حميد زيد – كود //
يقول العدميون إنه غير موجود.
حميد زيد – كود //
يقول العدميون إنه غير موجود.
يقولون إنه كذبة.
يقولون إنهم يتحدون وزير الفلاحة. ومستعدون أن يدفعوا له ألف درهم. كي يوفره لهم.
وبعضهم مستعد أن يدفع أكثر لمحمد صديقي.
وللحكومة.
ويقولون لها أرنا واحدا فقط ولن نعارضك بعد اليوم.
يقولون له أظهر لنا خروفك
ضعه في السوق. وسنؤمن بتصريحك.
لكن ماذا فعلتم أيها العدميون من أجل الحصول عليه.
وهل بحثتم عنه.
وهل بذلتم مجهودا يستحقه العثور على هذا الثمن.
وهل خرجتم. و تجولتم. و سألتم عنه.
هل سافرتم. وهل حفرتم. وهل نظرتم بعيدا.
هل راجعتم أنفسكم.
وهل فكرتم في الأمر جيدا.
وهل حللتموه.
وهل انتبهتم إلى الحكمة الكامنة خلفه.
وهل تنتظرون من الحكومة أن تطرق أبوابكم وتحمله إليكم.
وهل تنتظرون أن يحمله إليكم الملائكة.
قوموا
قوموا أيها المشككون. وأيها العدميون. وابحثوا عنه.
إنه في مكان ما ينتظركم.
وأنا متأكد أنكم لم تبحثوا عن هذا الحولي في أي مكان.
وحين لا تبحث عن شيء فإنك لن تعثر عليه.
ولن يأتي من تلقاء نفسه ويقول لك ها أنذا.
أنا هو.
أنا هو الخروف الذي يباع بـ800 درهم.
فخذني.
ولا تقلْ لي إنك بحثت عن هذا الخروف النادر في الأسواق. والكَراجات. و الكوريات.
لا أيها العدمي المغفل.
بل إنه في اللامكان.
وفي غير المتوقع . وفي الأحلام. وفي الخيال. وفي الجزر البعيدة.
وفي السماء.
وفي الأساطير.
وفي العوالم الموازية.
وفي أسواق الروح. وفي الكتب. وفي الصلاة. وفي التعويذة. وفي الأسرار. وفي الجبل. وفي معبد الناسك. وفي الما بعد. وليس هنا.
وفي قلب الصوفي.
هناك. هناك. يمكنكم أن تعثروا عليه.
لذلك وحين لا تؤمن بشيء فإنك لن تجده.
ولا فرق في ذلك بين الخروف. والبقرة. والجزيئات الصغيرة. وبين المعتقدات.
إنها موجودة في عقل العالم. و في قلب المؤمن. ولا يصل إليها العوام إلا بصعوبة.
وبالمقابل لا وجود لها في قلب من لا يؤمن بها.
لذلك ستكفر بهذا الخروف. وتنفي وجوده. وتكذب وزير الفلاحة.
وتقضي ما تبقى لك من عمر بلا إيمان.
مكذبا كل ما لا تراه.
بينما هناك أشياء كثيرة موجودة ولا ترى بالعين المجردة.
ولا يمكن تصديقها.
بل إن ما نراه هو جزء ضئيل من هذا العالم.
وما لا يُرى هو الذي يشكل الجزء الأكبر في الكون.
وخروف 800 درهم ضمن ما لا يُرى.
لكنه متوفر وموجود بوفرة
ويمكنكم الحصول عليه بالإيمان به.
وبتصديق وزير الفلاحة. لأنه مسؤول. ويعرف القطاع أفضل منا.
أما حين تفكر فقط في قيمته المادية فإن الخروف سيبتعد عنك.
و سينفر منك.
وسيتخذ موقفا منك لأنك لا ترغب فيه لأنه خروف.
بل تبحث عنه وتسأل عنه في كل مكان لأنه رخيص.
ولأنك قادر عليه.