حميد زيد – كود//
لا تكن على نياتك.
حميد زيد – كود//
لا تكن على نياتك.
لا تكن صادقا وأنت تتحدث.
لا تكن مؤمنا بكل كلمة تقولها.
لا تكن صريحا ولا شجاعا.
لا تكن ذا أخلاق عالية.
لا تكن طيبا.
لا تكن ساذجا وأنت تمارس السياسة.
لا تكن مغفلا.
فهذا خطأ سياسي لا يغتفر منك اليوم.
هذه هي سقطتك الكبرى.
هذا هو ما جر عليك كل هذا الهجوم الكاسح.
ومهما كنت صادقا وطيبا فسيشوهونك.
وكي يحبوك فانسحب.
وكي يصفقوا لك فاخسر في الانتخابات.
ولا تنجح.
والأفضل في الوقت الحالي أن تكذب على المغاربة.
جرب ذلك.
جرب كم ستنجح في الفيسبوك.
دغدغهم. قل لهم ما يحبون سماعه.
نافقهم.
اعزف لهم الألحان التي يحبون.
غن. غن لهم الأغاني التي تطربهم.
رقصهم.
كن كذابا. كن منافقا. كن معولا على غيرك. كن بلا ضمير.
ولن يهتم بك أحد.
ولن يحضر أحد آلة حاسبة ويحسب الأموال التي تحصل عليها.
وتأكد أن الأخلاق منعدمة في السياسة.
وتأكد أن الكل ضدك.
وتأكد أن الحقيقة والأخلاق والصدق عيب في رجل السياسة في الوقت الحالي.
وهذا عائق أمام نجاحه اليوم.
وهذا ما يجعله مرفوضا.
وهذا يحول دون أن تتعزز شعبيته ويحبه الناس ويقدرون ما يقوم به.
وهذا يورط رجل السياسة.
وهذا يجعله عرضة للهزء.
وهذا ما جعل شعبا إلكترونيا عن بكرة أبيه يهاجمك ويقود حملة ضدك.
وهذا ما يعرضك للسحل في ساحات المواقع الاجتماعية.
ولكي تنجح فكن مثل غيرك.
كن مبدعا في الاحتيال.
واسخر في سرك من المغاربة. واخدعهم. واكذب عليهم.
وكي تنجح فكن فاسدا.
كن على الأقل مطبعا مع الفساد.
كن مع كل شيء.
كن مع كل الأحزاب إلا العدالة والتنمية.
كن رافضا له.
كن ضد مشروع الإخوان المسلمين.
كن مع إسقاط الطائرات.
كن مع مواجهته بالحيل والألاعيب ونصب الفخاخ الانتخابية.
كن مع الغش.
أما إذا هاجمك البعض.
أما إذا ترك الأساتذة الجامعيون عملهم وتخصصوا فيك.
فلا تواجهم بحقيقتهم.
وبالدور القذر الذي يقومون به.
وبالوظيفة التي يؤدونها.
لا تقل شيئا. ولا تدافع عن المؤسسات. ولا تدافع عن نفسك.
واستسلم لهم.
ولا تعبر عن قناعاتك. ولا تعبر عما تؤمن به.
وجاملهم.
فكم مر من نصاب في السياسة ولم يتعرض لما تعرضت له.
وكم من شخص بنى ثروة كبيرة بالسياسة وهو الآن يتمتع بها ولا أحد اعترض عليه.
ولا أحد سأل من أين له هذا.
وكم من زعيم اغتنى من التزكيات ولا يراه المؤثرون.
فكن مثلهم.
كن مثلهم يا إدريس الأزمي.
واعتذر لمن ذكرتهم بالاسم.
واسمع نصائحي وطبقها قدر المستطاع.
فالفساد اليوم في رواتب البرلمانيين لوحدها.
والريع في معاشاتهم التي لم تعد موجودة.
وفي التعويضات التي يحصل عليها الجميع.
بينما لا يتم التركيز إلا على حزبكم.
وعلى نوابكم
والفساد اليوم في رواتب الوزراء الذين يطلب منهم “الشعب” أن يتخلوا عنها.
وفي كلمة بيليكي.
هذه الكلمة التي تستحق الإعدام.
والتي لم يجدوا غيرها كي يتهموك بها.
بينما غرضهم هو حزب العدالة والتنمية.
ويلومونكم لأنهم كثر.
ولأنكم تنجحون. ولأن المغاربة يصوتون لكم.
هذه هي جريمتكم.
ويسعون بكل الوسائل كي تفشلوا.
وكي تتراجعوا.
وكم كنتَ مغفلا يوم أمس.
وكم كنت صريحا.
ولذلك تعرضت لكل هذه السخرية ولكل هذه الحملة.
ولذلك حاكموك.
فلا ترتكب مرة أخرى نفس الخطأ.
ولا تمنحنا مثل هذه الفرصة.
فنحن لا حيلة لنا
ولا قواعد لنا. ولا جمهور.
وفارغون فكريا وإيديولوجيا
ولا قدرة لنا على هزمكم
ولا دليل لنا على فسادكم
فنتشبث بأي شيء
فلا تكن من العدالة والتنمية
اخرج منه
كن مع القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين
وسنوقرك
وسنكف عن هذه الحملة ضدك.
وأتمنى أن تفهمني
وأتمنى أن تحسبها جيدا في المرة القادمة.
واكذب