حميد زيد – كود//
لم تكن كلمة صنديد هذه تستعمل في المغرب.
حميد زيد – كود//
لم تكن كلمة صنديد هذه تستعمل في المغرب.
وفي لحظة ما. قام شخص وأخرجها من المعجم القديم. ثم أطلقها في الشارع.
إلى أن أصبح عدد الصناديد كثيرا.
وفي كل مكان تجد صنديدا. وقد تفاجأت صراحت حين عثرت على أستاذة متعاقدة صنديدة في مقال نشره موقع كود.
وقد تبدو للبعض مجرد كلمة مثل كل الكلمات.
ومثل شجاع. ومثل شهم. ومثل جريء. ومثل بطل.
لكنها ليست كذلك بالمرة.
وأن يتم تأنيثها فهو حدث مهم وسيكون له ما بعده.
وأن يتكاثر الصناديد هو أمر مثير للريبة.
فماذا لو تزوج صنديد بصنديدة. وتوالدا. وأنجبا صناديد صغارا.
ولا شك أنهم سيكبرون.
وبعد سنوات سنحصل في المغرب على جيل كامل مصندد.
وعلى شباب صناديد يتشبثون باللقب ولا يفرطون فيه.
وعلى طبقة صنديدة مسيطرة مقابل طبقة أخرى رعديدة.
بينما الدولة لا تهتم بهذه الظاهرة. وتعتبرها مجرد كلمة مثل باقي الكلمات.
وما يميز الصناديد والصنديدات أنهم كائنات قادمة من الماضي وتعول كثيرا على الدولة.
وتريد من الدولة أن ترعاها. وأن تدمجها. وأن تضمن لها راتبا. في زمن لم يعد فيه ممكنا أن تحتضن الدولة كل صناديدها.
وكل من يرغب في امتياز يصبح صنديدا.
أما المناضل هكذا جافة. فلم تعد تكفي. ولا يستقيم النضال دون أن تكون صنديدا.
وغالبا أن المناضلين المغاربة الكبار يعانون اليوم. لأنهم محرومون من اللقب.
وكم ناضل المجازون في الماضي دون جدوى.
وكم أسسوا من جمعية. وكم وصفوا أنفسهم بالمعطلين. وكم اعتصموا. وكم كانوا يساريين. وثوارا.
لكن ما كان ينقصهم هي هذه الكلمة السحرية.
وبمجرد أن ظهرت. وانتشرت. وأصبحت رائجة. ويوظفها الجميع. حدث التحول.
وكثر الضغط على الحكومة. وصارت عاجزة. ويطوقها الصناديد من كل جانب.
فلا يمكن لأي حكومة أن تحاور صنديدا. وليس بمقدورها أن تقنعه. لأن الصنديد لا يقبل بأنصاف الحلول. ويصعد دائما.
وعادة ما يظهر صنديد واحد. ويكون نادرا. ويتفق أنصاره على أنه صنديد. لكننا اليوم أمام شعب من الصناديد.
وأمام نساء صنديدات.
يشفع لهم اللقب. ويخول لهم الحصول على كل ما يرغبون فيه.
وفي كل يوم يزداد عددهم ويتناسلون.
وقد رأيناهم يزحفون.
وينتشرون في شوارع العاصمة. قادمين من كل المدن. باحثين عن مكان ينامون فيه.
وقد يكون ترفا أن نتساءل هل الصنديد يمين.
وهل يسار.
والأكيد أن الصناديد لهم إيديولوجية جديدة. وهم أبناء مخلفات الربيع العربي.
وجيل فتح عينيه على لغة قناة الجزيرة.
وهم الآن يتقدمون ويزحفون.