الرئيسية > آراء > هل هذه بطولة تستحق كل هذا الشغب أيها الجمهور المغربي ! كل مرة أتفرج فيها في مباراة من مبارياتها يغالبني نوم شديد
17/05/2022 17:00 آراء

هل هذه بطولة تستحق كل هذا الشغب أيها الجمهور المغربي ! كل مرة أتفرج فيها في مباراة من مبارياتها يغالبني نوم شديد

هل هذه بطولة تستحق كل هذا الشغب أيها الجمهور المغربي ! كل مرة أتفرج فيها في مباراة من مبارياتها يغالبني نوم شديد

حميد زيد – كود//

صراحة أنا لا أفهمك أيها الجمهور المغربي. وأريد أن أسألك سؤالا واحدا. واحدا لا غير.

هل تستحق المباريات التي تتفرج فيها في بطولتنا الوطنية لكرة القدم كل هذا الشغب. وهذا العنف. وهذا التكسير للسيارات. وهذا التخريب. وهذا الرعب. وهذا الموت.

قل لي أيها الجمهور المغربي.

قل لي. صراحة. ألا تبالغ.

و هل في الماتشات التي تذهب إلى الملعب لتتفرج فيها. وتشجع فريقك المفضل. ما يستوجب منك كل هذا الغضب. وهذه الحدة. وهذه المغامرة بالحياة.

وهذا الاستعداد لقضاء أجمل فترة في حياتك داخل زنزانة.

هل تستحق هذه الماتشات المملة دمعة من الوالدة.

هل تستحق وقفة للأم في المحكمة.

هل تستحق أن يموت شاب مغربي من أجل كل هذا الملل الكروي.

قل لي أيها الجمهور المغربي. لأني لا أستوعب ما تفعلونه.

لا أستوعب عنفكم هذا.

إذ أنني وفي كل مرة أفكر فيها في التفرج في مباراة من هذا البطولة. يغالبني نوم شديد.

كما أشعر بغياب تام للحماس. و بضجر لا يمكن وصفه.

وبندم.

وبرغبة في اللا تشجيع.

و حين أستيقظ أجد المقابلة قد انتهت.

وحين أقاوم النوم. وأقول إنها بطولتنا الوطنية. وعلي أن أشجعها. أجِدُني في فيلم. أو في أغنية. أو في مباراة أخرى بعيدة عن المغرب.

ولذلك أستغرب لتصرفاتك أيها الجمهور المغربي لأني أراها غير مفهومة. وغير مبررة.

كأن ما تفرجت فيه ليس هو ما تفرجنا فيه نحن.

وجعلنا ننطوي على أنفسنا. ونفقد الشهية. ونفقد أي رغبة في التشجيع. وفي المتابعة.

ولا أعرف ما الذي يوتركم أيها المشجعون. وما الذي يغضبكم. وما الذي يجعلكم تتصرفون بكل هذا العنف.

بينما معظم ما تشجعونه لا متعة فيه. ولا إثارة. ولا فرجة. ولا علاقة له بكرة القدم. كما قال مدرب منتخبنا الوطني.

وبدل أن تشخروا. وبدل أن تناموا. وبدل أن تهاجروا إلى بطولات أخرى مثيرة. وحماسية. وممتعة. تمارسون الشغب. دون أي سبب مقنع.

وأي شخص غريب. ولا يعرف ماذا يقع في بطولتنا الوطنية. وإذا حدث وصادف كل شغبكم هذا. فإنه سيظنها البطولة الأكثر إثارة في العالم. والفرجة التي توفرها لا توجد في أي بطولة أخرى.

والحال أنها ليست كذلك.

بل إنها على العكس من ذلك تجعل من يحضر لمقابلة من مقابلاتها حزينا. ومحبطا. و خائر القوى. ومهزوما. ونادما.

ولا قدرة له على الحديث. ولا على الحركة. فما بالك بممارسة الشغب.

وأستغرب كيف تشجعون فرقكم.

أستغرب كيف ترفعون الشعارات. وتصنعون كل هذا الجمال. وهذه التيفوات في المدرجات.

