محمود الركيبي – كود – العيون //

علمت “كَود”، بأن وزارة الثقافة برمجت مايقارب مليار سنتيم من أجل ترميم دار البحر “كسمار” (Casa del Mar/Casamar) المهددة بالإنهيار، والتي تعد من أبرز الموروثات التاريخية الهامة في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وتأتي هذه الخطوة التي أشادت بها مختلف الفعاليات المدنية وساكنة الصحراء، بفضل مجهودات سلطات عمالة طرفاية، خلال إجتماعهم بعدد من الفعاليات المدنية والمنتخبين بالإقليم، والتي توجت ببرمجة وزارة الثقافة لغلاف مالي هام لترميم المعلمة التاريخية المذكورة.

يذكر بأن عدد من المراسلات، قامت بها جمعيات المجتمع المدني الناشطة في المجال السياحي والثقافي والبيئي للمطالبة بترميم دار البحر “كسمار” الواقعة بطرفاية جنوب المغرب (100 كيلومتر شمال مدينة العيون)، كما تعد الوجهة الوحيدة للساكنة المحلية للترفيه والترويح عن النفس.

هذا ويشار بأن دار البحر “كسمار” بنيت على يد المستكشف الاسكتلندي “دونالد ماكينزي” (Donald MacKenzie) سنة 1882، وكان الغرض من بنائها أول مرة لتوظيفها كمركز تجاري، للتهرب من الضرائب المرتفعة المفروضة في بعض الموانئ الأخرى كميناء الصويرة “موكَادور”.

وشيدت “كسمار” على جزيرة صغيرة قبالة شاطئ طرفاية وتم استغلالها لتسهيل التجارة الصحراوية والمناطق المجاورة لها بمؤازرة نائب القنصل البريطاني أنذاك بجزيرة لانزاروتي، بجزر كناريا، والتي تعد أقرب نقطة لسواحل المغرب، حيث شيِّدت هاد البناية فوق جزيرة رملية، وتتكون من طابق أرضي يضم 8 غرف وطابق علوي يحتوي هو الآخر على 8 غرف كانت مخصصة آنذاك لتخزين المواد الاستهلاكية المستوردة والمصدرة من المنطقة صوب مدينة مانشيستر الإنكَليزية، بالإضافة إلى 6 خزانات أرضية للمياه الصالحة للشرب وميناء للشحن ورسو السفن والزوارق التجارية، وكذلك تم تحصينها بالمدافع الحربية تفاديا لأي هجوم محتمل، في تلك الفترة، من طرف القبائل المحلية الصحراوية.