حميد زيد – كود//
ما الحل. ما الحل في هذه الحالة.
ما الحل ونبيلة منيب “ترفض المشاركة في حكومة لا تحكم”.
ما الحل وهي وفيدرالية يسارها لا يملكان إلا مقعدين في البرلمان.
ما الحل. وسواء كانت لنا حكومة تحكم أو لا تحكم.
فإن الحكومة وبحكم نتائج الانتخابات.
وبحكم الديمقراطية لن تكون فيها نبيلة منيب. ولا حزبها.
لكن الأيقونة تتحدث دائما وكأنها تعيش في مغرب مواز.
وكأنها مرشحة لتكتسح الانتخابات.
وكأنها تتنافس مع العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والبام وحزب الاستقلال.
وكأنها واثقة من أنها ستحتل المرتبة الأولى أو الثانية.
وترفض أن تشارك.
وتعلنها مدوية من الآن.
مع أن النتيجة معروفة. ولا أحد يفكر في حزب الأيقونة. ولا أحد يضعه في الحسابات.
وحتى الهالة الافتراضية التي كانت لنبيلة منيب فقد فقدتها مع توالي تصريحاتها.
وحتى المتعاطفون معها في الفيسبوك اكتشفوا كم كانوا مغفلين.
ولا يمر يوم إلا وتصدم من كان يعول عليها.
ولا يمر يوم إلا وتؤكد فيه أن لا أمل في هذا النوع من اليسار.
والمشكلة أن الخطاب الشعبوي لا يناسبها.
فتبدو متكلفة. ومتصنعة. وتظهر غير مؤمنة بما تقول. كما حدث لها في قضية اللغة.
وكما يحدث لها في كل القضايا.
وفي وقت يربح فيه الشعبويون من شعبويتهم تخسر نبيلة منيب. ويخيب الظن فيها.
وما يميزها أنها لا تقبل أنصاف الحلول.
ولن تشارك بالقطع.
ولن تشارك تعني أنها لن تشارك في حكومة لا تحكم.
وما يميزها أنها لا ترى حجمها في المرآة.
ولا ترى أنها غير معنية.
وأنها صغيرة جدا.
وفي الوقت الذي كان عليها أن تستغل الفراغ. وحاجتنا كمغاربة إلى حزب يساري محترم. ومستقل. ويجمع حوله هذه الأقلية الهائلة.
فإنها وبإصرار عجيب. وبنضال مستميت. تنفر أشد المتفائلين. وتفقدهم الأمل.
وربما لنبيلة معطيات نجهلها.
وربما واثقة من أنها ستضاعف نتائج الانتخابات السابقة. وأنه سيصبح لفيدرالية اليسار أربعة مقاعد.
ولذلك صرحت بأن اليسار. يسارها. قادر على حصد ثلاثة ملايين صوت.
بل إنها متأكدة.
ولا ذرة شك لديها بأن نصف المصوتين المغاربة سيختارون رمز الرسالة.
وحين سيقع ذلك
وهو واقع لا محالة. في عالم آخر. غير هذا العالم. وفي مغرب خيالي. غير هذا المغرب.
فإن نبيلة منيب لن تشارك.
لن. لن. لن. لن. لن. تشارك.
ولن تقبل أن تعين رئيسة حكومة لا تحكم.
ومع ذلك
فهناك من مازال يستمع إليها
ومن يلقبها بالأيقونة
ومن يعتقد أنها جادة في كلامها ولا تمزح.
وينتظر تلك اللحظة التي سيصوت فيها ثلاثة ملايين مغربي لصالح نبيلة منيب.
ومع ذلك
هناك من لا يزال يؤمن بالمعجزات.
