الرئيسية > آراء > أموت وأكذب وأتشظى وأفشل وأبقى اشتراكيا! الاشتراكي ليس اشتراكيا، إنه مجرد لقب جميل
25/04/2015 20:29 آراء

أموت وأكذب وأتشظى وأفشل وأبقى اشتراكيا! الاشتراكي ليس اشتراكيا، إنه مجرد لقب جميل

أموت وأكذب وأتشظى وأفشل وأبقى اشتراكيا!  الاشتراكي ليس اشتراكيا، إنه مجرد لقب جميل

حميد زيد كود =====

كم من حزب في المغرب يحمل اسم الاشتراكي.

كم من حزب في المغرب يقول عن نفسه إنه يساري، ويعتقد أن اليسار اليوم مازال مرتبطا بالاشتراكية.

إنهم بلا عد ولا حصر، ويحرصون على الاحتفاظ باللقب.

يفرطون في كل شيء، في سمعتهم وفي مناضليهم وفي امتدادهم، أما كلمة اشتراكي هذه، فيتشبثون بها ويعضون عليها.

وآخرهم هؤلاء الذين قرروا الانسحاب من الاتحاد الاشتراكي، وتأسيس حزب جديد، وهم الآن يقترحون على بعضهم البعض أسماء مولودهم الذي سيرى النار، وكلهم مجمعون على أن تبقى كلمة اشتراكي موجودة.

اقتراحات بالجملة وداخلها هذه الكلمة الفضفاضة والغامضة وغير المسؤولة وغير الواقعية والمرتبطة بالماضي وبالأحلام وبالمآسي وبالدكتاتوريات واليوتوبيا.

إنها هويتهم التي لا يستطيعون التفريط فيها.

إنها علامة تجارية لا يجرؤون على التخلص منها.

وأكاد أجزم أنه لا يوجد شخص في الاتحاد الاشتراكي وفي التقدم والاشتراكية وبين إخوان تيار الزايدي من مازال يعتقد بهذه الكلمة.

وشبه متأكد أنهم يخجلون من هذا الاعتراف، أو تنقصهم الجرأة للتخلص من عبء هذه الكلمة.

وحينما أتت إخوان الراحل الزايدي فرصة ذهبية لترك الاسم، لم يقووا على ذلك، وهم الآن مترددون، ولا يجرؤون على التفريط في الإرث، رغم أنهم يعرفون في قرارة أنفسهم، أن لا أحد يطبق الاشتراكية في العالم، ولا يوجد نظام بهذا الاسم، وإن وجد فهو مجرد اسم، ويطبق شيئا آخر.

من حق أحزاب اليسار الصغيرة أن تحتفظ بهذا الاسم، لأنها لا تفكر في السلطة، ولا تنجح في الانتخابات، ولا تصل إلى البرلمان، وليس لديها وزراء، وتحلم بالاشتراكية وتنظر لها، ويظل الأمر مجرد تنظير وأحلام، لا يضر بأحد، لكن أحزابا مثل الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، وهي الواقعية والإصلاحية، والتي خبرت السلطة، وخبرت الواقع وجربته، فكأنما تخدع المتعاطفين معها بهذا الاسم، وتحمل نفسها مسؤولية تعرف أنها غير قابلة للتحقيق، وأنها كذبة، ومستحيلة.

إنها أشبه ب”الإسلام هو الحل” التي تخلى عنها الإسلاميون ببراغماتية، بينما اليسار مازال متشبثا بهذه الاشتراكية، وخاصة اليسار الديمقراطي الاجتماعي.
في كل العالم ينجح الحزب الاشتراكي، ويصل إلى الحكم، ويجد نفسه مرغما أن يكون ليبراليا.

هذا هو الحال اليوم في فرنسا، وهذه هي محنة هولاند، وتناقضه، واستعانته بالليبراليين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وهذه هي محنة الشعبويين في اليونان، الذين وجدوا أنفسهم بعد مدة قصيرة من الحكم، في تناقض شامل مع وعودهم ومع المصوتين عليهم ومع اشتراكيتهم ومع العالم.

يعول الناخب، على هذه الكلمة، إن كان مازال يؤمن بها ويصدقها، ويحاسب الحزب الذي يتبناها عليها، وهذا ما حدث للاتحاديين في المغرب، وهذا ما ظل يلومهم الناس عليه حتى اليوم، ويستغربون من تناقضات ولعو، ومن شعاراته، ويستغربون من اشتراكية الحزب الذي صوتوا عليه، ثم تبخرت الكلمة مع أول تجربة، وأصبحت خالية من المعنى، ومجرد هيكل فارغ.

لقد انقلب العالم وتغيرت التعريفات، وصار اليمين الليبرالي اليوم هو الذي يمكن وصفه بالتقدمي، وصار اليسار الوثوقي هو المحافظ، وهو الذي يصادر الواقع، ويرفض التجديد والمستقبل.

وحينما ينوي اليوم تيار من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تأسيس حزب جديد، ورغم جرأتهم على القطيعة، ورغم مغامرتهم بالخروج من حزب ساهموا في بنائه، فإنهم مازالوا متخوفين من التضحية بالماضي، وبالاسم واللقب، ومازالوا حبيسي سحر تلك الكلمة الجذابة والمغرية والفضفاضة والتي لا يستطيع أي سياسي أو أي محلل أو مفكر تفسيرها اليوم، إلا إذا ربطها بفترة من التاريخ، وتلك الفترة انتهت الآن، ولم تعد موجودة.

إنها مثل دولة الخلافة

ومثل الإسلام هو الحل

لكن لا أحد يجرؤ على أن يقول للاشتراكي أيها الأصولي

لا أحد يجرؤ أن ينعته بالرجعي

لا أحد يقول له أيها الظلامي والماضوي والمحافظ

لا أحد يقول للاشتراكي إن يسار أمس هو يمين اليوم.

وفي كل مكان يأتي الاشتراكيون

ولا يطبقون الاشتراكية

وفي كل مكان يخافون من التضحية بهذا الاسم

ويحتفظون به

وهم يعرفون أنه مجرد اسم

وخال من المعنى

ولا يفكرون في بيعه

ولا في خوصصته

ولا في التخلص منه ووضعه في جارور الماضي.

موضوعات أخرى

19/03/2024 08:00

بن عبو لـ”كود”: موجة حر استثنائية فبلادنا وهاد السيناريو المناخي كيزيد تطرفا عام بعد عام وهادشي يؤكد أن الصيف الجاي غادي يكون حار وجاف وصعيب

19/03/2024 05:00

جورنال “الدايلي مايل ” بغا يحبس الشائعات لي كتسركل على الأميرة كيت: شهود شافوها كتدور مع راجلها وولادها