حميد زيد – كود//
عندما سئل الموزع وكاتب الكلمات جلال الحمداوي عن اللغة التي كتب بها أغنية سعد لمجرد “بدك إيه”، أجاب إنها لهجة بيضاء.
حميد زيد – كود//
عندما سئل الموزع وكاتب الكلمات جلال الحمداوي عن اللغة التي كتب بها أغنية سعد لمجرد “بدك إيه”، أجاب إنها لهجة بيضاء.
لكن ما هي هذه اللهجة البيضاء حقيقة؟
إنها حسب المصرح به خليط بين الخليجي والمصري واللبناني مع بهارات مغربية.
وغالبا ما يقتصر الأمر على الخليجي فقط لتقريب الأغنية من الجمهور الخليجي. ومن السوق الخليجية.
وهذا ما تفعله الموجة الجديدة من المغنين الشباب المغاربة.
الذين يتشابهون في كل شيء. وفي تسريحة الشعر. وفي الهندام. وفي اللوك. ذكورا وإناثا.
ومعظمهم يلبس سراويل. وفساتين. ويضع مجوهرات. وجيل مرطبا. وينظر نظرات هي الأخرى بيضاء.
نظرات خليجية. لتقريب الذوق والعيون ولتفهمهما السوق الخليجية.
أما مكمن قوة جلال الحمداوي هذا. فهو أنه مقترف ألحان بيضاء أيضا.
فلا يكتفي بتقريب اللغة.
ولا يكتفي بتقريب الكلمات كي يفهمها كل العرب حسب ادعائه.
بل يقرب الألحان. ويخلجنها. ويجعلها بيضاء.
كما لو أنه يبيضها. كما لو أنه يزورها. ليبيعها في مكان آخر. ليرقص بها الخليجيون. ويغنوا.
بينما لم يعد الجمهور المغربي مهما.
ولم تعد لغتنا هي لغتنا. ولا الموسيقى المغربية مهمة.
ومع الوقت. ومع استمرار الظاهرة. صنعوا لنا جمهورا مغربيا أبيض هو الآخر.
ومن النجاح والانتشار الذي تلقاه هذه الأغاني. فقد صرنا شعبا أبيض. وذوقنا أبيض. وملابسنا بيضاء. وثقافتنا بيضاء. وهويتنا بيضاء. وحضارتنا بيضاء.
ونقول الأبيض الذي لا يعني إلا الخليج.
وأسوأ ما في هذه الظاهرة البيضاء هو ترطيب الشعر.
ليصير أبيض.
وترطيب البشرة. حتى تصبح بيضاء.
فنتغنج غنجا أبيضا.
وإذا تأملنا هذه اللهجة البيضاء. وفحصناها جيدا. واستمعنا إليها. وقلبناها. وعرفنا أهدافها.
فإننا سنكتشف أنها شيء آخر.
وأنها تتنكر فحسب. وتخفي هويتها.
وحقيقتها. وتعريفها المضبوط. أنها لهجة شرموطة.
وكل العرب يفهمون كلمة شرموطة هذه.
وهي أيضا بيضاء