الرئيسية > كود سبور > “الفرح ليس مهنتي”! أي ضحكة. أي ابتسامة. في المونديال. هي هدية منا للنظام المخزني الرجعي
30/11/2022 18:00 كود سبور

“الفرح ليس مهنتي”! أي ضحكة. أي ابتسامة. في المونديال. هي هدية منا للنظام المخزني الرجعي

“الفرح ليس مهنتي”! أي ضحكة. أي ابتسامة. في المونديال. هي هدية منا للنظام المخزني الرجعي

حميد زيد – كود//

علينا أن لا نفرح بفوز المنتخب المغربي.

علينا أن لا نغني.

ولا نصرخ. ولا نضحك. ولا نبتسم. ولا نصيح. ولا ننتشي.

فأي ضحكة من طرفنا هي بمثابة خدمة مجانية للمخزن.

أي ابتسامة هي في صالح هذه الدولة القمعية.

لذلك علينا أن نحبسها.

علينا أن نقمعها قبل أن تظهر.

علينا أن ندفعها إلى الداخل.

علينا أن ننسحب من هذه الشعور الجماعي بالانتماء الذي يسيطر على المغاربة.

فنحن نخبة.

نحن لا نسمح بأن يتم التلاعب بنا.

فأي شعور بالسعادة هو هدية من طرفنا للنظام.

ولذلك علينا أن نضبط أحاسيسنا وعواطفنا.

علينا أن نكون حذرين. كي لا تستعملنا السلطة. وكي لا توظفنا. في جعل المغاربة ينسون همومهم الحقيقية.

وينسون غلاء المعيشة. والتعثر الديمقراطي.

علينا أن نحافظ قدر المستطاع على حزننا. وأن نكفهر. وأن نندب. وأن نذرف الدموع.

ولا تغرنكم الأهداف المسجلة.

ولا التأهل.

ولا تكونوا مغفلين.

ولا تستلموا للعب الجميل. وللمتعة.

فالابتسامة. والضحكة. والعناق. والخروج إلى الشارع للتعبير عن الفرح. هو تأجيل لمطلب الملكية البرلمانية.

وللتغيير.

وأي انتصار هو مخطط له من فوزي القجع. والهدف غير رياضي بالمرة.

وذلك كي ننسى مشاكلنا الحقيقية في المغرب.

وكي لا نطالب أحدا بالرحيل.

وكي نتوقف عن الجأر بالشكوى.

لذلك أنا من جهتي عابس. والعبوس هو مهنتي.

وعلي أن أبقى كذلك.

علي أن أنغص الفرح.

أنا مقطب الحاجبين والجبين.

أنا مكفهر.

أنا ضد الفوز.

أنا غير مهتم.

ولن تراوغني المراوغات. ولن يخدعني زياش. ولا غيره. لأني سأصد كل محاولاتهم.

وسأظل كئيبا.

لا يعجبني أي شيء. ولا الفوز. ولا القنطرات الصغيرة. ولا امتلاك الكرة.

أنا ذكي.

أنا أعرف الخبايا.

أنا لست لقمة سائغة لعاطفتي.

فخطة المخزن مفضوحة ومكشوفة وقديمة.

ولم تعد صالحة.

وأنتن أيتها المغربيات المشجعات. في قطر. وفي المقاهي. اشققن جيوبكن. والطمن خدودكن.

وانتحبن.

لأنك تقدمن بدوركن خدمة للمخزن لم يكن يتوقعها من النساء.

وبعد أن سيطر على جمهور الكرة الذكوري.

وأخضعه.

وتحكم فيه.

ودجنه.

ها أنتن تقعن في الشرك. وترتدين القميص المغربي. وتبحثن عنه. وتشترينه بالثمن الخيالي.

لكن مازال هناك وقت.

مازالت أمامنا فرصة المباراة الثالثة.

ولنتشبث بالغضب.

لنتشبث بالخيبة المتأصلة فينا.

وبالخسارة.

فلم ينتصر علينا النظام المخزني الرجعي

ولنتجهم غدا جميعا أمام كندا.

ولنفقد الأمل في أي شيء جميل يمكن أن يقع.

ولنتجذر.

ولنقف بعيدا عن كل الجماهير المنتشية كي لا نساهم في تكريس الوضع القائم.

ولنحزن. ولنسود المغرب. ولنحبس الفرح. ولنرفض تقاسمه.

أما إذا تأهلنا لا قدر الله.

فلنكظم غبطتنا. وشعورنا بالفخر والاعتزاز. ولنتظاهر بأن الأمر لا يعنينا.

ولنحافظ على حزننا. وعلى رفضنا للفرح.

حتى ننفجر من الغيظ.

وحتى نثبت للمخزن الرجعي أننا لسنا في صفه

وأننا لن نسمح له بأن ينفس علينا.

ولا بأن يراوغنا.

ولا بأن يسجل علينا أي هدف.

وسنتكتل في الدفاع.

كي لا تدخل قلوبنا أي ضحكة. ولا ابتسامة.

وكي نعود على الأقل  بنتيجة التعادل  من ميدان الفرح العارم.

وكي يبقى الحزن والعبوس والتجهم في المنافسة.

محتفظا بكل حظوظه في التأهل. وفي العودة  إلى اللعب والتألق.

موضوعات أخرى

19/03/2024 08:00

بن عبو لـ”كود”: موجة حر استثنائية فبلادنا وهاد السيناريو المناخي كيزيد تطرفا عام بعد عام وهادشي يؤكد أن الصيف الجاي غادي يكون حار وجاف وصعيب

19/03/2024 05:00

جورنال “الدايلي مايل ” بغا يحبس الشائعات لي كتسركل على الأميرة كيت: شهود شافوها كتدور مع راجلها وولادها