درنا الرقمنة بكري.. الوزيرة مزور فتحات كونكور مدير التحول الرقمي ومن الشروط تجيب خمس نسخ ورقية من الضوسي باش دفع للمنصب
حميد زيد – كود//
المؤخرة هي تيفو من نوع آخر.
المؤخرة ليست من النوع الذي يقرأ جورج أورويل. ولا تعتبره كاتبا كبيرا.
المؤخرة ذوقها الأدبي مختلف.
المؤخرة تحب أدب السخف. وتحب الإيروتيكا.
المؤخرة شغوفة بالسكاتولوجيا.
المؤخرة تتمايل.
المؤخرة هي رسالة إلى السلطة.
المؤخرة صرخة.
المؤخرة تحمل إشارات كثيرة.
المؤخرة هي دليل على وعي هذا النوع من النساء.
المؤخرة دليل على تحول حاصل في المجتمع المغربي.
وهي دعوة إلى قراءتها قراءة متأنية ومتمعنة.
وإلى تحليلها التحليل العميق.
وإلى تفكيكها. وإلى خلخلتها. وإلى سبر أغوار المؤخرة.
المؤخرة التي تشهرها ربات البيوت في “روتيني اليومي” على اليوتوب هي مانيفستو ضد الفراغ.
هي تحد للرجل.
المؤخرة ضراطة.
المؤخرة تقول للجميع طز.
المؤخرة تطزطز.
المؤخرة لم يعد يهمها شيء.
المؤخرة صبرها نفد.
ولا يجب علينا الاستهتار بها.
لا يجب التقليل من شأنها.
لا يجب استصغارها و التعامل معها بتعال. لا يجب القول إنها مجرد مؤخرة.
ولو كانت واحدة. ولو كانت مؤخرة معزولة. لما كتبتُ عن الموضوع. ولما وجهت إليه سهام البحث.
لكنهن الآن كثيرات. ومؤخرات في كل مكان. وفي عين الكاميرات.
مؤخرات مندفعات.
مؤخرات صريحات تجاوزن حاجز الخوف.
مؤخرات لم يعد يهمن شيء.
مؤخرات بلا أمل.
مؤخرات يعانين من كثرة الجلوس.
مؤخرات لم تفعل الدولة من أجلهن أي شيء.
مؤخرات طريات.
مؤخرات مغلوبات على أمرهن.
مؤخرات واعدات.
مؤخرات سجينات البيوت.
مؤخرات ينظر إليهن المجتمع نظرات شزراء.
مؤخرات الجميع يريد ضربهن.
مؤخرات عاطلات عن العمل.
مؤخرات في تنسيقيات “روتيني اليومي”.
مؤخرات مثقفات ويمتلكن وعيا سياسيا.
وفي أكثر من فيديو. وفي أكثر من قناة في اليوتوب. يعبرن عن أنفسهن. ويتكلمن بطلاقة. ويفاجئن الرأي العام.
ويفاجئن النقاد وعلماء الاجتماع.
وقد خرجن قبل أيام في إحدى الجرائد الوطنية.
وهذا يعني أنهن ظاهرة.
وأن وعيهن يتشكل. وقد ينفجرن في أي لحظة.
وفي ظل غياب المؤسسات الوسيطة.
وفي ظل هذا الأفق المسدود.
وفي ظل تراجع الأحزاب عن لعب دورها في التأطير.
وفي ظل الفساد المستشري في كل المجلات.
فإنهن ينتظمن ويتنافسن في ما بينهن.
ويبحثن عن حل. وعن مخرج من الأزمة. ولا يكتفين بالجلوس. وبالانتظار. كما فعلت المؤخرات السابقة.
ولا يعولن على الدولة. وليمنها في نفس الوقت. ويعتبرنها السبب،
فهذه مؤخرات لا تشبه أمهاتها.
هذه مؤخرات عاشت الربيع العربي. والحراك. وتحتاح بأي شكل إلى المال.
وتحتاج إلى الحرية.
ولم تعد متحفظة. ولا مستسلمة.
هذه مؤخرات شجاعة ولا تهاب أي شيء.
هذه مؤخرات تصرخ الموت ولا المذلة.
هذه مؤخرات لا تخاف من مواجهة الرصاص. ولا يحد القمع من عزيمتها.
وإذا كانت من موجة ثانية للربيع العربي.
فهي موجتهن.
وما يقع الآن هو ربيع المؤخرات.
لكن لا أحد يهتم بها. لا أحد من المحللين. ومن المفكرين. يفكر في المؤخرات.
ويشرح لنا هذه الظاهرة.
ويفسر لنا هذا الوعي المؤخري الجديد.
لا أحد يفتح هذا الباب.
لا أحد يتساءل كيف خرجت دفعة واحدة. ومن خلفها. وهل عفوية. وهل موجهة.
ولمن تتوجه.
و ماهي رسالتها إلى السلطة.
وما هي رسالتها إلى الحكومة. وإلى الشعب.
وماذا تقول المؤخرات لسعد الدين العثماني. وللأحزاب. ولليسار. ولليمين وللرجال. وللعالم.
لكن لا أحد يستمع إليها.
لا أحد يجس نبضها. لا أحد يحاورها.
أما قنوات القطب العمومي فلا تستضيفها. وتحاصرها. وتمنعها من الظهور. رغم أننا نحن من ندفع الضرائب.
ولا أحد يحاول الاقتراب من المؤخرات.
وتأطيرها.
وقد تنفلت في أي لحظة.
وقد تتعرى.
وقد تتغوط.
وقد تتطرف.
ولذلك يجب دراستها. والاقتراب منها. ومحاولة استيعاب حاجياتها. والاستجابة لمطالبها
ولذلك يجب التدخل
قبل فوات الأوان.
وقبل أن تنفجر.
وقبل أن يكشف المغاربة عن كل عوراتهم.