ملي دخل العام, كان رضوان عرفني على رافاييل الباطرون ديالو  الفلاماني ذو الثمانين عاما ..للي كيبيع الاثاث القديم الانتيك ف شارع معروف ديال هاد الشي ف بروكسيل و كيملك فيه جوج د المحلات و كراج قبل ما يرجعو ثلاثة, رافاييل ..العجوز العملاق للي كيخاف من اي حاجة عندها علاقة بالموت و كيرجع صفر كل ما يشوف نعي د شي واحد ف الجريدة..و مشا للطبيب ب سكتة قلبية مرة وحدة ماشي حيت مريض ..بل حيت خاف ملي صاحبتو ماتت ..الثمانيني الوحيد للي شوفت ف حياتي عندو جيل د الشعر ..لكن ماشي الوحيد للي شوفتو ف مثل سنو كتزلل على البنات .. عايش منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية ..و عادي كيقيل يهز فالاثاث للي ما نقدرش انا نهزو ..فمرة كنا واقفين انا و رضوان كنكميو  ف كنشوفوه دايز ب كنابي على كتفو.. ف كيقول لي رضوان ان للي قدو فالمغرب تدفنو شحااال هادي ..و لكن الله عندو حكمة ف هاد الشي حيت كياخذ المؤمنين و كيخلي هاد الناس باش يعذبهم من بعد ف الاخرة ..قيست جوج اورو للي عندي فالجيب الصغير ب يدي و حنيت ب عيني نشوف الصباط ديالي للي تكرفس بالهز ديال الاثاث و ما عنديش باش نشري اخر ..كنشوف فالماريوانا ف يد رضوان ثم كنشوف فيه و كنتمنا تا انا الله تا اتا يعذبني فالاخرة..غي نعيش بزاف..لكن خليت امنيتي مع باقي الامنيات المتحللة للي عندي ف نفسي و  قولت لو  فيما يشبه الضحك :ا خاي رضوان ما كيبانليش انك غادي تعيش بزاف ..و للاسف مافيكش تا الفصالة ديال اهل الجنة فما رايك نرجعو نكملو باش نمشيو بكري؟..ما كينتهيش النقاش ..حيت رضوان متاكد ان الايمان فالقلب و انا متاكد ان رافاييل ما غاديش يخلصنا.. حيت  فالليل كيعرضنا للعشا للي كيعني مباشرة اني ما عنديش فلوس لكن كولو على حسابي ..و كيوريني طرف د الخشب داخل ف يدو ما زولوش رغم ان يدو تنفخ حيت قال كيستناه يتحلل .. و كيقول لي ان خدمتي عجباتو و انه عندي مستقبل ف هاد العمل ..ف كنشوف فالخشب د المنزل ديالو للي هو اساسا جزء من المحل و كيبان لي الجبن و الزيتون و الفان غوج و الخبز للي هوا العشا ديالنا و كنقول لو ف نفسي اه عندي مستقبل .لكن ما عنديش صالير..لكن كنبقا ساكت كنهز كاسي المحمر خجلا و روجا و كنخليهم يهدرو..و من بعيد, و انا غارق وسط احلامي, كنسمع رضوان و هو كيغتصب الفرونسي ..

رافاييل ملي عرف  اني عندي مع الانترنت بغاني نجي نعاونو باش نصورو و نبيعو الاثاث ف “ايباي” و باقي مواقع البيع البلجيكية..هو بغاني اساسا نجي فالاول نشوف لو البيسي حيت كان شاك ان شي حد كيتجسس عليه ..ثم بعدها اني انا للي كنتجسس عليه ..ف هو قالها بديك الطريقة المغربية: اجي باش ما تبقاش جالس ..للي كتعني راه شوف تشوف واش نخلصك ..كنا كنحطو الاثاث و كنستناو الناس يعيطو لنا.. كنعطيهم انا معلومات اذا كانو فرنكفونيين و اذا كانو فلامان هو كيكون سعيد انه يهضر معاهم.. اولا يشريو مباشرة بالكارط ف نصردو لهم سلعتهم ..لكن هاد الشي ما كانش كيوقع بزاف ..حيت رافاييل كان كيطلب فالغالب اثمنة خيالية ف حاجات عطاوها لو الناس و ما شراهاش حتى ..ف مرة بعنا كرسي ل واحد السيدة عجوز ساكنة حدانا ..ف ملي وصلت لها الكرسي طلبت مني اني ناخد الكرسي القديم نستعملوه فالمحل كخشب ..خديتو و ملي شافو رافاييل مسحو و كتب عليه 120 اورو ..و طبعا تا واحد ما شراه ..عليها اقترحت عليه واحد النهار و انا حدا البيسي ديالو للي كيبدل لو المو دو باس كل ليلة بعد ما نمشي هو و الجيميل.. اننا نحطوا حاجات خفاف فالاول للي ثمنهم صغير و سهل يتباعو..فكرت ف الطابلوهات للي عندو مخزنين نجبدوهم تا هما ..على الاقل نبيعو شي حاجة حيت ملي كتبيع و الكليان كيعطيك نقط مزيانة تصنيفك كيطلع و الناس كيثيقو فمنتوجاتك و تقدر ديك الساعة تبيع للي اغلى.. هاد الشي للي كيقول الماركوتبنغ ..و تا هو فالاول شاف فيا و حك فراسو و مشا تاكد انه بدل مو دو باس د الكارط د البنكة ثم بعد ساعة وافق و قال اه ..لكن ملي جبدتهم و زولت للي مهرس و مقطع ..و بقاو لي غي خمسة و لا ستة ..بدل رايو و قال لا نعطيوهم كادو مع الحاجات الغالية و ديك الشي للي كان غادي يتعمل لولا اني شوفت طابلو واحد بان لي مختلف ..ف قلت لو يعطيه لي ..خاف فالاول لكن ملي تاكد انه غي تخربيقة قال لي غي خودو..

فالليل و انا كنشوف ف الطابلو.. كان ظني انه يقدر يجيب واحد 100 اورو ..200 كاع ..قلت لرضوان انه شنو ما جا غادي نقسموه فالنص ..و طبعا كنت كنقصد النص د 50 اورو مهما كان المبلغ..غي حيت هو عاوني و تكا على رافاييل باش خديتو..ما كنعرفش فالفن و ما عنديش فكرة تا على شنو عندي و لا شكون هو الرسام للي موقع هاد التخربيقة ..ف ملي جلست حدا البيسي فالدار كان من الطبيعي اني نفتش على اسم الرسام و واش مشهور شوية .. و الاهم واش كاين للي يشري هاد التخربيقة للي عندي بشي 200 اورو حيت الفلوس للي عندي تسالاو و رافاييل باين ما غادي يبيع والو ف هاد الايام باش يخلصني.. فكتبت اسمو : برنار بوفي ..

و طلع مشهور ..مشهور بزاااف.