث له عن منتج ، لكن بعد البحث و ركوب لغة ارتياد الحانات

عبد الاله الجواهري ===

التحذلق السينمائي صفة أصبحت لصيقة ببعض السينمائيين المغاربة خاصة منهم بعض الشباب الذي يحاول رسم مساره السينمائي و لو على حساب منجزات و تضحيات الرواد الذين بنوا أركان السينما الوطنية بتضحياتهم و عطاءاتهم العديدة المتعددة ، رغم اختلافنا مع بعضهم في الرؤى و المنجزات او من حيث البعد أو القرب من الأخلاق الفنية الرفيعة ، فهم على كل حال ، سابقون في حمل صليب و ألام الإبداع المغربي ..

مناسبة القول مشاهدة الشريط الجديد ” دالاس ” للمخرج الشاب علي مجبود و ما جاء به من طروحات فيها الكثير من التنطع و الإساءة لوسطنا المهني ( لا نروم هنا مصادرة حقه في التعبير ، بقدر ما نروم تصحيح المغالطات و المفاهيم و تذكيره بأخلاقيات المهنة و ت>كيره بتجاوز سياسة الضرب تحت الحزام بوعي أو دون وعي ) ، بقصة مفبركة لا تتقاطع مع الواقع و لا تضيف الشئ الكثير للتراكمات و الانجازات ، قصة منتزعة من وهم التفوق و شيطنة الفن و الفنانين و الإنغراس في صلب إشاعات الفساد بتقديم كل من يشتغل بالسينما على أنه منحرف ، إما فنيا أو خلقيا .. علي مجبود و على غرار العديد من الشباب المتمكن من أدواته التعبيرية و الفنية رغم غياب الخلفيات الفكرية المسنودة بثقافة عالية ، صنع و منذ مدة ، سمعة طيبة بإنجازه مجموعة أعمال تلفزية ، خلقت المتعة و الفرجة لدى شريحة واسعة من المتفرجين المغاربة ، لكن مغامرة السينما تحمل معنى آخر و مغامرة غير محمودة العواقب في كثير من الأحيان ، مغامرة لا يجوز لأحد من السينمائيين بالمغرب الركوب عليها خاصة إن كان العمل مسنود بالمال العام ، أي أنه لا يجوز توظيفه في اللعب بالكاميرا و التفنن فقط في التصوير بحكايات مبتذلة يشم منها وهم التفوق و شيطنة الخصوم و الأصدقاء على حد سواء و التبشير بعالم جديد سيبز فيه الجميع ..

قصة الشريط تتمحور حول شخصية ” دالاس ” ، المخرج المهووس بإنجازاته الفيليمية الساعي بكل قوة لتحقيق فيلم جديد ، فيلم يحاول البحث له عن منتج ، لكن بعد البحث و ركوب لغة ارتياد الحانات ، سيقع على شخص غريب الأطوار ( المستوري ) لا علاقة له بالسينما ، فهو مجرد رجل مدعي أو لنقل حديث الغنى ، يسعى لتصوير قصته و قصة أبيه ، مستثمرا أمواله و نفوذه ، مسخرا طاقاته في إذلال المخرج و كاتبته ، التي تحمل على ظهرها كل مشاكل التصوير ، وبين هذا و ذاك نجد ممثلين لا هم لهم سوى شرب الخمر و مراودة الممثلات عن أنفسهن ، و تقنيين لا مسؤولين في مهماتهم العملية يوجد بينهم منحرفون و شواذ ، و مساعد للمنتج ( قابيل ) ضعيف الشخصية و نجم مهووس بالنجومية ، لا يتوانى في الاستهزاء بالعملية الإبداعية و يتصرف كالمجنون في موقع التصوير ، متدخلا في عمل المخرج والآخرين ..

مشاكل الشريط تتراكم لغياب الاحترافية و لسيادة النرجسية و عدم احترام المهمات ، لتتطور الأحداث فيموت بطل الشريط / النجم بحبة تمر كان يأكلها و هو يتجادل مع المخرج حول كيفية تصوير مشهد القبلة التي يصر أن تكون على بالشفاه بدل الجبين كما يريد صاحب الفيلم ، موت سيجعل ” دالاس ” يقع في ورطة و إشكالية كيفية إتمام فيلمه بنفس الممثل ، رغم موته ، و دون أن تعلم الشرطة بما حدث ، لكن التقنيين سيتمردون على ما حدث ليتدخل أشخاص متواطئين مع المخرج لإجبارهم بالقوة على الاشتغال ، اشتغال سيبدو سورياليا مقتطعا من أفلام الرعب و قصص العمل الإجباري في السجون الروسية الستالينية ، لكن حقيقة الأمر فهو مقتطع من عوالم السلسلة الشهيرة ” ساعة في الجحيم ” التي تنتجها الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة ، القناة الأولى و التي أخرج العديد من حلقاتها علي مجبود نفسه ..

مجبود لم يستطع أن يتخلص من سنوات اشتغاله في السلسلة المذكورة أعلاه مثلما لم يستطع أن يفرق بين العمل في التلفزيون و عمله الجديد في السينما ، على الأقل في اختيار قصة فيلمه ، التي جاءت و كأنها امتداد عادي لحلقات ” ساعة في الجحيم ” مع فارق بسيط هو انه حولها على الشاشة الكبيرة إلى ” ساعة و نصف في الجحيم ” من الصراخ و الكلام البذئ الموظف في غير محله و النبز و اللمز في قناة بعض الممثلين المغاربة بإسناد أسماء قريبة من أسمائهم لشخصياته الفيلمية ..

لكن من جهة أخرى و لكي لا نبخس لهذا الشاب حقه في الخلق ، فإننا نؤكد أنه كان و طيلة مدة الشريط ، جد متحكم في كاميرته و رؤيته التقنية ، خاصة على مستوى الحركات التي كانت في كثير من الأحيان في غاية الدقة ( حركات الستيديكام خاصة ) و إلتقاط زوايا التصوير و التفنن في تقطيع المشاهد بما يخدم المعنى العام للقيلم ، معنى ضاع في زحمة القول اللامسؤول ، قول لا يصنع سينما جادة ، سينما تروم تكريس المواقف الإيجابية و تستثمر المنجزات السابقة ، خاصة إذا جاءت بدون خلفيات فكرية تسندها و تعطيها أبعادا قادرة على رج أحاسيسنا و تقديم إضافات لسينمانا ، من حيث ترسيخ رؤى حالمة و متفتحة على تراثنا الإبداعي السينمائي و قبل ذلك معترفة بعطاءات الآخرين ..

موضوعات أخرى

26/04/2024 16:30

روينة نايضة فرخص الجيتسكي بشواطئ أكادير تغازوت مع اقتراب الصيف.. البلايص عامرين والولاية حبسات التراخيص وها “الحيلة” لي دارو شركات الجيتسكي باش تاخدها

26/04/2024 16:27

الغوات ديال أم “أمين شاريز” بعد إصدار استئنافية أكادير حكمها فقضية ولدها هزات مواقع التواصل الاجتماعي

26/04/2024 14:30

التحقيقات على بيگاسوس فاسبانيا رجعات للواجهة.. القاضي كالاما تسلم من فرنسا تقرير فيه معطيات جديدة

26/04/2024 14:20

القضاء الإداري ففاس عزل عضوين فجماعة “مولاي بوشتى” كينتميو للتراكتور والبي جي دي