حميد زيد كود /////
أخيرا.
أخيرا عثرنا على الحل. أوريكا. أوريكا. وجدناها. وجدناها.
فما لم يخطر على بال أحد. وما لم يتوصل إليه عبد الوافي لفتيت. ولا الوفد الوزاري الذي ذهب إلى الحسيمة. توصل إليه الائتلاف الوطني للغة العربية.
فـ”ما تعرفه الحسيمة وبعض مناطق الريف من أحداث وحراك اجتماعي يؤكد موقف الائتلاف الثابت الذي يحذر فيه، ومنذ نشأته، من انتشار ثقافة التشظي الهوياتي المؤذنة بخراب الدول. لذا فالمطلوب من المجتمع بكل مكوناته الحية العودة إلى ثوابته وتوافقاته التاريخية التي تعد اللغة العربية جزءا أساسا فيها”.
إذ لم يسبق أن قالها أحد لناصر الزفزافي.
لم يقل له أحد من قبل إنك تعاني يا ناصر أوجلان من “ثقافة التشظي الهوياتي المؤذنة بخراب الدول”.
وكل ما يقع اليوم في هذا الحراك هو متشظ هوياتيا.
وصدقا. أنا أيضا لاحظت ذلك.
وفي الخميس الماضي ظهر لي ذلك التشظي الهوياتي على وجوه أهل الريف.
والآلاف الذين خرجوا إلى الشوارع، تشعر وأنت تتفرج عليهم، وتراقب حركاتهم أنهم متشظون.
والتشظي على سيماهم.
إنه تحذير مهم وفي محله، ويمكنه أن يساعد في حلحلة الوضع، والتعرف على عمق المشكل.
ورغم أن ناصر أوجلان كان يصرخ تالله تا الله، وبالعربية الفصحى، فـمشكلته الأساس أنه متشظ هوياتيا.
وغير منسجم.
ومشطور، وهويته مرتبكة، وتختلط فيه هويات متضاربة، وينتقل بين اللغات والأيديولوجيات والعقائد، ولا تعرف ماذا يريد حقيقة.
ولا يرى إلا العصابات.
العالم كله بالنسبة إليه عصابة، ولا يثق في أحد، ولا يرغب في التفاوض مع أحد، والسبب هو تشظيه الهوياتي.
لكن ما الحل.
الحل الذكي، حسب الائتلاف الوطني للغة العربية، هو أن يدبلج حراك الريف.
وأن يصبح الريفي عربيا قحا.
وحينها ستتحقق كل المطالب. وستبنى المستشفيات بلغة الضاد. والجامعات.
وخط السكة الحديد العربي الأصيل.
ويزول مشكل التشظي الهوياتي، الذي يفرز، كلما اشتد، مطالب اجتماعية لا حل لها. واحتجاجات لا تتوقف.
فهل سمعت يا وزير الداخلية
هل سمعت ما قاله الإئتلاف الوطني للغة العربية
وهل سمعت تحذيره الذكي
وأناشدك أن تحمل هذا الإئتلاف في طائرة هيلكوبتر وتطير بهم على جناح السرعة إلى الحسيمة
ليعالجوا مشكل التشظي الهوياتي هذا
وأنصحك ألا تقول لهم إنهم يركبون طائرة هيلوكبتر
لأنهم سيرفضون الوساطة
وسيغضبون
وسيتهمون الداخلية هي أيضا بالتشظي الهوياتي
لأن اسمها غير المتشظي هوياتيا
هو طوافة
ومرادفه حوامة
فاحذر يا عبد الوافي الفتيت
إنهم أملنا الأخير في حل هذا المشكل
وقد اكتشفوا سببه الحقيقي.
Envoyé de mon iPad
