سهام البارودي كود ///
لا ماتجيوش عندي تشوفوني أنا محتاج نتصنط لعظامي” الجملة لي ماكايقدروش يقولوها بزاف ديال مرضى السرطان للناس و لي الناس ماكايفهموهاش
فحوار مع واحد الطبيبة اختصاصية فالسرطان ! قالت ليا بلي من الحوايج لي كايتشكاو منهم المرضى لي كاتلاقا بيهم بالاضافة للعيا ديال المرض و التعب ديال سير واجي للكلينيك و الطبيب و الشيميو هوا ماكايقدروش يقولو للناس لي دايرين بيهم و عائلاتهم ” لا” ! لدرجة انه السونطر لي خدامة فيه هاد السيدة نظم دورة تكوينية و جاب بسيكولوغ و كوتش باش يعلم المرضى كيفاش يقولو ” لا” ! ايه آ سيموحمد هاد كلمة ” لا” لي كاتبان صغيرة كاتشكل مشكل كبير لبزاف ديال المرضى بالسرطان.
غاتسولوني علاش مريض بالسرطان محتاج يقول “لا “؟ و لمن غادي يقولها ؟ و علاش غادي يقولها !؟
هانا غانجاوبكم !
أولا انا كانظن بلي هاد مشكل “لا” عندنا جماعي و ماكايخصش غير مرضى السرطان ! حنا ثقافيا شعب ماعندوش مع الأجوبة الواضحة، فاش كاتكون صغير شكون هوما هاد الواليدين لي كايعلمو لولادهم يقولو لا ؟ و لي كايفرحو فاش كايسمعو ولادهم كايقولو ” لا “؟ تقريبا قلال بزاف الى منعدمين ! كلشي كايبغي الطفل المطيع ! لدرجة ماكرهوكش تبقا تقول غا ” ايه آ ماما” ” ايه آ بابا” و بزاف عندهم خلط كبير بين تربية طفل و دريساج ديال بيتبول، و للاسف من هنا كايبدا الخلل، و حتى فعلاقتنا مع بعضنا كاتلقا شبه غياب لكلمة “لا” من القاموس اليومي، كاتگول لباك شري ليا بشكليطة فعاشورة كايقولك ” وا نشاعالله” عوض يقولك ” لا آ ولدي ماغانشريهاش ليك حيت ماعنديش باش بلا ماتبات تحلم بيها” ! كاتسول صاحبتك ” واش غانشوفك غدا ؟” كاتقولك نشاعالله عوض تقوليك ” لا ماغاتشوفنيش ! مشغولة انا غدا ” كاتسول لي خدام عندك ” واش يمكن ليك تدير هاد الخدمة؟” كايقوليك ” واخا” و ماكايديرهاش و لا كايديرها ناقصة حيت ماقدرش يقوليك من الديبار لا ماغانديرهاش ماتعولش عليا ! بنادم عندو مشكل مع الأجوبة القطعية ! ديما مترددين و ديما خايفين و ديما حشمانين من الوضوح و كانفضلو نتخباو وسط أجوبة فضفاضة ووسط الله و المشيئة الالاهية عوض نعبرو على افكارنا بوضوح ايه ايه لا لا و لي ماعجبو الحال ينطح راسو مع الحيط.
و لكن فاش كاتمرض بالسرطان فهنا كاتزاد المعاناة ديالك لاكنتي ماكاتقدرش تقول ” لا” بشكل واضح.
لي ماكايفهموهش بزاف ديال الناس أنه السرطان واحد المرض لي كايستهلك من وقت مولاه و من طاقتو ! خصوصا لاكان كايدير ” الشيميو” و ما ادراك ما ” الشيميو” و الحصص ديالها و الالم ديالها و التعب لي كايجي موراها، و هنا فين كايكون المريض بالسرطان محتاج يقول ” لا ” لبزاف ديال الحوايج !” لا” لهادوك الناس لي كايجيو يزوروه و كايجلسو عندو بالساعة و بالساعتاين فالصالون مجبدين رجليهم و كايساينو من المريض و عائلة المريض يعمرو ليهم آتاي و يحطو ليهم المسمن و يوجدو ليهم الطابلة د كاسكروط حيت جاو يشوفو المريض ! ” لا” للزوج و لا الابن لي موالف يلقى قاميجتو محددة و غداه واجد و الصاك ديال الحمام مجموع و ماسوقوش فديك المرا واش فيها السرطان و عندها طريطمو متبعاه… لا لدوك الناس من العائلة لي عيطو ليه فالتيليفون و قالو ليه بلي شدو الكار و جايين عندو للدار واحد خمسطاشريوم باش يونسوه حيت مريض و يعاونو عائلتو… ايه هادشي كلو كايكون فإطار الاهتمام بالمريض و الصواب و الآداب و التقاليد ! و لكن مناقص من هاد الصواب و الآداب و الزيارات لي غادي يكرفصو المريض و عائلتو و يديرونجيوهم ! فعصر السمارتفون و الواتساب و الفاسيبوك … يمكن ليك تتصال بالمريض صوت و صورة خمسة دقايق وتطمأن عليه خصوصا لاماكنتيش مع عائلتو المقربة.
حيت كولا مريض و كيفاش كايتعايش مع العلاج ! كاين لي كايبغي يكون داير غا بوليداتو و أقرب المقربين ليه ! كاين لي كايبغي غير يتكى و يتصنط لعظامو ! كاينة لي ماكاتبغيش تستقبل الزيارات حيت نفسيا صعيب عليها تشوف نظرة الناس ليها مورا ما ضعافت بالشيميو و طاح ليها شعرها ! كولا واحد و كيفاش كايعيش نفسيا مع مرض السرطان و كلهم بدون استثناء من حقهم الراحة و التفهم ديال الناس لي معاهم!
السرطان هوا واحد النداء من الجسد للشخص ! كايقوليه تسوق ليا آ فلان ! راعي ليا ! تهلى فيا و عطيني وقت و داويني ! إذن من المفروض على المقربين من داك الشخص يعاونوه يلبي هاد النداء و يدوز رحلة العلاج فأحسن الأحوال الممكنة.
