الرئيسية > آراء > يا لحظ القط المغربي اليوم! الساعة في المغرب تظهر في عيون القطط
21/09/2022 19:00 آراء

يا لحظ القط المغربي اليوم! الساعة في المغرب تظهر في عيون القطط

يا لحظ القط المغربي اليوم! الساعة في المغرب تظهر في عيون القطط

حميد زيد – كود//

كان القط في الماضي يأكل معنا المرق. وما تبقى من الطعام.

كان القط تحت المائدة دائما.

كان القط بالمجان. وغير مكلف.

أما اليوم فله جناحه في الأسواق الممتازة. ولدى أي بقال. و في أي حي شعبي. للقط كل ما يشتهي . وما لذ وطاب من الكروكيت. ومن الپاتي بسمك السلمون. وبلحم البقر. وبالدجاج. وبالفيتامينات.

وإلى جانب العدس والحليب والياغورث البشري والأرز هناك أكياس للقطط. ومعلبات. وماركات كثيرة. وأصناف لا تعد وتحصى من المأكولات.

ونصف المحل التجاري للبشر ونصفه الآخر للحيوان.

صار القط في المغرب زبونا محترما. والحال أننا نحن من نتبضع له.

ونشتري له حاجياته.

صار القط مستهلكا. وله صناعات تتوجه إليه.

وصار مستهدفا.

وله سوق خاصة به. وله واردات. وله سلع تأتي من الخارج.

ونحن من ننفق عليه.

ونحن من نجمع برازه. ونشم روائحه.

وهناك تراب للقطط تضع فيه فضلاتها. و تتبول فيه.

كما أنها متطلبة وتريد ترابها نظيفا دائما.

وفي حالة ما إذا أهملته ولم تغيره لها. تنتقم منك القطة. فتضع برازها في الصالون. و تتبول في السرير.

ولها شامبو خاص بها.

ولها طوق يحميها من البراغيث.

ولها ألعاب.

وحتى في سلا. وفي حي اشماعو. وفي حي الرحمة. صار الإنسان يشتري التراب لقطه.

وكم ثمنه؟ ستون درهما للكيس.

أي أن التراب أغلى من اللوبياء. ومن الفول. ومن البلبولة. ومن كل القطاني. ومن السردين. ومن التقلية. ومن رأس الخروف. ومن الشوكولاتة.

أي ما يقابله دجاجة رومية كبيرة ومحمرة. وفوقها بطاطس مقلية. ويحيط بها ليمون وزيتون أحمر.

وكل هذا من أجل القطط.

ولا أحد يحتج. ولا أحد يشتكي. ولا أحد يعارض. ولا أحد يقول هذا كثير. وتحول. وانتقال من مغرب إلى آخر.

ولا أحد ينتقد سياسة الدولة القططية.

ولا أحد ينتبه إلى هذا الذي يحدث.

وليس هذا فقط. بل تحتاج القطط إلى طبيب. وإلى تعقيم. وإلى منع حمل. وإلى تنظيم نسل. ولا أحد يعترض. ولا سلفية. ولا محافظة. ولا توحيد ولا إصلاح. في وقت تموت فيه النساء المغربيات لأن الإجهاض ممنوع في المغرب.

وفي وقت يقبض فيه عليهن و يحاكمن ويتم إيداعهن السجن بتهمة الحمل. يسمح للقطط بذلك.

و ينصف القانون القطط.

ويتقبل المجتمع ذلك بل يشجع عليه. ويعتبره سلوكا حضاريا. وتنظيما لأسرة القطط.

ويربح الأطباء البيطريون من ظاهرة تربية القطط في المغرب.

حيث تحتاج لتعقيم قطتك إلى موعد.

وتحتاج القطة الأنثى إلى سرير وإلى قضاء وقت في المصحة. لأن عملية تعقيمها دقيقة.

ما يعني أن تكاليفها أكثر.

وفي وقت يعاني فيه كل العالم من التضخم ومن غلاء الأسعار ومن الحرب الروسية الأوكرانية يتبنى المغاربة القطط في الأحياء الشعبية.

وينفقون عليها ويطعمونها ويشترون لها الرمل.

كأنهم ليسوا من هذا العالم.

وكأنهم في بحبوحة من العيش.

ولأن الطلب على طعامها كبير فقد أصبح يباع مع الزريعة واللوز والحمص.

وفي الهري.

وبالتقسيط.

ومن ليس له قط فله كلب هاسكي مقتلع من بيئته الباردة.

ومن ثلجه. ليجد نفسه في السوبير. وفي سيدي موسى.

