حميد زيد – كود//
أي سنة هذه.
حميد زيد – كود//
أي سنة هذه.
أي سنة هذه في التقويم السياسي المغربي.
وقد يظن البعض أنها سنة 2018.
لا. ليس صحيحا.
بل نحن الآن نعيش في عام 1998.
وهذه الحكومة الموجودة الآن. ليست حكومة العدالة والتنمية. ورئيس الحكومة هذا ليس سعد الدين العثماني. بل عبد الرحمن اليوسفي.
نحن اليوم في الماضي.
نحن اليوم قبل عشرين سنة خلت.
والذين لم يستوعبوا الأمر. تبدو لهم التعيينات الجديدة في عدد من مؤسسات الدولة الرسمية غريبة.
وتبدو لهم أنها أقصت الحزب الأول في المغرب.
ويبدو لهم اليسار والاتحاديون في كل مكان. وفي كل المؤسسات.
لكن الدولة المغربية لا تلعب.
الدولة لها حسابها الخاص للزمن. ولها روزنامتها الخاصة.
الدولة تعين بأثر رجعي.
وتأخذ مسافة. وحين تكون الأول. تكون حذرة منك.
وهذا تقريبا ما فعلته مع الاتحادي الاشتراكي قبل عشرين خلت.
بل أكثر.
وجاء غيره. ودخل الاستقلاليون على الخط.
ولذلك لا تحزن يا حزب العدالة والتنمية.
وما عليك إلا أن تنتظر. وسوف يحين دورك. وسوف تلتفت الدولة إلى كفاءاتك.
بعد عشرين سنة أخرى من الآن.
وفي عام 2038 سوف يحتج حزب آخر عليكم.
وسوف تستغرب الصحافة. من تواجدكم في كل المؤسسات.
وما عليك إلا أن تستعد.
وأن تضمحل كما فعل الاتحاد الاشتراكي.
وأن تتقلص.
وأن يعتزل مناضلوك العمل السياسي. وأن تنهزم.
وفي الوقت المناسب سيعينونكم.
لكن ليس الآن.
في المستقبل. ومن حيث لا ينتظر أحد. ستظهرون.
فالدولة ليست في عجلة من أمرها. على عكس الأحزاب. ولا تريد أن تقطف كل الثمار من الشجرة.
بل تتركك حتى تنصج. وتجربك. وتتذوقك. وبعد ذلك تكافئك.
لكن يبدو أن حزب العدالة والتنمية لا رغبة له في فهم الزمن السياسي المغربي.
ويريد أن يأخذ كل شيء دفعة واحدة. ومستعجل.
ويأخذ الجماعات. والوزارات. وكل المدن. ولا يشبع.
وحتى هذا النز القليل يريدونه. وحتى الفتات. وحتى ما تبقى.
ولا يقنعون.