حميد زيد كود ////

من هذا الذي جاء بمحمد التيجيني إلى القناة الأولى ليسير برنامجا سياسيا جادا.

من. من.

من هذا العبقري الذي جاء به.

لا شك أنه يفهم المرحلة التي نعيشها. وقد جاء بإعلامي المرحلة ليكون “ضيف الأولى”. اختاره من بين كثيرين لأنه مناسب. ويليق بهذا العصر.

وكما السياسي اليوم كما الإعلامي

وفي كل حلقة يستضيفه الضيف. وليس هو من يستضيف الضيف.

غالبا يكون التيجيني ضيفا.

ويرضى بدوره. سعيدا. منشرحا. مبتسما. واضعا ربطة عنق. ونظارتين.

وفي كل حلقة يكون التيجيني هو ضيف الأولى. وينهره مستضيفه ويقرعه ويأمره أن يسمع. فيستمع إليه محمد التيجيني.

ويضحك التيجيني في عبه. ويعتذر. ويرضخ صاغرا.

وفي المرة الأولى التي شاهدت فيها محمد التيجيني ظننت البرنامج ساخرا.

ومن طريقة طرح الأسئلة. ومن تعامل الضيوف مع التيجيني. تظنه ساخرا.

لكنه ليس كذلك.

وقد علمت في ما بعد أنه برنامج جاد. وأن معده ومسيرة هكذا هو. وتظنه يسخر ويقلد أصحاب البرامج السياسية الجادة. بينما هو في الحقيقة لا يقلد أحدا.

وقد وقع عليه الاختيار دون غيره.لأنه موهوب. وكفء. ويجمع بين الجد والهزل.

اختارته القناة الأولى. قناة الدولة. اختارته من بين المئات. لكفاءته ربما. وللكنته.

ولأنه إعلامي المرحلة.

الوحيد الذي يناسبها وتناسبه. والوحيد الذي له القدرة على محاورة زعماء الأحزاب والوجوه السياسية البارزة في المغرب المعاصر.

وتظنه ساخرا لكنه ليس بساخر.

وتظنه جادا بينما ليس.

بل طبعه.

وفي حلقة أمس جاء عزيز بنعزوز بمحمد التيجيني.

وقال له إنك ستكون ضيفي على القناة الأولى با حبيبي يا تيجيني يا جميل يا ضيف الأولى المختار.

وسوف نتحدث عن بنكيران وعن العدالة والتنمية وعن البلوكاج وعن الأصالة والمعاصرة

وبعد ذلك سوف تتقاضى راتبا

وإذا قلت لك اسمعني اسمعني يا تيجيني

وإذا قلت لك اصمت اصمت

وهكذا

وهكذا

سوف نقضي معا ما يزيد على ساعة ونصف

وسأتحدث لك في نهاية الحلقة عن الشاي الذي يشربه بنكيران

وستبتسم دون أن تسألني ماذا تعني بكلامك

ثم سوف أقول لك إن الشاي الذي يشربه إلياس العمري من النوع الجيد

وستؤكد لي على ذلك. وستحرك رأسك علامة الموافقة على رأيي.. كأنك تشربه معه. كأنك خبير شاي. وتعلم علم اليقين أن إلياس لا يشرب إلا الشاي الجيد.

ولن تستغرب

ولن تسألني يا تجيني

كما لم تسألني عن أي شيء في البرنامج

وظللت منصتا. منتبها. مصغيا لحكمتي. كتلميذ نجيب.

وهذا جيد

وهذا ممتاز يا تيجيني

وهذا هو الصحفي

وهذا هو الإعلامي الذي نريده هي هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل.

اسمعني ولا تسأل عن أشياء إن تبد لك تسؤك

والمهم أنك من يسير ضيف الأولى

وقد اختاروك دون باقي الإعلاميين

اختاروك لتكون كما عهدناك

وكم هو عبقري هذا الذي جاء بك. وفكر فيك.

والخلاصة

ما هي خلاصة البرنامج

يا تيجيني

هي أن نخرج من الاستوديو

ونجد رجال الأمن قد قبضوا على بنكيران

إنه خطير

وغير مسؤول

ماذا تقول يا تيجيني؟

طبعا

طبعا

يا بنعزوز

على الدولة أن تقبض على رئيس الحكومة

لكن من

من

من هذا العبقري الذي جاء بالتيجيني

ليصنع لنا أنجح برنامج ساخر في المغرب

وفي كل حلقة

يستضيفه ضيوفه

فيضحك المشاهدون

وتضحك الهاكا

وتضحك الدولة

ويزداد حزب العدالة والتنمية تألقا

ووهجا

بفضل كل هذه الخدمات

التي تقدم له

بسخاء

من خصومه

ومن قناة الدولة.