لكن ما تفسير هذه الظاهرة.

وهل فقط من أجل هرير القط. ومن أجل شخيره.

ولأنه وديع.

أم لأن المغربي يرى الوقت في عينيه كما كتب شارل بودلير.

أم لأننا لم نعد نتحمل بعضنا البعض. ولذلك ندخل القطط إلى بيوتنا. كي يكون طرف ثالث. وكي نتجنب الحرب. وكي نتجنب نفور وحذر الإنسان من الإنسان.

أم لمقاومة العزلة. والفراغ.

أم لأن لا شيء يقع. ولا جديد في الأفق. والحل هو أن نربت على القطط. وننشغل بها.

بينما لم ينتبه أحد إلى هذا التحول

ولم يدرسه أحد.

ولم يحذر منه أحد.

ولم يناقش هذا الموضوع الفلاسفة ولا الأدباء ولا علماء الاجتماع.

حيث في كل حي. وفي كل مدينة. وفي كل بيت. وفي كل شقة. تموء القطط. و تلعب بأذيالها. وتتكاثر. وتتودد إلى أصحابها. وتتمسح بهم. والمغربي يطعمها. وينفق عليها. ويربت عليها.

وهي الآن كثيرة.

ولا تشبع. وتتغنج. ولا تقبل أي أكل. وتتربص. و تتظاهر بالبراءة. إلى أن يقع الاستبدال الكبير.

نفسه الاستبدال الذي تحدث عنه رونو كامي في سياق عنصري مختلف.

و إلى أن تعوضنا هذه الحيوانات التي تبدو للوهلة الأولى أليفة. ومسالمة.

بينما من المحتمل جدا أن تكون نهايتنا على يديها.

وليس بريئا أن تنتشر في الأحياء الشعبية

وفي حي الرحمة. وفي سيدي موسى. وفي سعيد حجي. وفي حي كريمة.

لأن من يخترق هذه الأماكن

ومن يستميل قلوب سكانها. يسهل عليه بعد ذلك احتلال كل المغرب.

وقد حذرتكم.

وقد صرخت عاليا في موقع كود

لكن يبدو أن لا أحد يسمع

ولا أحد يثير استغرابه وجود الكروكيت إلى جانب علب التونة عند بقال الحي.

يباع مع الحليب ومع الخبز ومع كل ما يحتاج الإنسان في حياته اليومية.

لا أحد يدور في رأسه أن المغربي صار يشتري التراب للقطط بالثمن الخيالي.

وهو راض. وسعيد.

لا أحد يتساءل إن كان كل هذا بريئا

أم أنه مقدمة لشيء لا أحد يعرف ما هو.

شيء يلمع في عيون كل هذه القطط.

قد يكون الوقت

وقد يكون الساعة التي تحدث عنها شارل بودلير

وقد حانت.

موضوعات أخرى

26/04/2024 13:00

الزوات على قضية بركان والكابرانات: لا خوف على الفريق المغربي راه الطاس والفيفا ما كيعترفوش بقانون الغابة

26/04/2024 12:33

“كود” تلاقات البگرة اللي ربحات لقب اكبر حلابة. كتعطي 60 ايطرو فالنهار واللي جات الثانية. بجوج ما عندهم سمية وحدة رودانية ولخرى حمداوية 

26/04/2024 12:16

تعليمات خاصة من الكاف لمراقبة الصغيرة والكبيرة فديبلاصمون اتحاد العاصمة للمغرب تفاديا لتزوير الحقائق وكذوب الكابرانات

26/04/2024 12:02

بعد حوار أخنوش للي أكد فيه بلي مكايناش سنة بيضاء.. طلبة الطب: أجلنا المسيرة الوطنية ومستعدين للحوار

26/04/2024 11:55

نسبة انتشار التدخين بين التلاميذ اللي عمرهم بين 13 و15 عام وصلات لـ6 % وبنموسى: الظاهرة من الأسباب المباشرة ديال ضعف التحصيل الدراسي

26/04/2024 11:43

واحد من صناع حكام الجزائر.. الجنرال توفيق مدين فـ”فيديو نادر” ف1975: خاص نضعفو المغرب سياسيا واقتصاديا وندمرو الاستقرار ديالو وأو حاجة نديرو نطردو 40 ألف مغربي

26/04/2024 11:30

فضايح جديدة فالبرنامج الاجتماعي “أوراش” وصلات للنيابة العامة ففاس: تلاعبات وتزوير وصنع وثيقة تتضمن وقائع غير صحيحة