كود :عمر أوشن ==

جرت العادة أن الأحزاب السياسية لا تتحرك و لا تعبر عن موقفها حول ما يجري من وقائع و أحداث في البلد ..

تنتظر و تنتظر حتى يظهر لها مدرج نزول فتنزل ..متأخرة طبعا . بعد أن طلعت الشمس و تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ..

أحمد عصمان كانت له قولة مشهورة كلما وجه له سؤال عن رأيه في قضية مستعصية ..

كان له جواب جاهز :سننتظر و سنرى و نقول رأينا في الوقت المناسب ؟؟

امحمد العنصر مثل عصمان على نفس الخط ..سننتظر و سنرى و نقول كلمتنا في الوقت المناسب ..

المغرب في أزمة اقتصادية واضحة بسبب الديون و غلاء الاسعار في السوق الدولية و المحلية .. علامات الأزمة واضحة رغم قطار التي جي في و مصنع رونو طنجة و مصنع بوجو القادم في القنيطرة و رقم معاملات ميناء المتوسطي و سياح مراكش و أكادير و موسم فلاحي جيد.

البلد في أزمة اختيارات أيضا .موزع ما بين إختيارات و أنماط عيش متعارف عليها عالميا و رغبة في الانكماش على الماضي و الهوية الضيقة التي لا تعني شيئا لدى بعض الناس سوى التمسك قسريا بدين صار محتاجا اليوم إلى إصلاحات هيكيلة لمسايرة العصر.

سنقول كلمتنا في الوقت المناسب مع أن الوقت المناسب هو ما يجري الآن في المدن و القرى من تحولات سريعة مقلقة تثير الانتباه.

أليست المناسبة شرطا..؟

العنف و القتل و الجريمة و خراب التعليم و نصف السكان حمقى و مرضى نفسانيين بشهادة وزير الصحة و أطفال يموتون حرقا في طانطان و آخرون يغرقون في بوزنيقة و إخونجية و داعشيون يتدعششون على الناس في الشارع العام و فقهاء يثيرون الفتنة وسط الجماهير بفتاويهم الخرقاء الوضيعة و حوادث سير تتفاقم و مواد غذائية مغشوشة قاتلة في بالأطنان في الأسواق و خلايا إرهابية هنا و هناك و إنهيار برامج و دراما رمضان و تسويق الضحى و سكن الكدح عبر الداودية و رشوة تتفاقم رغم الرقم الأخضر و هيئات و منظمات لمكافحة الفساد و اعتداء و تحرش على الفتيات و النساء في حقول الزراعة و في الإدارة و في الشارع ..و مع ذلك ستقول الأحزاب التي وجدت لتشارك في الحكم و تنال المناصب و الريع..ستقول كلمتها في الوقت المناسب الذي لم يحن بعد..

الوقت المناسب مثل كائن خرافي يمكن أن يظهر و يختفي حسب المزاج و الظروف وحساب الربح والخسارة ..

السياسيون يسمون هذه العملية ” ميزان القوى”؟ يقول لك ميزان القوى ليس في صالحنا سنسكت ونصمت الآن وسنقول كلمتنا في الوقت المناسب..

حينما كانت البلد تغلي و ترتج و تفور مع خرجات 20 فبراير سمعنا الأحزاب تقول تلك اللازمة السحرية : سنقول كلمتنا في الوقت المناسب؟؟ متى يأتي الوقت المناسب؟ الله وحده يعلم ..

انتظرنا حتى ذبلت شعلة الشباب و”برد الطرح ” فوجدنا من حلت عقدة لسانه لينظر في الحركة الاحتجاجية الشبابية و يحللها و يشرحها و يخيطها و يفصلها ..

اليوم المغرب في مفترق طرق واضح ولا مكان للمنزلة بين المنزلتين ورجل هنا و الأخرى هناك وحمل القبعتين و المعطفين .

اليوم بدأنا نصل إلى نقطة القطيعة ..إما أن نختار العصر ومسايرة العالم والتاريخ و العلوم والتكنولوجيا وثقافة العصر وحرية العقيدة و حقوق الإنسان و التسامح و نبذ الانغلاق .. وإما إضاعة الفرصة والغرق في بركة التخلف والمزيد من الأزمات التي تنتظرنا .

الحداثة ليست ثرثرة في صالون أو إنشائيات في مقالات صحفية .الحداثة سلوك و مواقف ملموسة.

المغرب يتغير . الناس تتبدل والمياه تجري تحت الجسر.

لكن مع كل ما حصل و يحصل من هزات لا داعي للقلق .في التأني السلامة..

في الوقت المناسب الذي لم يأت بعد سيقول لنا الزعيم رأيه في المرأة و في السباحة بالمايوه و السباحة بالبيجاما والدين والحرية وخراب التعليم وفيضان الفساد .

في الوقت المناسب سيقول كل شيء..

انتظروا ..ابقوا معنا ..إلى أن يحين الوقت المناسب ليفجرها الزعيم.

أكيد سيفعلها..لكن في الوقت المناسب.