حميد زيد كود //////

في المملكة العربية السعودية يحكم على الشاعر أشرف فياض بالإعدام، والتهمة، ما هي التهمة، التهمة هي الإلحاد.

ثم ماذا. ثم أفكاره المضللة.

وماذا أيضا. شعره الطويل.

ومن الذي بلغ به.

القارىء أيها الشعراء هو من بلغ به، وأخبر شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعد أن سمعه يسب الذات الإلهية، وبعد أن قرأ ديوانه، وبين السطور، وفي التقاء الكلمات بعضها ببعض، رأى الإلحاد، وقرر أن يأخذ شاعرا إلى المقصلة.

وقد حكمت عليه المحكمة بالإعدام.

يلعب القاضي في المملكة العربية السعودية دور الله ويشق قلب شاعر، ويكتشف الكفر، ويكتشف الإيمان، ويصدر الحكم.

هكذا تجري الأمور في بلاد العرب.

هكذا هو القانون في دول الخليج، لا فرق بين السعودية وقطر، لافرق بين سنة وشيعة، لا فرق بين العرب وإيران، وإذا لم تكن التهمة هي سب الذات الإلهية، فهي سب الذات الأميرية، فيزج بالشعراء في السجون، ويحكم عليهم بالإعدام، ويحكم عليهم بالمؤبد.

الجرائم ترتكب باسم الله في تلك البلاد.

القمع يرتكب باسم الله.

الظلم يرتكب باسم الله.

الانتقام يرتكب باسم الله.

التخلص من المبدعين يرتكب باسم الله.

ويقتلون باسمه

ويعدمون باسمه

ويكفّرون باسمه

وكم يكبر كل يوم حجم الإساءة إلى الله في تلك البلدان، بعد أن صارت جهنم في الحياة الدنيا، والعقاب في أبها، والحساب وشق الصدور في محكمة في القرن الواحد والعشرين.

وفي كل مرة نسمع عن مواطن حكم عليه بالإعدام في السعودية.

وفي كل مرة نرى بشرا يجلدون في الشارع ومواطنون يتفرجون عليهم ويصورونهم بهواتفهم الذكية.

ولم ينج من ذلك حتى الشعراء.

وباسم الله يعدم الشعراء في المملكة العربية السعودية.

وبسبب شعرهم الطويل.

و يا لها من تهمة. لم تخطر على أي خيال. ولم يتوقعها أي أدب عجائبي.

وقد قرأنا محاكمة جوزف برودسكي.

وعرفنا شعراء تعرضوا للسجن أو النفي أو قتلوا رميا بالرصاص، لكننا كنا نظن أن العالم تغير، وأننا في عصر آخر.

وكم نحن مغفلون، وكم نحن مخطئون.

و يا لحرج الشعراء.

عقود طويلة ونحن نتبجح بالحداثة وقصيدة النثر والحرية وقيمة الفرد والخيال وتفجير اللغة، وعن دولة يحكمها الشعراء، بينما لا نأمة، لا موقف، لا مبادرة للتضامن مع
شاعر عربي قد يعدم في أي لحظة.

ولنا مؤسسات تهتم بالشعر والشعراء والكتاب.

ولنا بيت الشعر في المغرب

ولنا اتحاد كتاب المغرب.

ولنا مئات الشعراء.

نحن هواة شقشقة لغوية، وقصائدنا فارغة من معناها، والحرية عندنا لا تعني الحرية، والحياة لاتعني الحياة.

نحن الرجال الجوف.

وقد أصبحنا مثل الدول، ولنا مصالحنا في الخليج.

ولنا المجلات القشيبة.

ولنا الجوائز.

ولنا المال.

ولنا التعويضات البئيسة

ولنا الكلمات المسموح باستعمالها ولنا المواضيع المحددة حسب الذوق والعادات في تلك الدول

وصار من الصعب على كاتب أن يشير بأصبعه إلى الخليج.

وصار يصعب على مؤسساتنا الثقافية أن تفعل ذلك.

شاعر سيعدم أيها الشعراء

أيتها الأقلية الهائلة

ولا قصيدة

ولا كلمة

ولا وقفة

ولا مسيرة مصنوعة من خيال الشعراء

ولا مديح للحرية

ولا غيرة على الحياة

شاعر قد يموت أيها الشعراء في المملكة العربية السعودية

طق، طق، طق، هل أحد في الداخل يا بيت الشعر.

طق، طق، طق، افتح الباب يا اتحاد كتاب المغرب.

شاعر عربي حكم عليه بالإعدام بسبب ديوانه

وبسبب شعره الطويل

وأفكاره المضللة

هل سمعتم بالخبر

طق

طق

هل أحد في البيت

أيها الشعراء.