الرئيسية > آراء > إمنحوا للأماكن روحها ومعناها. المدرسة ليست علب سردين وللمحكمة هيبة المكان..
19/09/2018 08:30 آراء

إمنحوا للأماكن روحها ومعناها. المدرسة ليست علب سردين وللمحكمة هيبة المكان..

إمنحوا للأماكن روحها ومعناها. المدرسة ليست علب سردين وللمحكمة هيبة المكان..

عمر أوشن – كود//

المحامي ورجل الأمن والدركي والمشتبه فيه اختلاط  في مكان يسوده الضجيج..

هكذا يصف المحامي عزيز رويبح من هيئة الرباط مشاهد تحصل في محكمة الاستئناف.

عزيز ليس محاميا فقط..أعرفه كاتبا مبدعا ينتبه للتفاصيل حيث يكمن الشيطان وحيثيكمن أيضا الجمال والحس..

المكان ليس بريئا في علاقته بالإنسان وسلوكاته ..

ومكان العمل سواء كان إدارة أو معملا أو ميناء أو مستشفى وغيره له تأثير خاص قوي على ظروف الاشتغال والنفسيات و الإنتاج..

العالم المتخلف لا ينتبه كثيرا لهذه الأمور..

ليوطي كان يشغل معه في مكتبه مهندسا فنانا ضمن لجن تشييد المباني .

المكان ليس جدرانا و أبوابا وسقفا فقط..

المكان بفضاءه وألوانه وهندسته له تأثير على البشر والحيوان على حد سواء..

يوضح المحامي في صفحته:

المفروض في محكمة الاستئناف بالرباط أن تكون نموذجية في بنيتها الاستقبالية …

في القبو المخصص للاستنطاق أول ما فاجئني أن الباب الرئيس المؤدي له من داخل المحكمة مغلق مما يجعل المحامي ملزم بان “يتكركب” اليه عبر المنحدر المخصص لنزول السيارات بعد خروجه طبعا من فضاء المحكمة..
و بالتالي فحصص التزحلق عل الجليد ضرورية في التمرين والتكوين والتكوينالمستمر أما مكان الاستنطاق فلا يتضمن مكانا خاصا و لائقا بالدفاع كما هو الشأن في المحاكم الابتدائية و ساعة بداية الاستنطاق ومكانه غير محددين..

…..

كيف يمكن لمحكمة الاستئناف من هذا المنظور وعلى مستوى النيابة العامة على الأقل إعطاء النموذج للمحاكم الابتدائية و كيف لها أن تعكس فكرة الإصلاح” العميق والشامل” اذا كانت هي في حاجة الى أنسنة ظروف الإعتقال والتقديم والاستنطاق وظروف العمل بالنسبة للقضاة والمحامين و صون هيبتهم وكرامتهم و إلى عقلة تدبير المساطر بما ييسر عمل كل المتدخلين..
أتمنى أن تصل الرسالة الى من يهمهم الامر وأن يأخذوا مغزاها بروح مهنية مترفعة عن الأحكام المتسرعة.
و الا يتم التبرير بأننا في انتظار إتمام بناية قصر العدالة تفاديا” للهدر القضائي ” وحفاظا على ما تبقى لنا من حرمة وكرامة..

الأستاذ رويبح جابها في الصميم ..المكان جزء من الجوهر و ليس شكلا فقط..

بنايات الغالبية الساحقة من المدارس الخاصة كارثة عظمى في هندسة المدارس..

و لا أعرف كيف يحصلون على الرخص من لجن تجمع تخصصات مختلفة..

و تستغرب بدهشة موجعة من بنايات مدرسية يحشر فيها الأطفال والتلاميذ حشرا مثل أرانب و في أجواء تجعلهم يكرهون المدرسة إلى يوم الدين..

المكان ليس بريئا كاللغة والألوان والأصوات والإشارات والحركات والأضواء..

ليس بريئا على الإطلاق..لذلك فإن المهندس الذي هندس سجنا  لا يقبل منه  نفس الإخراج في المستشفى أو المدرسة أو مسجد أو دار فنون وبرلمان ودار ثقافة ومسرح.

لكل مقام مقال ولكل بناية روحها.

 

 

موضوعات أخرى

25/04/2024 23:45

أخنوش يكشف عدد الأسر لي كتستفد من الدعم الاجتماعي المباشر: 3.5 مليون أسرة كضم 12 مليون مواطن

25/04/2024 23:30

أخنوش على الحوار الاجتماعي: نمتنى فبداية الأسبوع الجاي نلقاو حل مع النقابات لي بغيناها تناقش إصلاح التقاعد حينت إلى بقينا هوكا غنكونو قدام المشاكل فـ2028

25/04/2024 23:14

عطا أخنوش إشارات على أن تعديل حكومي يقدر يكون فالمستقبل القريب: ملي تكون أحزاب الأغلبية مستعدة غنجلسو ونتافقو