حميد زيد – كود//
لستُ وحدي من يتحرك بهوية مزورة.
لست وحدي باعتباري الأمين العام لجبهة البوليساريو من يزوره النظام الجزائري.
هذا قديم.
أنا مزور منذ اللحظة التي خلقوني فيها.
وقد كان متوقعا أن ينكشف أمري.
ولا أفهم لم أثار استغرابكم ما فعله الجزائريون والإسبان إلى هذا الحد.
وما المدهش في أن أتحول إلى بنبطوش.
نحن غير حقيقين.
ومنذ أن تأسسنا وهذه هي طبيعتنا.
ومنذ سبعينات القرن الماضي ونحن هكذا.
ما العيب في ذلك. وما الجديد.
فأنا لستُ ابراهيم غالي.
أنا مزور. أنا غير حقيقي. أنا الزعيم لا وجود لي.
أنا مجرد محمد بنبطوش.
أنا مصنوع صنعا في معمل جزائري.
بل كلنا في الجبهة.
كلنا محمد بنبطوش. كلنا مزورون. ولا حقيقة لنا. ولا هوية.
كل البوليساريو محمد بنبطوش.
كلنا صناعة جزائرية.
كلنا أسماء مستعارة.
كلنا منتحلو صفة.
كلنا أسماء غير موجودة. وقد خلقتنا الجزائر.
وزورت أوراقنا الثبوتية. وجوازات سفرنا. وصنعت منا ما ترونه الآن.
وبلادنا اسم مستعار.
وترابنا هوية مزورة في الجزائر.
أرضنا مستعارة من الجزائر.
قضيتنا مزورة.
علمنا مزور.
شعاراتنا مزورة.
دولتنا مزورة.
وجودنا مزور.
معاركنا كلها مستعارة. ومنتحلة صفة.
وكل واحد منا ليس هو. وتحت تصرف النظام الجزائري.
ما الجديد في هذه القصة.
ورياحنا ليست لنا. وهواؤنا يصنع في دولة أخرى.
ومواقفنا منتحلة وليست لنا.
وبالتدقيق فينا. ستكتشفون أن لا وجود لنا.
وأننا جميعا محمد بنبطوش.
وإسبانيا تعرف هذا. والعالم كله يعرف أننا بنبطوشات جزائرية.
وبمجرد أن تكف عن صناعتنا. وتزويرنا. وخلق ألقاب لنا. فإننا سنختفي. ولن يعود لنا أثر.
وسنذوب في الصحراء.
وسنعود إلى أسمائنا. وإلى أرضنا.
وإذا كنتُ أنا الأمين العام ليس هو. فماذا تكون الجبهة.
وإذا كان الرجل الأول.الذي هو أنا مزورا . فما بالك ب”الجماهير” و “الشعب”.
والقضية.
وإذا كان رب البيت بالاسم بنبطوشا فما شيمة أهل الجبهة.
ولما أمرض يسفرني النظام الجزائري سرا للعلاج باسم ليس لي.
وتُزورني إسبانيا. وتزورني الجزائر. ويعالج قريني.
لكن من أنا.
أنا في الحقيقة هو محمد بنبطوش.
أنا لعبة جزائرية.
أنا بين يدي النظام الجزائري. وهو الذي يختار لي الأسماء.
وهو الذي يتحكم في.
ويلغيني متى يشاء. ويزورني متى يشاء. ويعيد إلي اسمي متى يشاء.
ومن يشك في ذلك. فليتأمل الاسم الذي اختاروه لي.
إنه على نفس وزن الأسماء المتوفرة في الوقت الحالي للنظام الجزائري.
إنه على ذوقهم. وعلى الإيقاع الذي يحبون.
وليس صدفة. وليس اعتباطا. أن يكون اسمي بنبطوش.
إنه قريب من الأسماء التي يختارونها.
ومن اسم شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري.
ومن الاسم المستفز للرئيس.
وتشعر أن الذي يصنع هذه الأسماء هو جهاز واحد.
لا يتغير.
ويترك كل الأسماء ولا يقع اختياره إلا على بنبطوش. وعلى شنقريحة.
ولا قدرة لي على التدخل.
ولست مؤهلا لأن اختار اسما غير هذا.
ولا لأن أعترض.
ولا لأن أرفض أن يسموني بنبطوش.
وحتى في تزوير الهويات فاشلون.
وحتى في الغش هم عاجزون.
لكني في قبضتهم. ولا علاج لي.
وقد أخذوني إلى إسبانيا. وأنا مريض.
أخذوني لنصير أنا وهم فضيحة. ولنفضح إسبانيا هي الأخرى.
التي كانت تتبجح بأنها ديمقراطية.
وشفافة.
ودولة مؤسسات.
ولا يمكنها أن تشارك في عملية التزوير هذه.
ولا يمكنها أن تهرب بنبطوش سرا.
وأنظر إلى اسمي الجديد فأخجل من نفسي.
وبعد أن صرت في أرذل العمر يسمونني بنبطوش.
ويهربونني.
وما علي إلا أن أقبل. وأن أتعالج أنى يشاؤون.
وقد كان من الممكن أن أجد نفسي في أي مكان.
ليقع اختيارهم على إسبانيا. بعد أن ضاقت بهم السبل. وصار اسمي مرفوضا في كل مكان.
لأفضح إسبانيا.
ولأفضح ديمقراطيتها. وشعاراتها.
ولأورطها هي الأخرى في التزوير. وفي إخفاء اسمي.
وفي صنع هوية أخرى لي.
فمن أنا
أنا استحق هذه الكنية.
أنا الأمين العام لجبهة البوليساريو أعترف أنني مزور.
أنا اسم مستعار.
وأتزعم جمهورية مستعارة
ولا وجود لي
والنظام الجزائري هو الذي يخترع لي وجودي
وهو الذي يجهد نفسه ويبدد ثروات شعبه من أجل أن يقنع العالم بي
وهو الذي يبنطشني
وفي كل مرة يفشل في ذلك
وفي كل مرة ينكشف أمري.
وأفضحه
وأفضح إسبانيا
وأفضح كل من يلعب بي وباسمي.
