كود : حميد زيد
ما أضيق العيش في المغرب لولا فسحة بنكيران.
تكون الحياة مملة ورتيبة، ويأتي رئيس الحكومة ويمنحها معنى وحيوية.
لذلك لا أفهم المعارضة التي تناضل كي تلجمه، وكي تمنعه من الكلام، وتراهن على أنه سيصمت، وسيكف عن مواجهتها ورد الصاع صاعين لها.
ولا أفهم ادريس لشكر، وهو يتحداه، ثم وهو يقول إنه لن يجرؤ، وأن نبرته ستخفت.
وبماذا سنعوض نحن بنكيران، وهل تفكر المعارضة في ذلك، هل تفكر فينا نحن، بعد أن يتوقف بنكيران عن الكلام.
هل لدى ادريس لشكر بديل يقدمه لنا، وهل لديه اقتراح كي يملأ الفراغ الذي قد يتركه رئيس الحكومة.
لا شيء لدى ادريس لشكر، ومع ذلك فهو يسعى إلى حرماننا من هذا المتنفس الوحيد الذي نتوفر عليه.
في الصحافة، وفي المقاهي، وبعد الكرة، يوفر بنكيران لنا مادة للنقاش وللضحك وللترويح عن النفس، وفي كل مرة له جديد، وفي كل مرة يكون مدهشا.
أجمل وأروع ما في بنكيران يريدون حرماننا منه، أما وهو صامت، فلا قيمة له، مثل كل الناس، ونحن نعارض أن يخرس، ونطالب بأن يبقى هو هو، كما عودنا.
بالله عليك يا ادريس لشكر، إنه ليصعب علينا، كما تقول دائما، في لغتك التي حفظها الاتحاديون، أن نعيش في هذا البلد بدون إطلالة رئيس الحكومة وقفشاته.
بالله عليك، هل تفكر في عواقب ذلك، وفي الضجر الذي سيصيبنا.
لكنك أيتها المعارضة لا تهتمين إلا بنفسك وبمصالحك الضيقة، ولا تعنيك مصلحتنا، ومصلحتنا هي أن نتسلى ونضحك.
تسعين إلى إخراس صوت بنكيران، دون اقتراح بديل، ودون توقع أضرار ذلك على الاقتصاد المغربي، وعلى منسوب السعادة لدى المغاربة.
عادة لا يقول بنكيران أي شيء وهو في كامل رباطة جأشه، ونحن نريده متوترا وعلى أعصابه ومنرفزا، كي يمتعنا.
نريده شتاما من الطراز الرفيع.
نريد ضحكته وقهقهته.
ونريد تهكمه.
أما عندما يتكلم بجد وباحترام وفي مكان لا جدل فيه، فهو يبدو ضعيفا ومترددا ويرتكب الأخطاء، ولهذا نفضله كما هو، وعلى سجيته.
من أجلنا، لا تخرسوه.
ومن أجلنا، اكظموا غيظكم.
أو نرفزوه، وعصبوه، واستفزوه، لنجد موضوعا نتحدث عنه، ولنتمتع.
عارضوه بكل ما أوتيتم من قوة، ليخرج كل مواهبه.
وردوا عليه كي ينفجر ويرغي ويزبد ويشرب الماء بكثرة.
ولا تطلبوا تدخل الملك
ولا تقمعوه
فمن مصلحتنا جميعا، أن ينفجر بنكيران بين الفينة والأخرى.
من مصلحة الوطن أن نضحك
فلا شيء يغري بالمشاهدة
ولا جديد تحت الشمس
فلا تحرمونا منه
لا تحرمنا من هذه الفسحة
ولا تكمموه
اتركوا الرجل
ولا تخذلنا يا بنكيران
ولا تذعن لهم
واصل
نحن في حاجة ماسة إليك
وما أضيق العيش لولاك
وكم هي السياسة رتيبة وأنت ممنوع من الكلام
هكذا نريدك
هكذا
لا تصمت
ولا تستسلم
فأنت ضروري للحياة
ولاستقرار نفسياتنا
ولتوازننا
في هذا الزمن الصعب
وإذا كان من خطأ يمكن أن يرتكب في هذه التجربة الحكومية فهو أن ترضخ لهم
وتسكت
هكذا
هكذا
أفحمهم
اشتمهم
كي نحارب الملل.
