حميد زيد كود /////
يجب.
حميد زيد كود /////
يجب.
يجب أن نتفرج ونكتفي بالفرجة.
ولا بأس أن نستنكر.
والحل الأمثل هو إلغاء المغاربة قاطبة.
لكنه حل متطرف.
لكن ماذا يجب في هذه الحالة.
وبيننا من هو مصدوم. ومن يستغرب. ومن يتهم.
بينما كل ما يحدث متوقع جدا.
ومنسجم.
ومن صميم هويتنا وثقافتنا وتربيتنا.
ومن صميم ما وصلنا إليه من تقدم.
لكن ماذا يجب.
في نظري يجب إلغاء النساء.
إنهن مشكلة بالنسبة إلينا كمغاربة. مشكلة لا حل لها. ومنذ أن نولد ونحن نعاني منهن.
ونتحين الفرصة لننتقم منهن.
كما فعل هؤلاء الأولاد في الحافلة.
هذا بمثابة نصر في ثقافتنا.
هذه بطولة.
ويكذب من يقول عكس ذلك. وهذه تربيتنا وما يتعلمه الصغار من الكبار.
الأنثى خطأ.
هكذا نتحدث عنها. منذ خروجنا الأول إلى الشارع. ونحن نتربص بها. وننوي شرا.
والحل هو أن تخرج من عالمنا.
الحل هو أن تنسحب.
فالحمارة ضحيتها. ولا أحد يعلم أي حيوان آخر سيكون ضحية وجودها معنا.
ماذا يجب.
من يعرف ماذا يجب.
مشكلتنا عويصة. وموروثة. وقديمة جدا. ولا تنفع معها أخلاق. ولا ينفع دين. ولا قانون.
إنهن مستفزات.
وهن يعلمن ذلك. ويتظاهرن بالعكس. ويجنين على أنفسهن.
كما حدث لتلك الفتاة في الحافلة.
فـالحافلة في المغرب مصنوعة من أجل الذكور فقط. وتغامر بحياتها من تركبها.
ولا عذر لها. لكنها تركبها مخالفة الأعراف ومعتدية على ثقافة المجتمع وقيمه وأخلاقه.
وأي امرأة تحترم نفسها لا يمكنها أن تقدم على هذا الفعل.
أي امرأة لا يمكنها أن تجازف وتركب حافلة.
لا يمكنها أن تختلط بالمغاربة الذكور.
والشارع لنا.
وهناك من يستغرب الآن. وهناك من يعبر عن صدمته.
لا. لا. منذ عقود ونحن نحذر النساء.
الحافلات لنا.
وشكل الحافلات شرير. وعدواني. ومكسرة. ومخربة. وبلا نوافذ.
كأنها قادمة من حرب مدمرة.
كأنها ناجية من قصف.
والسلطة تراها كل يوم. والسلطة تستوردها بهذه المواصفات. بينما النساء مصرات على العيش معنا.
بينما لا مكان لهن في هذا العالم.
لا مكان لهن في المغرب.
ويكفي النظر إلى الحافلات في الرباط وسلا والبيضاء لنتأكد أنها غير مسالمة.
وأنها صورة لكل أمراضنا.
وأنها ليست وسيلة نقل عمومي.
وأننا شعب من المغتصبين. ولا تمر أيام حتى نخربها من الداخل. ونقلع الكراسي. وننتقم منها.
لقد ظهرت كل أمراض هذا الشعب.
وطفت على السطح.
وكل مرة سنكتشف جديدا.
ثم ماذا يمكن أن يفعله السائق.
حقا ماذا يمكن أن يفعل. وهو مغلوب. ومهدد.
نعم يجب.
حالتنا مستعصية. وكلنا أنقياء. وكلنا أفضل من كل الشعوب.
ولا نعترف أننا مجتمع مريض.
وأن العالم كان سريع الخطى. وفاجأنا بالحافلات. والتاكسيات. والطائرات. والتلفزيون. والأنترنت.
ولم نكن مستعدين.
وحظنا السيء أن العالم لم يعد معزولا عن بعضه البعض.
وأن فضائحنا يتفرج فيها الجميع.
ولا يوجد حل.
إلا أن نلغي المغاربة.
والحل المقبول والواقعي هو أن نلغي المرأة.
هكذا سنعيش كما نريد
في مغرب خال منها
إلى أن تفعل الطبيعة فعلها فينا وننقرض
وتأتي كائنات بشرية سوية ومختلفة عنا تستحق العيش في هذه الأرض.