هشام نوستيك-كود//
ما تيّْقتش الثمن شحال رخيص، واو ما يمكنش، مشيت تانجري للتليفون اتصلت، جاوبني راجل، ألو ألو
- لقيت “لانونص” ديالكم ديال بيت للكراء وبغيت نعرف واش مازال كاين؟
- نعم مازال كاين، واش نتا طالب جامعي؟
- إيه أنا طالب. واش نقدر نجي نشوف البيت
- طبعا، أنا هنا تا للخمسة. يلا قدرتي تجي قبل الخمسة نوريك البيت
- شكرا أنا غا نجي دابا
بديت تاننهج بالفرحة، أخيرا غا نتهنى من المعيشة الضَّنكة فدار عبد السلام ياسين! مشيت تانجري هزيت حوايجي، شديت الميترو، درت “الوالكمان” فودني، وبديت تانْتمْزّْك لأناشيد براعم الهدى.
الجامعة المسيحية جات فمنطقة زاز لوز، بحال أي حاجة مسيحية أو يهودية فأوروبا، تا من المقابر ديالهم تاتكون تاتفرح، تاتفتح ليك الشهية تموت، غير باش تتدفن تما مع الأزهار وزقزقة العصافير. فرق كبير بينهم وبين مقابر أمة لا إله إلا الله، خاصة فالدول المنكوبة بحال المغرب. الجّْنون تايخافو يمشيو للروضة عندنا.
سولت على السيد للي هدرت معاه، طلع هو المدير ديال الجامعة. دخلت للمكتب ديالو، رحب بيا ترحيب كبير، باينة عليه لامسو الروح القُدُس. سولني على حالي وأحوالي، شرحت ليه الفيلم، قال ليا الحي الجامعي جزء من الجامعة، والطلبة للي ساكنين هنا كلهم مْقْيّْدين فالجامعة. هذا شرط ضروري، يلا بغيت نسكن فالحي، خصني نتسجل فالجامعة المسيحية. سولتو واش هانية نكون مسجل فجوج جامعات؟ قال ليا مسموح، قلت ليه سجلني. أنا آش خاسر، الجامعة تقريبا فابور.
دَّاني يورِّيني البيت، داكشي زاز، غير النقا والجمال والديكورات، يديرو ليك زعزعة عقيدة مسلم. ورَّاني جميع المرافق، الكوزينة، الدوش، غُرَف الفرفَشَة والاجتماعات، المكتبة، الجردة. وصّْلني لبيتي كلشي مْتوّْل ومفرّْش، الناموسية، المكتب، الماريو، وزيدك لاڤابو نعاماس. غير للي ما بغاش يقرا. عطاني ورقة العقد، قال ليا عمّْرها وجيبها معاك مين تجيب حوايجك. ضحكني مسكين، وا دااابا! أشمن تا نجي من بعد؟ عمّْرت داكشي بيه فيه، عطاني الساروت، دخلت سدِّيت عليا و تلاحيت فالناموسية. حسيت بواحد الراحة نفسية أول مرة نحسها. أول مرة غا نكون بوحدي، من نهار خلاقيت فهاد العالم، بعيد على البشر ومشاكلهم. كون كنت عارف ديك اللحظة كلام المسيح: “تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم” كون واقيلا لمسني ولا هْرّْني الروح القدس فشي بلاصة. فعلا حسيت أنني حيدت قنطار من على كتافي. بقيت متكي لعشية كاملة، تا دخل الليل هاد نضت نصلي، بلا قبلة، شكرت الله على “بعد العسر يسرا”.
قبل ما ننعس ديك الليلة، فيقني التفكير من غيبوبة النعيم للي لقيت، هاني سكنت، والفلوس للي كانت عندي فالبنك غا تمشي فالكرا، يلا ما كليتش مول لكرا، شنو غا ناكل؟ بْرّْدْت على راسي بالآيات والأدعية وسْهْطْت.
العدليين ما عاودوش شافو كمَّارتي من داك النهار وموحالش ڭاع واش سوّْلو فيا. الله يسهل عليهم وعلى جميع المسلمين، غير يبقاو بعاد مني هذاك هو لْفْضْل.
