نزار بركة رد على تبون: الاتحاد المغربي بدون المغرب مآله الفشل وخيانة لشعوب المنطقة والمؤامرات ضد الصحراء ماغاديش تنجح
حميد زيد كود ///
لو كان بإمكاني أن أحييها من جديد لأحييتها
وآه لو كان غدا هو 20 فبراير، لنمت في هذه اللحظة، لأستيقظ في صباح الغد باكرا
ولو كانت لي آلة الزمن لعدت إلى الوراء والتحقت بالشباب الثائر
ولسجلت فيديو
ولأطللت على الشعب من اليوتوب
ولكنت رمزا من رموزها ومؤسسا من مؤسسيها
ولبحت حنجرتي
ولرفعت كل الشعارات
ولصرخت على الخصوص
إيليااااس ارحل
إييليااااس ارحل
فيا لغبائي
ويا لعدم تقديري للمرحلة
فلم أكن أعرف أن الأمور ستنتهي على هذا الشكل
ولو كنت أعرف لزايدت على الجميع
ولطالبت بإسقاط النظام
وقلب المغرب عاليه على سافله
ولرددت كل يوم أحد
الشعب
الشعب
يريد
فماذا كنت سأخسر
لا شيء بالمرة
بل كنت سأصبح بطلا يشار إليه بالبنان
ولكنت اليوم شخصا مشهورا من كثرة اتصالات البي بي سي والجزيرة بي، ولدربت حبالي الصوتية، ولأتقنت فن الخطابة والحديث المباشر والبث اللايف، وخلفي نهر أبي رقراق، والمخزن، وصومعة حسان.
ولالتقيت بكريم التازي وصرت أنا أيضا صديقا له
وأقول له يا رفيقي، ونشرب قهوة، وندردش في شؤون البلد، ونتلفن لبعضنا، كأي صديقين عزيزين، لا فرق أبدا بيني وبينه، ولا تجمعنا إلا الصداقة ووحدة الصف والقضايا المشتركة.
ولسافرت أكثر من مرة إلى طنجة، في رحلات مكوكية، لألتقي بصديقي الثاني سمير عبد المولى، ولركبنا في سيارته المجنحة، وتجولنا في الكورنيش، وجلسنا في أحسن مكان.
لكني، وكما دائما، لم أفعل، وأهدرت الفرصة
وها أنا أرى الشباب الذي كان يصرخ:
إيليااااس ارحل
إييليااااس ارحل
هو نفسه يهمس، وبصوت خافت
إييليااااس ابق
إليااااس ابق
وآه لو تعود حركة 20 فبراير
لكنت أول المنضمين إليها
وأول الثوار والماطلبين بالتغيير
فعودي إلي أيتها الحركة المجيدة
عودي إلي يا سنة 2011
لنطوي الصفحة ونبدأ صفحة جديدة
أنا الآن أنتمي إليكم أيها الشباب بأثر رجعي
ويا ليتني ما تخلفت
ويا ليتني خرجت يوم الأحد
فماذا كنت سأخسر
لا شيء
حتى أن ضحايا الحركة كانوا من الأقاليم
ولا أحد من الرباط
ولا أحد من البيضاء
ماذا كنت سأخسر
بل كنت سأربح المجد والشهرة
وكان سيكون لي موقع إلكتروني أو جريدة
وكان سيشفق علي إلياس العمري
ويشغلني ويدربني
ولكنت اليوم حداثيا مع كل هؤلاء الحداثيين الذين نبتوا كالفطر
لكني لم أستجب لنداء التاريخ
وجبنت
وتخاذلت
وفاتني القطار
وأتمنى صادقا أن تعود الحركة
وأن يكون غدا هو أول خروج لها
لأصرخ إلياس ارحل
ولأنتظر دوري في دفعة المناضلين الثانية
وأهمس إلياس ابق
وما يخفف عني الألم
وما يجعلني لا أندم على هذه الفرصة التي ضيعتها
هو أن السيد إلياس
يصر على معالجة كل من يلتحق به
بينما أنا لا أرغب في العلاج
ولا شيء في هذه الدنيا بالنسبة إلي
يساوي مجة سيجارة في الصباح
وقهوة
وكأسا معتقة في المساء
وأي شخص، ومهما كان مهما، يحاول أن يحرمني من ذلك
فهو عدوي
ولتذهب الوظيفة
ولتذهب الصحافة إلى الجحيم
إذا كانت ستقف أمام الأشياء القليلة التي تمنحني السعادة
وتمنحني النشوة
وأدعي أني أفهم أشياء كثيرة
لكني أعجز عن فهم كيف يرضخ شباب راديكاليون
ويستجيبون لحصص علاج
ويحرمون أنفسهم
من ألذ مشروب في هذه الحياة القصيرة
ولا يثورون على مشغلهم
الذي يسعى إلى حرمانهم منه
لقد قلتها لكم قبل سنوات ولم تصدقوني
قلت لكم رجعي ويميني اليوم هو اليساري
ويساري اليوم هو الرجعي واليميني
وها أنتم تعالجون من الإدمان
يا ثوار
في مصحة اسمها الأصالة والمعاصرة
ومن كنتم تطالبون برحيله أمس
تستجدونه اليوم كي يبقى
وعاشت الرجعية
وعاشت 20 فبراير
حرة
أبية
وفي صحتكم
والمجد لباخوس
و للحياة خارج الحسابات
وخارج مانوية البام والعدالة والتنمية.