وقد تُعلِّمُ بطولتنا الوطنية الصبر على البلاء. وعلى الشدائد.

وقد تعلم الجمهور القناعة. والاكتفاء.

وقد يكون لها دور في المساعدة على النوم.

وقد تكون علاجا فعالا للاندفاع.

و للأرق الحاد.

لكن من المستحيل أن تثير كل هذا الغضب وكل هذا العنف.

إلا إذا كنتم تتفرجون في كرة قدم أخرى

لا نشاهدها نحن.

وقد تكون هناك دوافع أخرى لما ترتكبونه من عنف ومن شغب. لكني أجزم أن لا علاقة لكرة القدم بالأمر.

لأنها غائبة في بطولتنا.

وأرى أنها بريئة ولا دخل لها في كل ما يقع.

فلو كانت مثل هذه المباريات تجرى في بلاد أخرى لدخل كل الجمهور في سبات عميق.

و لنعس في المدرجات. ولما حرك ساكنا. و لتاب. ولما فكر مرة أخرى في العودة إلى نفس الملعب.

و لانتقل إلى تشجيع رياضة أخرى.

والمثير للاستغراب. أنكم تسافرون. وتقطعون مئات الكيلومترات. وتذهبون إلى خريبكة. وأكادير. للتمتع بمشاهدة ساعات من الملل.

وأتساءل أين الشغف.

أين الفرجة.

قل لي أيها الجمهور المغربي أين الشغف وأين الفرجة.

وبدل أن تنام في الملعب.

وبدل أن تكفر بالبطولة الوطنية

تخرب

وتكسر

وتتهم الحكم والجامعة

كما لو أن ما كنت تتفرج فيه هو كرة قدم.

وصراحة أنا لا أفهمك أيها المشجع المغربي.

لأني لا أرى شيئا يحدث في كرة القدم المغربية

ولا أرى لعبا

ولا أرى تنافسا في بطولة لا يرغب أحد في الفوز بها.

كما حدث في السنة الماضية حين ظلت فرق المقدمة تخسر وتقدم الهدايا لبعضها إلى آخر دورة.

ولا أحد يقبل الفوز باللقب.

فلمَ كل هذا الشعب

لمَ كل هذا التخريب.

قل لي

قل لي أيها الجمهور

هل تستحق بطولة كهذه كل هذا العنف.

وهل من المعقول أن تغامر بحريتك وبحياتك وحياة غيرك.

وتغضب

وتفقد قدرتك على التحكم في أعصابك

والحال أننا نتوفر على واحدة من أهدأ البطولات في العالم.

وكل دورة فيها

هي بمثابة دعوة إلى النوم. وإلى اللامبالاة. وإلى الحديث عن مواضيع أخرى لا علاقة لها بكرة القدم.

وكل مباراة فيها

هي بمثابة حصة علاجية ضد الحماس الزائد. وضد الغضب. وضد التخريب.

فقل لي

قل لي أيها الجمهور المغربي ما سبب كل هذا العنف.

بينما لا شيء يحدث في الملاعب يستدعي ذلك.

قل لي صراحة

ألا يجلب ما تتفرج فيه وما تشجعه النعاس.

قل لي أيها الجمهور المغربي

أليس من الجنون أن يذهب شاب ضحية تشجيع وشغب في بطولة كهذه.

قل لي

أ يستحق لعب كهذا موت مشجع آخر منكم.

أ يستحق كل هذا الحزن وكل هذا الألم.

قل لي.

قل لي أيها الجمهور المغربي الذي يشجع فرق البطولة الوطنية لكرة القدم.

موضوعات أخرى

27/04/2024 01:00

ممثل تركي مشهور شرا مدرسة وريبها.. نتاقم من المعلمين لي كانو كيضربوه ملي كان صغير

26/04/2024 22:41

الركراكي: هاد الساعة مركز مع المنتخب وباغي ندرب فأوروبا وإذا ما كتابش غانمشي للسعودية

26/04/2024 22:24

تفاصيل حصرية على القرارات التأديبية اللي صدرات فحق مدير ثانوية “التقدم” فمولاي يعقوب اللي حصل كيتحرش بتلميذة