عمر أوشن كود////

أنا حركي . من الحركة الشعبية وأنا غاضب على هذا الحزب.

انتظرت طويلا وجاء غيري يزاحمني على مائدة الغذاء ..الانتخابات على الأبواب قريبة وموسم انتقال اللاعبين من فريق إلى فريق يمضي على قدم وساق و ينشط البطولة ..

أنا حركي لكنني مضطر إلى مغادرة هذه الدار إلى خيمة أخرى. سأغير الاتجاه و أحول إلى حزب الاستقلال ..

ماذا تقول ؟ الاستقلال ؟ هذا من عاشر المستحيلات..حركي في حزب علال الفاسي ؟

الحركي لا يمكن أن يذهب إلى حزب الاستقلال هذه هي القاعدة الذهبية .بين الحزبين عداوة تاريخية لا يمكن أن يذوبها الزمن .

لكن الزمن مثل النار تجعل من الحديد عجينة طيعة تذوب.. وينتقل الحركي إلى الاستقلال و الاستقلالي إلى الحركة .ثم ينتقل الإتحادي من حزب القوات الشعبية و التقرير الإيديولوجي إلى الأصالة و المعاصرة و الإتحاد الدستوري أحد أبرز ما كان يسمى الأحزاب الإدارية ..

كل شيء صار ممكنا اليوم و سقطت الحواجز النفسية و الإيديولوجية و البراغماتية..العالم متغير و مياه كثيرة جرت تحت الجسور و أصبح تغيير الحزب مثل تغيير جوارب..
المهم هو الظفر بالقرش و الحيتان الكبيرة و الأعيان..

لقد كنت انتظر حقي و نصيبي .لكن لم اعد قادرا على تحمل المزيد في قاعة الانتظار و أنا أرى الذين ينزلون من فوق بالمظلات و ينالون حظهم السعيد و يولدون و في أفواههم ملاعق من ذهب ..

يمكن أن تغادر الحركة و تبقى قريبا إلى الخيمة..حزب محمود عرشان في الخدمة.

يمكن أيضا للمهاجر إن لم يجد له مكانا أن يطلب ود حزب العهد الديمقراطي و يصعد في الحافلة على الأقل رئيس هذا الحزب بروفيسور جراح منذ سنوات طويلة و صاحب خبرة و هو ريفي لا يجعل من أصوله سجلا تجاريا و رجل ثقة..

سأذهب إلى حزبي الجديد الذي سأبادله الحب والعطاء والإخلاص وسيبادلني هو أيضا الحب والعطاء والإخلاص والترشيح والمنصب والكرسي الذي أحلم به..
أرض الله واسعة قولة جميلة و فيها حكمة وموعظة حسنة لكنها تحتمل بعض النكران والحيف والظلم..

بعض الرحل يختارون الانتقال مكره أخوك لا بطل..تحت وطأة التدافع و الاحتكاك و المعارك والضرب تحت الحزام والحروب الخبيثة .. من كان مريضا بالطانسيون فالأفضل له ان يعطي مسافة لحروب الأحزاب لأنها مضرة بالصحة أكثر من السجائر و الكحول و الحشيش ..

متنقلون آخرون يغيرون قبعاتهم تحت الطلب أو بتعليمات وتوجيهات من جهات نافذة لها رأيها الوازن .هناك من يعرف تحول أحوال الطقس و تحول اتجاه الرياح فيغير حسي مسي بدون ضجيج.. يقفز من قطار ثم يصعد في آخر..

يقع أحيانا أن ينتقل اللاعب إلى فريق جديد و كله حماس لكن من المتوقع جدا أن يجد كرسي الاحتياط في انتظاره و يلعب الأدوار الثانوية و تصدأ مهاراته و يجد نفسه لا هو في العير و لا في النفير ..

أنا من الأصالة و المعاصرة دخلت إلى الحزب كما دخل كثيرون غيري ابحث عن مكان تحت الشمس و ابحث عن الماء و المرعى لكني لم أجد ما كنت أتصوره في الخيال سأغادر حالا .الانتخابات على الأبواب ..سأنتقل في آخر الموسم كما ينتقل لاعبو الكرة ..إلى أين ؟ سأختار بين التقدم و الاشتراكية والعدالة و التنمية والتجمع الوطني للأحرار.. و غالب الظن أنني سأحط الرحال في التجمع لأنه يستقبل الجميع و يتسع للجميع..التجمع يقولون عنه أنه عجلة سوكور إحتياط. لذلك هو قادر أن يتحول و يتمدد و يتمطط و يأخذ كل الأشكال .الحمد لله..

لم تعد هناك أحزاب إدارية و أخرى غير أدارية . من نعم الله أننا صرنا أولاد عبد الواحد ..نتشابه..جمع في صيغة المفرد.

سأنسحب و أقدم بيانا للصحافة وأدفع بعض النقود لبعض الصوحااافيين ثم التحق أسبوعا أو شهرا بحزبي الجديد إلى أن تتضح الأمور و إن لم يستقر قلبي أغير الاتجاه ..

لا فرق ولا عيب ولا حرج ..

الحركة تنشط قبل الانتخابات .الحركة الانتقالية هذه أسهل من الحركة الانتقالية لرجال التعليم. ليس هناك علامة مرور مكتوب عليها نهاية الانحراف ؟

في فترة تاريخية كان الدخول إلى حزب يتطلب وقتا و مناقشات و قراءة للأدبيات و إيمان بقناعات و خلايا و أفكار .اليوم صار مثل نقرة على الحاسوب او تيليكوموند..

أنت هنا في اليسار الديمقراطي ثم غدا في الوسط الاجتماعي و الأسبوع القادم في اليمين الليبرالي و أقصى اليمين الديني..لا حرج عليك..
الحركة الإنتقالية مستمرة ..